مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المستميتة الإبقاء على سياسة حكومته الاستيطانية التي جاءت استمرار لسياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وذلك على الرغم من ما أبدته الإدارة الأميركية على لسان أكثر من مسؤول فيها لا سيما الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، من أن الاستيطان يجب أن يتوقف، والتي تبعها إشارة امتعاض أميركية من مواقف نتنياهو تمثلت في أجيل الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل لقائه معه كان مزمعا عقده في باريس.

وعندما تلمس نتنياهو جدية الرغبة الأميركية في وقف الاستيطان واختلاف توجهات ولغة بل وموقف هذه الإدارة عن سابقتها إدارة جورج بوش، حاول عندها التلويح والإيحاء برغبته في السلام مع الفلسطينيين وادعى، كمحاولة لامتصاص الضغط الأميركي والأوروبي المتولد تجاه قضية الاستيطان تحديدا، عن أن الاستيطان الذي تستمر فيه حكومته هو لما اسماه "النمو الطبيعي" على الرغم من أن دراسات وتقارير عديد من المؤسسات التي تراقب الاستيطان بما فيها مؤسسات إسرائيلية أثبتت تقول إن هناك العديد العديد من الوحدات الاستيطانية غير أهلة بالسكان.

بل وتمادت حكومة نتنياهو في التهرب من الدعوات الدولية لوقف الاستيطان، عبر الإعلان يوميا عن بناء وحدات استيطانية جديدة، حيث أعلنت إسرائيل مصادقتها على بناء خمسين وحدة سكنية في مستوطنة ادم بالضفة الغربية، وهي مواقف تضع مصداقية مواقف الإدارة الأميركية على المحك، في حال تغاضت واشنطن عن هذه النشاطات الاستيطانية الجديدة.

إن ما تناقلته وسائل الإعلام من أن واشنطن أرسلت رسائل واضحة قبيل زيارة وزير الجيش أيهود باراك إلى نيويورك ولقائه المبعوث ميتشل، تبين عدم نية الإدارة الأمريكية للمساومة مع إسرائيل حول موضوع تجميد البناء في المستوطنات، وان الاستعداد الإسرائيلي لتجميد البناء لفترة زمنية محدودة ليس واردا هو أيضا، أمر ومواقف هامة وهي تأتي استكمالا للموقف الأميركي المرحب به حول قضية الاستيطان.

إلا أن ما يثير القلق هو ما لوحت به مصادر أميركية إلى استعداد واشنطن التوصل إلى حل وسط مع تل أبيب حول الاستيطان، إذ انه أمر مقلق ومحبط إن صح ما يشاع من أن واشنطن قد تغض النظر أو تصل إلى حل وسط حول الاستيطان، فاستمرار السياسات الاستيطانية الإسرائيلية تحت عنوان "متطلبات النمو الطبيعي" والذي يندرج ضمن النشاطات المخلفة للقانون الدولي كأي نشاط استيطاني أخر، فما يسمى بالنمو الطبيعي بدعة إسرائيلية للتحايل على المواقف الدولية المنددة بالاستيطان، وهو أمر لا يمكن للفلسطينيين أن يقبلوا به بتاتا.

وفلسطينيا وعربيا، فان الأولويات الآن تندرج في إطار استمرار التنسيق والعمل المشترك لجهة تمتين الموقف الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات حتى تنفذ إسرائيل التزاماتها الواردة في خطة خارطة الطريق، والتي أولى بنودها وقف الاستيطان، علما أن الفلسطينيين أوفوا ما عليهم من التزامات دولية.

إن الحسم مع حكومة نتنياهو في قضية الاستيطان سينعكس لا بد على مستقبل العملية التفاوضية وانطلاقها من حيث انتهت وليس من حيث يريدها نتنياهو أن تبدأ، وذلك على طريق إعادة الاعتبار لعملية السلام على أساس الجدية والارتكاز إلى الشرعية والقرارات الدولية، والتي في جوهرها تسعى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الحل على أساس الرؤية الدولية المتمثلة في إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required