مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يصادف غداً الثلاثين من آذار، الذكرى ال34 ليوم الأرض الذي يحييه الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجة في الشتات، وهو الذي ترجع مجرياته ليوم الثلاثين من آذار 1976، والهبة الشعبية التي اجتاحت كل المدن الفلسطينية، والتي كانت الأولى بعد احتلال فلسطين عام 1948 وجاءت دفاعاً عن الأرض وملكيتها، بعدما صادرت السلطات الإسرائيلية آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة والتي تعود ملكيتها للفلسطينيين وخاصة في الجليل والأرض المشاع، واستشهد خلالها 6 فلسطينيين إثر هجمة عسكرية إسرائيلية، ليتحول هذا اليوم فيما بعد إلى يوم الأرض، يوم الدفاع عنها والتضحية من أجلها.

الأرض التي هي محور الصراع، ولب قضية البقاء والوجود، منذ البداية وحتى الآن وإلى الأبد، فوجودنا منوط بحفاظنا على أرضنا بالتمسك فيها وإحيائها، واسترخاص الأرواح في سبيلها، فهي العنوان وهي إرث الآباء والأجداد.

وقد تحول هذا اليوم إلى رمز للصمود والتضحية، فالأرض هي العِرض، وفي التراث "من باع أرضه للعدو كمن باع عِرضه"، لكن معركة الدفاع عن الأرض مستمرة كل يوم، بل هي في وتيرة متصاعدة نتيجة للسياسات الإسرائيلية التي لم تكتف بآلاف الدونمات التي قضمتها خلال السنوات السابقة، بل تستمر في ابتلاع المزيد من الأراضي في الضفة الغربية وخاصة في القدس، فهي تسعى جاهدة لفرض أمر واقع على الأرض..الأرض التي تدرك تماماً ماهيتها وقيمتها، لذا تستبق الأمور وتحاول ضم ما تطاله يدها الاحتلالية، ومن ثم تُهودها وتُغيب هويتها وثقافتها، تماماً كما تفعل في مدينة القدس.

ذكرى يوم الأرض تمر هذا العام، في وقت هو الأصعب والأكثر تدهوراً وتردياً، سواء بسبب التخاذل العربي أو التصعيد الإسرائيلي العدواني الذي هو نتيجة له، ما يعطي الضوء الأخضر للاحتلال بتنفيذ سياسته التوسعية وتحقيق أطماعه في السيطرة على الأرض وبناء المستوطنات، وعزل السكان الفلسطينيين في معازل أو كونتونات، تمهيداً لطردهم من أرضهم ومن بلادهم، وهذا ما تنفذه من خلال سياسة التطهير العرقي، وطرد السكان من منازلهم والاستيلاء عليها، وسحب هويات المقدسيين والتضييق عليهم، ولا يكاد يمر يوم دون أن تعلن حكومة الاحتلال المصادقة على مشاريع استيطانية جديدة في قلب الأحياء العربية في القدس، والتي كان آخرها الإعلان عن مشروع استيطاني من 200 وحدة سكنية في حي الشيخ جراح، وما سبقها من المصادقة على بناء 1600 وحدة سكنية في القدس، وغيرها وغيرها من مشاريع الاستيطان المتفشية في القدس والضفة الغربية كالسرطان القاتل، ومشاريع الاستيلاء والتهويد لكل ما هو عربي في المدينة في السر والعلن.

عندما نتحدث عن الاستيلاء على الأرض لا نتحدث عن الاستيطان فحسب بل نتحدث عن آلاف الدونمات التي قُطعت أشجارها المثمرة، وزيتونها وسُرقت مياهها وآثارها وتاريخها، فيما الأرض التي لم تحصل عليها إسرائيل بعد، تحولها لمكب لنفاياتها أو مياه الصرف الصحي لمستوطناتها، بل وحتى قتل زارعيها ممن يحاولون استصلاح ما بقي لهم من الأرض، كما حدث وقتلت في الأيام القلية الماضية أربعة شبان من قريتي عورتا وعراق بورين، أثناء زراعتهم لأرضهم.

ناهيك عن آلاف الدونمات التي صُودرت من أراضي الضفة الغربية بفعل جدار الضم والتوسع، ومن ضمنها أخصب المناطق الزراعية والتي تضم أكبر المصادر المائية، حيث استولى الجدار على ما نسبته 7% من أراضي الضفة الغربية، فيما تشكل المستوطنات وبنيتها التحية من طرق التفافية وغيرها بالإضافة إلى ما ضمه الجدار من أراض ما نسبته 40% من مساحة الضفة الغربية، وهذا كله في غفلة منا كفلسطينيين وأصحاب أرض وأصحاب حق، وفي غفلة منا كأمة عربية، الأمر الذي يشكل البيئة المناسبة لحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة لمواصلة تهويتها وسرقتها للأرض الفلسطينية، ولمقدساتها الدينية المسيحية والإسلامية، ومحاولات الاستيلاء على المسجد الأقصى، وتقسيمه كما حدث في الحرم الإبراهيمي الذي تم ضمه إلى قائمة الآثار الدينية والتاريخية اليهودية.

وحديث الأرض والضم والتهويد الإسرائيلي ...يطول لكن الأرض العربية التي سُقيت من دماء أبنائها، ستلفظ أي دخيل أو غريب، فهي أرض عربية لن تقبل التهويد، لكنها تحتاج من يحررها من هذا التهويد وينقذها من السرقة، ويحميها ويحافظ عليها بل ويسترجع ما أُغتصب منها، فهل من وحدة فلسطينية قريبة؟، وهل من صحوة عربية قادمة؟؟!.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required