مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

إن مجمل ما شهده الجسم النقابي الصحفي من خلافات وتجاذابات خلال السنوات الماضية، بما في ذلك المشاكل المتصلة بالعضوية ومن يحق له الانتخاب وانعكاسات الأزمة السياسة الداخلية على النقابة، تمخض الآن عن السعي لإجراء انتخابات للنقابة، وبقدر ما قد تشكله هذه الانتخابات من خطوة للأمام، فهي لن تكون كذلك إذا لم تخرج من قالبها الحزبي والمسيس، وإذا لم تعتمد المعايير المهنية والقانونية من أجل إعادة إحياء هذا الجسم من جديد، تماماً كما يولد طائر العنقاء (الفينق) من رماده بعد موته.

فمن حق الصحافيين والصحافيات أن يُمثلوا بجسم نقابي فاعل يلبي حاجاتهم ويحميهم، ويتحمل كافة المسؤوليات تجاههم خاصة في ظروفهم الاستثنائية والتي لا تنفصل بأي شكل من الأشكال عن مجريات الأحداث السياسية وتبعاتها على الأرض، لذا فالأهمية لهذا الكيان مضاعفة، ولا تقتصر على وجوده قائماً فحسب، بل على حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه، فمن حق الصحفي أن يجد نقابة مهنية، توليه وحاجاته الأولوية.

وفي ظل الاتساع المطرد في وسائل الإعلام بشقيها المرئي والمسموع، بالإضافة إلى المكتوب خلال الفترة الماضية، وافتقار المرجعية القانونية لكثير من هذه الوسائل الإعلامية، واحتكام معظمها إلى الفئوية والحزبية السياسية، كل ذلك أضاف بعداً آخراً من تراجع الحريات الصحفية أو حتى انعدامها، وفي مقابل هذا لم يطرأ أي تغيير يذكر على نقابة الصحافيين ليواكب هذا التطور وحاجاته بالنسبة للصحافيين، وظلت تراوح مكانها، وكأنها في معزل عن كل ما يجري.

الخوف الآن هو أن يكون ما يُخطط له من انتخابات للنقابة ما هو إلا كالطحن في الهواء، فنسمع جعجعة ولا نرى طحينا، ونعود إلى المربع الأول، والسؤال هنا كيف سيتمكن الصحفيون من أن ينؤوا بنقابتهم عن ما يعتري الوضع النقابي في بلادنا من تدهور وتدخل سياسي لا مفر منه في ظل تفشي فكرة المحاصصة والإنقسام السائدة، والتي لن تجعل من النقابة إلا منبراً لتحقيق الأهداف الحزبية والسياسية المقيتة، بعيداً عن واجباتها الحقيقة والمفروضة اتجاه أعضائها؟.

وكانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين قد أعلنت اليوم عن فتح باب الترشح لانتخابات المجلس الإداري والمقرر إجراؤه في اجتماع الهيئة العامة يوم غد الجمعة، وفيما أشارت النقابة أن حق الترشح متاح للزملاء الواردة أسماؤهم في كشوفات الهيئة العامة والمسددين لاشتراكاتهم، فإن ضمان نجاح العملية الانتخابية متوقف على أن تقودها لجنة معروفة بحياديتها ومهنيتها، وتمثل عموم الصحفيين وأن تعمل على أسس ديمقراطية دون محاباة ولا تأثر ب"لوبيات حزبية"، كما يتوجب مراجعة شروط العضوية للأعضاء المنتسبين، وفتح باب الانتساب أمام كل من تنطبق عليه شروط ومعايير العضوية، بشرط أن تكون المعايير واضحة وموافق عليها من قبل الصحفيين أنفسهم، من أجل ضمان انتخابات نزيهة وشفافة وإلا فإن غير ذلك لن يعدو كونه سوى انتخابات "لرفع العتب" ليس أكثر، ولن تعود علينا إلا بما كانت عليه من جسم نقابي، لا يحظى باعتراف معظم الصحفيين وثقتهم.

وكل هذا من أجل إرساء قاعدة تأسيسية لنقابة حية، تمارس دورها في خدمة وتمثيل الصحفيين، وتنضم لتشكل مكوناً أساسياً من مكونات المجتمع المدني الفلسطيني. وإن كان رفض مركزان حقوقيان الإشراف على الانتخابات وهما مركز الميزان، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إنما يعد دلالة واضحة على حجم وماهية الخلافات التي تحيط بالجسم النقابي الصحفي.

وإنما نقصد من وراء ما تقدم هو السعي جميعاً نحو إرساء الحق المشروع في الاختيار والانتخاب، وتحقيق الحريات العامة، بين فئة (هم الصحفيون) هي ذاتها تسعى جاهدة من أجل الدفاع عن حق الآخرين في الحرية والعدالة والمعايير المهنية فمن باب أولى أن تحظى هي الأخرى بهذه الحرية العامة، وإلا فإن فاقد الشيء لا يعطيه.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required