مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

إن التصريحات الأخيرة التي أطلقها قادة حماس حول محاكمة كل من يتعاون في غزة مع الانتخابات التي دعا إليها الرئيس محمود عباس، رسالة تؤكد استحالة إجراء الانتخابات في قطاع غزة بالتزامن مع الانتخابات في الضفة، تماماً كما تؤكد الرسالة التي أرسلها الرئيس محمود عباس، إلى للدكتور حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية والتي يدعوه فيها إلى أن تباشر اللجنة عملها في الإعداد لإجراء انتخابات رئاسية و تشريعية في موعدها أي يوم الرابع و العشرين من يناير 2010، على أن الانتخابات في الضفة قادمة لا محالة!

لكن هذه الرسائل لا شك أنها تثير لدينا التساؤل التالي: هل الرئيس محمود عباس عازم فعلاً على إجراء انتخابات في نصف الوطن، وبنصف الشعب؟، وإذا كان كذلك فهل سيقبل بحرمان مليون و نصف مواطن في قطاع غزة من حقهم في المشاركة في العملية الانتخابية الرئاسية والتشريعية لمجرد أنهم وقعوا مرغمين تحت حكم حماس؟ وإذا كان كذلك فهل ستُعتمد النتيجة المتمخضة عن هذه الانتخابات، ونطالب الشعب الفلسطيني في شطري الوطن بقبولها والعمل بها؟، وهل ستكون هذه الانتخابات تحقيقاً لرغبة الجميع بعملية ديمقراطية حقيقة وشاملة؟

قد لا نصدق الافتراض القائل بأن إصدار الرئيس مرسوماً للانتخابات يأتي فقط في إطار الضغط على حركة حماس لكي توقع ورقة المصالحة بغرض إنهاء حالة الانقسام الداخلي، وأن رسالة التكليف أيضاً لرئيس لجنة الانتخابات بمباشرة التحضير لها إنما يأتي ليبدو الأمر جدياً، لأن حماس ستستفز من هذه الخطوة، وعلى عكس ما كان يُراد لن تذهب للتوقيع على المصالحة، تماماً كما حصل، بل إنها ستقاطعها وتتهمها باللاشرعية، وتحاكم كل من يتعاون في غزة مع إجرائها.

لكن إذا ما حصل ذلك، وأُجريت الانتخابات في الضفة الغربية والقدس فقط، دون قطاع غزة وحركة حماس، فكيف ستسير الأمور لاحقاً لذلك، وهل سنتعامل مع الانقسام، كحالة دائمة علينا التعايش معها؟، وإذا كانت المصالحة الآن تبدأ من الصفر، فحينها سيتوجب عليها البدء من تحت الصفر!!

أما حركة حماس فهي أمام خيارين: إما أن تقبل بالورقة المصرية كما هي دون أي ملاحظات أو تحفظات، أو غيرها، وخاصة أن المصرين مازالوا يؤكدون مثابرتهم من أجل المصالحة الفلسطينية، وعندها لن تدع مجالاً لإجراء انتخابات في الضفة الغربية بدونها ستكسب إثبات وجودها فيها، وإن قدمت تنازلات من وجهة نظرها بقبولها بالورقة المصرية، وإما أنها ستقاطع الانتخابات التي دعا إليها الرئيس عباس، وتدعو هي بدورها لانتخابات في قطاع غزة بالتوازي مع الانتخابات في الضفة، خاصة بعدما قاله د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي "إن حركة حماس مع الانتخابات، ولا تخشاها"، إلا أنه تذرع بما وصفه بالوضع الأمني في الضفة الغربية لعدم مشاركة حركته في تلك الانتخابات، والذي رأى أنه في حال تم إجراء انتخابات "حرة ونزيهة" في الضفة الغربية فإن حركة حماس ستنتصر فيها.

وعندها ستكون هذه هي القشة التي ستقسم ظهر البعير، وستلغي أي أفق قريب بالاتفاق أو المصالحة وسنعود إلى دوامة القتال وسفك الدم الفلسطيني بأيدينا، فهل من الممكن الوصول إلى مرحلة أشد سوداوية في تاريخ المصالحة، بل في تاريخ القضية الفلسطينية برمتها؟؟

وفي كل الأحوال إن هذه السيناريوهات المستقبلية المتوقعة، ينقصها مكونين رئيسيين أولهما: دور الفصائل الوطنية والقوى الشعبية، التي كما شاهدنا قصرت دورها بالمتفرج في هذه الأزمة، وكأنها لا تعنيها في شيء طالما أنها لا تمسها، وهل ستشارك الفصائل في الانتخابات في الضفة، أم ستقاطعها؟ أم أنها ستقف مترددة وتعيد حساباتها، خاصة وأن تصريحات معظم الفصائل حول الذهاب للانتخابات جاءت مبعثرة، ولم تعط جوابا ًقاطعاً. وإذا ما افترضنا أن القوى والفصائل ستقاطع الانتخابات، سيكون الأمر وكأن حركة فتح تجري انتخابات هي المرشح الوحيد فيها، ولاشك سيهدم ذلك مصداقية هذه الانتخابات ونتائجها.

أما المكون الثاني والأساسي فهو الشعب، الشعب الذي لم يعد يعرف ماذا يريد؟ والشكر طبعاً لم جعلوه أداة لتحقيق مئاربهم، وليس العكس!، تارة هو مع انتخابات تارة تراه يتوعد بمقاطعتها، وحديثه كله لا يخلو من الخوف والقلق والتوجس، فعندما أراد الشعب الخلاص والتغيير، جرب الديمقراطية وما جلبته عليه من ويلات، والآن مضطر للذهاب مرة أخرى للانتخابات، وهو غير مدرك لما ستجره عليه هذه المرة؟؟، لأنه هو وحده من دفع الثمن سابقاً، وهو من سيدفع لاحقاً، مسكين هو الشعب، مسكين.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required