مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد أن أعلن د. صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات، صباح أمس، بدء المفاوضات غير المباشرة، ومن قبله كان قرار لجنة المتابعة العربية، بالموافقة على الذهاب لتلك المفاوضات، وبعد أن تدارست اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح، هذه المسألة، وقررت بالأكثرية، استئنافها، رغم معارضة البعض، تتكشف اليوم مؤشرات عديدة لما ستؤول إليه هذه المفاوضات.

وبالرغم من أن الموافقة الجماعية لم تتحقق، لكن التأييد والتطمين جاء بحجة "الضمانات الأمريكية" لإطلاق المفاوضات غير المباشرة، والالتزام الأمريكي بعدم السماح بأي خطوات استفزازية من قبل الجانب الإسرائيلي، والوعود والتطمينات الأمريكية جاءت على لسان ميتشل بأن المباحثات ستوصل إلى إقامة دولتين والبناء في القدس سيتوقف لعامين، حيث التزم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعدم البناء في مستوطنة رمات شلومو في القدس المحتلة.

لكن أيعقل أن أحداً سيصدق نتياهو في وعوده هذه!، ومن ذا الذي سيصدقه إذا كان أبناء جلدته أنفسهم يصفونه بأنه كاذب ويواصل الكذب، حيث وصفه اليمين بالخائن بعد وعده لميتشل بتجميد الاستيطان لمدة عامين، لأنه وعد بمواصلة البناء في القدس، ولهذا السبب انتخب لرئاسة الحكومة في إسرائيل.

وبالتالي فكل المؤشرات تدل على أن البناء في القدس سيستمر على الرغم من تصريحات ميتشيل، ووعود نتياعو الكاذبة له. على كل حال فقد أعلنت إدارة أوباما سابقاً تحذيرها للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بأنه في حال حدوث عراقيل من أي طرف أو اتخاذ إجراءات استفزازية ستحمل الولايات المتحدة المسؤولية للطرف المستفز.

لكن ربما كنا بحاجة لتعريف "الإجراء المستفز" الذي تقصده الولايات المتحدة، فإسرائيل اليوم تشرع في إقامة 14 وحدة سكينة في رأس العمود بشرقي القدس المحتلة-وذلك حسبما أفادت حركة السلام الآن اليسارية الإسرائيلية، والتي أوضحت في تقرير لها أن هناك حوالي 119 مبنى تعود ملكيتها إلى جهات يهودية في الأحياء الفلسطينية بشرقي القدس المحتلة حيث يقطن 1900 يهودي.

ربما لم يُقصد بهذا "الإجراءات الاستفزازية" التي تحدثت عنها الإدارة الأمريكية!!؟؟

اليوم أيضاً وبحماية من شرطة الاحتلال، كبار الحاخامات الإسرائيلية يقتحمون باحات المسجد الأقصى، حيث ذكرت مصادر إخبارية أن المستوطنين طافوا باحات المسجد الأقصى بمناسبة ذكرى ما يسمى توحيد شطري القدس، ولم تقتصر الاعتداءات والأعمال الاستفزازية على هذا فحسب، بل توجت صباح اليوم بوفاة رضيع عمره عام ونصف جراء استنشاقه للغاز السام الذي أطلقته قوات الاحتلال في بيت أُمر.

إذا كانت كل هذه الانتهاكات والأعمال والعدوانية، ليست مستفزة بما فيه الكافية للإدارة الأمريكية، فإذن ما هو "المستفز"، وإذا كان "المكتوب واضح من عنوانه" كما يقولون، فما حاجتنا إذن لفحص الأمور عملياً على أرض الواقع، وإعطاء دولة الاحتلال مزيداً من الوقت لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية وسياستها التهويدية على الأرض، فإذا ما كانت نواياها واضحة وبينه، بل وأن مواقفها صريحة ومعلنة، فما الداعي إذن للذهاب لمفاوضات -وإن كانت غير مباشرة-، من باب رفع العتب أو مجاملة الإدارة الأمريكية وإعطائها فرصة للحل، مقابل إعطائها ضمانات بالتزام الحكومة الإسرائيلية بعدم توسيع الاستيطان وعدم القيام بأعمال استفزازية، فيما نعلم جميعاً أن نتياهو وحكومته على استعداد دوماً للنكث بوعودهم.

لسنا من الداعين إلى التشاؤم، لكن الحقائق على أرض الواقع تقتضي التنبه والحذر الشديد في جولة المفاوضات الجديدة، خاصة مع افتقارنا لعوامل القوة والوحدة الوطنية، وإلا لما وافقنا على الذهاب إلى مفاوضات في ظل المعطيات الإسرائيلية على الأرض. فماذا سيكون مصير هذه المفاوضات؟ وما موقف الدول العربية وأمريكا إذا ما فشلت؟ وهل يمكن أن تحقق أياً من المطالب الفلسطينية؟

الأيام والأشهر القليلة القادمة كفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required