مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم يكن المشهد الفلسطيني بحاجة لما يزيد من تأزمه وانسداده، في مرحلة عُرفت بأنها الأسوأ والأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية، حتى مساء يوم الخميس الماضي حين أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن عدم رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في 24 من كانون الثاني، وهو الذي كان قد دعا إليها في وقت سابق.

خطوة كبيرة..وسنرى في العاجل القريب تداعياتها الخطيرة على الأرض، إذا لم يتم التعامل معها بجدية ودراسة مخرجاتها.

أكد أبو مازن في خطابة أنه رغم كونه متمسكاً ومؤمناً بالسلام وطريق المفاوضات على الرغم من الإحباط والمرارة، وجد نفسه أمام خيارين، أحلاهما مر: فإما أن يختار اللجوء إلى المقاومة والوحدة الوطنية ومواجهة مصير ياسر عرفات، أو تحميله المسؤولية عن إضاعة فرصة أوباما للسلام.

وإما أن يواصل المفاوضات العقيمة وفقاً للشروط الإسرائيلية ما يجعله يقدم على انتحار سياسي، لأن المفاوضات ستكون دون أفق سياسي يتجاوز الدولة ذات الحدود المؤقتة.

عدم الرغبة في الترشح، اعتبرها بعض المحللون مناورة سياسية، للضغط على الموقف الأمريكي الذي تراجع مؤخراً عن مصداقيته في تحقيق السلام بين الجانيين الفلسطيني والإسرائيلي بل انحاز إلى الجانب الإسرائيلي، فكان القرار بمثابة الصفعة في وجه السياسة الأمريكية التي أوصلت الفلسطينيين إلى نصف الطريق عندما ساندتهم في مطلبهم بوقف الاستيطان، ومن ثم تراجعت عن موقفها، ثم لجأت للضغط على الجانب الفلسطيني بصورة مستفزة، وقف أمامها الرئيس الفلسطيني وقفة جادة ولم يتنازل عن ثوابته لبدء مفاوضات تستند إلى مرجعية واضحة، وعلى هذا فسر محللون آخرون قرار الرئيس بأنه، موقف تاريخي يستحق عليه الاحترام والتقدير، لأنه رفض مواصلة ما اسماه انتحاراً سياسياً في الذهاب لمفاوضات دون أفق سياسي، ولن تحقق شيئاً.

على كل حال فإن كان القرار، ما هو إلا مناورة سياسية للضغط على الجانب الأمريكي، فقد يأتي أُكله، إذ تحدثت مصادر عقب خطاب الرئيس عباس، عن أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما سيتعهد أمام القيادة الفلسطينية بعدم حدوث تغيير على المواقف الأمريكية القائلة بأن القدس الشرقية ليست جزءاً من دولة إسرائيل وأن البناء فيها مثله مثل البناء في الضفة الغربية، غير شرعي، في محاولة لجعل الرئيس عباس يتراجع عن موقفه، وإن كان ذلك غير كافياً، إزاء المطالب التي ينبغي تحقيقها من قبل الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، كما قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، أنه سيضغط على الرئيس محمود عباس لوقف قرار عدم عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، بالإضافة إلى مواقف عديدة من الدول العربية لثني الرئيس عن موقفه، تسبقها المطالبة الشعبية بترشحه.

ورغم ذلك فقد كسب الرئيس الفلسطيني بعض النقاط لصالح شعبيته، بعد صموده الأخير إزاء الضغوط الأمريكية، وتنحيه عن الترشح حتى لا يضطر لمواجهة المصير القديم للمفاوضات العبثية، خاصة بعد الهجوم الذي تعرض له بعد طلب التأجيل على تقرير غولدستون الفترة الأخيرة.

ورغم عدم وضوح الموقف الإسرائيلي والذي اكتفى بالتصريح بأن تنحي أبو مازن شأن داخلي ولا إمكانية لإطلاق مروان البرغوثي خلفاً له، إلا أن المهم في كل ذلك هو أن يأخذ الرئيس أبو مازن بعين الاعتبار استغلال القيادة الإسرائيلية لقراره وعلى رأسها بنيامين نتياهو، للتهرب من استحقاق السلام بالقول أنه "لا يوجد شريك فلسطيني" وبالتالي مواصلة كسب الوقت بالإبقاء على الوضع الراهن لأنه لا يسعى أصلا للتفاوض.

ورغم تفهم موقف الرئيس عباس، وما يتعرض له من ضغوط عربية ودولية، إلا أن الكثيرين يرون أن الانسحاب لم يكن ولن يكون أبداً هو الحل، خاصة في ظل خطورة الموقف الفلسطيني الحالي، والذي يتعذر تحسينه في ظل وجده كرئيس، فما بالك في غيابه، والمواجهة والثبات هو ما يجب أن يتحلى به الرئيس عباس الذي انتخبه شعبه وحمله المسؤولية من أجل مواصلة الجهود نحو مصالحة وطنية، وعملية سلمية جادة.

لكن السؤال يبقى قائماً، ماذا إذا فشلت كل الجهود الفلسطينية والعربية والدولية في إقناع الرئيس بالعدول عن قراره؟ هل ستبقى الانتخابات الرئاسية والتشريعية على موعدها، أم أنها ستؤجل؟ وإذا ما بقيت على موعدها فمن هو البديل الذي ستتوافق عليه حركة فتح؟، ومن ثم ما هو مصير المصالحة الفلسطينية-وإن كانت متعطلة أصلاً-؟.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required