مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

حالة من الترقب والخوف.. والأمل بعودة الأحبة ولقائهم، هو ما يعيشه الأسرى وأهاليهم في هذه الأيام، التي توالت فيها الأخبار والتكهنات إيجابا وسلباً، عن إتمام صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال مع الأسير الإسرائيلي المحتجز لدى حماس جلعاد شاليط.

لكن الجديد هذه المرة هي التطمينات التي أطلقها قادة حماس وعلى رأسهم خالد مشعل، بشأن التمسك بالإفراج عن الأسرى ذوي المؤبدات العالية، والقدامى ممن قضوا ما يقارب الربع قرن في سجون الاحتلال، وإن كان كل ما يقال مؤخراً حول الصفقة لم يحظ بالتأكيد الأخير، حيث أن امتناع كل من الطرفين عن الإيضاح والإفصاح بما يتعلق بتفاصيل الصفقة الجارية بوساطة مصرية ألمانية ساعد في إذكاء التكهنات بحدوث تقدم وشيك، والتي انجر نحوها الإعلام الفلسطيني والإسرائيلي ما شكل ما يشبه الضغط الشعبي في كلا الجانبين للتعجيل بإبرام الاتفاق.

إلا أن المؤشرات التي طفت في الأيام السابقة ومنها إعلان "شمعون بيرس" رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي من القاهرة عن تقدم حقيقي في صفقة شاليط وإن امتنع عن تقديم أي تفاصيل، ومن بعده وفد حركة حماس بقيادة محمود الزهار، تدل بشكل أو بآخر أن الموضوع قيد التنفيذ.

وفي حين تدعي الحكومة الإسرائيلية مرونتها في محاولة الإفراج عن شاليط، فهي لا تخفي قلقها من حدوث رد فعل داخلي مضاد لأي اتفاق من شأنه أن يعزز موقف حماس، بالإضافة إلى المخاوف الإسرائيلية من المبادلة غير المتكافئة،- وهي بالتأكيد غير متكافئة بالنسبة لنا مع وجود 11 ألف أسير في السجون الإسرائيلية، ناهيك عن مئات الشهداء الذين سقطوا في قطاع غزة عقب العمليات العسكرية التي شنها الاحتلال بعد عملية أسر الجندي.

فقد أشارت عدة مصادر إلى أن ما يؤخر الصفقة هو تذرع إسرائيل بأسماء أسرى محددة مدعية أنهم يعيقون توقيع صفقة تبادل الأسرى، بين إسرائيل وحركة حماس، وهم: إبراهيم حامد قائد "القسام" في الضفة الغربية، وهو الأهم، وأنه سيتم إطلاق سراحه بشرط ترحيله إلى خارج فلسطين.

والأسرى الثلاثة الآخرون هم أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وترفض إسرائيل إطلاق سراحه كونه مسئولاً عن اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي، في حكومة أرييل شارون في أكتوبر 2001، وعبد الله البرغوثي، الذي تعتبره إسرائيل مهندس العبوات الناسفة والمسئول عن العمليات التفجيرية في حركة حماس التي أدت إلى قتل 46 إسرائيليا في القدس، وعباس سيد، قائد حماس في طولكرم، الذي تحمله إسرائيل مسؤولية قتل 30 إسرائيلياً في عملية واحدة، والتي نفذت في فندق في مدينة نتانيا.

بينما أشار المحامي خضر شقيرات الذي يمثل الأسير مروان البرغوثي الذي سجنته إسرائيل مدى الحياة في عام 2004، إلى أن الأسير مروان مشمول في صفقة تبادل الأسرى، نافياً قاله نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم حول عدم شمول صفقة التبادل للأسير البرغوثي، قائلاً: "أنها توقعات بعيدة كل البعد عن تفاصيل الصفقة".

لكن أكثر ما نخشاه هو أن توافق حماس على إبعاد الأسرى المفرج عنهم إلى الخارج إلى دول عربية وأوروبية، بحيث يتكرر واقع تجربة سابقة قاسية، واجهناها عندما أُبعد المناضلون الذين حوصروا في كنيسة المهد في العام 2002 ، لمدة 39 يوماً، إبان عملية السور الواقي، أُبعد 13 منهم إلى دول أوربية و26 إلى قطاع غزة، ومازالوا يعانون قساوة الإبعاد.

والتجربة التي يجب أن نسير على خطاها هي تجربة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في صفقة التبادل عام 1985 والتي أفرجت بموجبها عن (850) أسير فلسطيني عاد كل منهم لمكان سكنه دون شرط أو قيد، وكانت نصراً فلسطينيا ً في مجال تبادل الأسرى، كما يجب أن تشمل الصفقة الأسرى من المواطنين المقدسين، ومن المناطق المحتلة في العام 1948 ، والذين تتعامل معهم إسرائيل على أنهم أفراد "خانوا دولتهم"، لكن تضمينهم في هذه الصفقة، سيضطر إسرائيل للتعامل معهم كمناضلين في الصراع الذي فرضته على الشعب الفلسطيني.

وبهذا سترسخ المقومات الأساسية لنجاح هذه الصفقة، والتي يجب استغلالها أشد استغلال، إذ لا أحد يعلم متى ستحين فرصة أخرى لإخراج 11 ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، متشبثين بالحياة، كالغريق التي يتشبث بأي قشة للخلاص من مصير محتم.

بقيت الإشارة أخيرا ًإلى أمر بالغ الأهمية، في تعاملنا مع أسرانا، ففي حين تمكنت إسرائيل من تحويل جندي أسير مهمته الأولى هي القتال، إلى إنسان أسير لا حول له ولا قوى، ينبغي التعاطف معه من العالم أجمع، في حين لا يتجاوز تعاملنا مع أسرانا مجرد كونهم أرقام، فمتى نطالب العالم بحقيقة اعتبارهم أسرى حرب ومناضلون وليسوا إرهابيين؟؟.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required