مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في جلستها التحضيرية التي عٌقدت اليوم، تواجه القمة العربية، تطورات تزامنت مع توقيت انعقادها، وليس متوقعاً من القمة ورؤسائها مواجهتها بحلول ومواقف، بقدر ما سيضعها أن هذا التزامن في موقف سيضطرها للتطرق لمثل هذه المواضيع بشكل أو بآخر، وإن لم تتمنى ذلك.

أما الأزمات التي ستضطر القمة لمواجهتها هو موقف نتياهو من القدس واعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل وليست مستوطنة، وهو موقف متوقع بعد كل الهجمات الإسرائيلية الاستيطانية والعدوانية المتلاحقة على المدينة المقدسة، وعلى أثره تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وإن كان لا يمكن وصفه بالأزمة، لكنه قد يستدعي ثناء الرؤساء العرب من قمتهم العربية على الرئيس الأمريكي بارك أوباما ودعمهم إياه، بموقفه الرافض لسياسة نتياهو، وتعنته القائم على مواصلة الاستيطان، وتمسكهم بخيار المفاوضات غير المباشرة، لإظهار نواياهم الحسنة في الوصول لحل لإنهاء الصراع.

أوباما الذي صوتت بلاده في خطوة معهودة من قبل السياسة الأمريكية ضد "حق تقرير المصير"، وهي الوحيدة في مقابل أغلبية 45 صوتا، وذلك أثناء اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف بالأمس، حيث طُرح التصويت على قرارين: الأول الاعتراف للفلسطينيين بالحق في تقرير المصير، والثاني باعتبار الحصول على الغذاء حقا من حقوق الإنسان، فأي استغفال للجميع، ذا الذي يتضح من هذا التناقض الصارخ لتصرفات الولايات المتحدة، التي لا تنفك تدعو للقبول بحل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتدعي الغضب -في العلن- من إسرائيل بسبب سياستها الاستيطانية، ومن ثم تصوت ضد حق تقرير الفلسطينيين لمصيرهم.

وذلك كله رغم أن المجلس دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفقا لبنود ميثاق الأمم المتحدة وكافة المواثيق الدولية المعمول بها، وأكد على حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة وغير القابلة للتصرف بما في ذلك الحق في العيش بحرية وعدالة وكرامة وإقامة دولته المستقلة والديمقراطية،. وطالب باحترام سلامة ووحدة الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية.

وهذا ما تقابل به أمريكا وإسرائيل القمة العربية المنعقدة حالياً، فما الذي ستقدمه هي بدورها؟ ، لكن المفارقة أننا جمعيا نعرف أن نص البيان الذي سيصدر هو ذاته، الذي صدر عن اجتماع القمة السابق في الدوحة في مارس/آذار 2009، فعادة ما يكون حاضراً قبل انتهاء القمة، ومازلت اذكر المقابلة التي أجريت مع العقيد القذافي على قناة الجزيرة، قبل انتهاء إحدى القمم العربية التي عقدت إثر انطلاق انتفاضة الأقصى، وهو يحمل باستهزاء البيان الختامي للقمة قبل انتهائها ويقول: "مكتوب أننا نندنا واستنكرنا وما إلى ذلك من كلام"، هو كلام الإنشاء المصاغ بإتقان، إذن فالبيان الصادر سيكون بمثابة الcopy past عن سابقة مع تغير للمكان والزمان، وربما مع إضافة بند جديد بخصوص الملف اليمني الذي انضم إلى ساحات الحروب الأمريكية في الوطن العربي، وربما التأكيد على العودة إلى مفاوضات غير مباشرة، فيما يرد نتياهو عليهم مستبقاً انعقاد القمة، أن الاستيطان مستمر في القدس، لأنها ليست مستوطنة، بل هي عاصمة إسرائيل الأبدية، وباستمراره بسياسة تهويد القدس، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، والتي توجت بافتتاح كنيس "الخراب"، قُبيل انعقاد القمة.

فالممارسات الإسرائيلية في القدس لم تبقي ولم تذر، فقد شوهت الوجه العربي والفلسطيني للمدينة، ولم يبق من القدس سوى أقصاها، وهو ما تخطط له إسرائيل لاقتلاعه، وأحد السناريوهات المتوقعة هو تقسيمه كما فعلت في الحرم الإبراهيمي الشريف، ومن ثم إدراجه في قامة الأماكن الدينية والتراثية اليهودية، أو ربما هدمه لإقامة الهيكل وعندها سنحظى بقمة استثنائية لهكذا حدث استثنائي، تماما كما حدث عندما حُرق المسجد الأقصى، فلا يكون التحرك إلا وقوع المصاب، يوم لا ينفع الندم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required