مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في خطوة انتقامية لا تنفصل بشكل أو بآخر عن سياسة دولة الاحتلال التعسفية والعنصرية واللاإنسانية، بل وتعبر عن إفلاسها وتخبطها وقلة حيلتها، أقر الكنيست الإسرائيلي في جلسة وُصفت بأنها صاخبة أمس بأغلبية، ما سُمي بقانون شاليط بالقراءة التمهيدية، وصوت مع القانون 52 عضواً وعارض 10 أعضاء، كما أقر الكنيست أيضاً قانون لسحب جنسية من يدان "بالإرهاب".

وفي كل مرة تتفتق عن عقلية المحتل مثل هذه الأفكار والقوانين التي تتعارض مع العدالة الإنسانية ومع ما كفلته الحقوق والقوانين الدولية، وآخر الابتكارات كان قانون "شاليط" الذي يفرض القيود على الأسرى الفلسطينيين، مثل منعهم من زيارات عائلاتهم، وحرمانهم من حقهم في التعليم وقراءة الصحف داخل السجن، ومنعهم من مشاهدة التلفاز، والالتقاء بنظرائهم الأسرى، وعدم تحديد فترة السجن في العزل الانفرادي.

والحجج والمبررات كما جرت العادة واهية وغير منطقية، إلا أنها هذه المرة يُضاف إليها كونها جاءت كردة فعل انتقامية بسبب عدم قدرة الحكومة اليمينية المتطرفة على إحراز أي تقدم لاسترجاع شاليط المعتقل في غزة، وهذا ما جاء صراحة في نص مشروع القانون "أن أسرى أعضاء في "منظمات إرهابية" تأسر جندياً دون السماح بإجراء زيارات له، لن يحظوا بالمقابل بزيارات في السجون الإسرائيلية، سوى زيارات محامين أو الصليب الأحمر كل 3 شهور فقط. وكان هذا واضحاً أيضاً في حديث عضو الكنيست من حزب الليكود، داني دانون الذي قال أن القانون هو رسالة إلى آسري الجندي شاليط قائلا 'نحن نتحدث بنفس اللغة التي يفهمها الأسرى الفلسطينيين'.

إذن فهم لا يملكون وسيلة ولا حيلة للوصول لجنيدهم، ما يدفعهم لاختراع مثل هذه القوانين للتخفيف من حدة الضغط الذي يمارس عليهم من قبل الرأي العام الإسرائيلي، وعائلة شاليط وأصدقائه، بالإضافة لاعتقادهم بكون التشديد على الأسرى الفلسطينيين من شأنه أن يضغط على الفلسطينيين من أجل إطلاق سراح شاليط سواءً من خلال مفاوضات غير المباشرة أو غيرها.

وهو مع ذلك يأتي في الوقت الذي دارت فيه عجلتها، بما يؤكد عدم اكتراثهم وعزوفهم عن الالتزام بأي تسوية سلمية قريبة ممكنة، فمثل هذه القوانين لن تصب إلا الزيت على النار، وستزيد من حدة التوتر في العلاقات المتوترة أصلاً، لأنها ممارسات استفزازية ليست فقط المستوى السياسي وإنما أيضاً، على المستوى الشعبي وخاصة الأسرة وأهاليهم حيث هدد الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية باتخاذ خطوات احتجاجية إذا ما طُبق القانون.

ومقابل كل ذلك فإن الأسوأ أن تدعي دولة الاحتلال بكل وقاحة أن الأسرى يعيشون في " ظروف ممتازة " في السجون الإسرائيلية، وأن الحكومة شكلت قبل عام لجنة وزارية برئاسة وزير القضاء آنذاك دانيال فريدمان. وتوصلت إلى قرارات بحرمان الأسرى من حقوقهم "الإمتيازية" التي لا يضمنها لقانون الدولي...!! ومن بين "الامتيازات" التي سيتم سحبها وحرمان الأسرى منها: تقليص زيارات المحامين إلى الحد الأدنى وتقليص زيارات عائلات الأسرى المسموح بها، ومصادرة أجهزة التلفزيون وغير ذلك مما سبق ذكره في نص القانون، وكأن الأسرى يعيشون مدللين مرفهين في السجون الإسرائيلية، وبحاجة إلى قوانين وإجراءات تعسفية جديدة تضاف إلى قوانين سابقة لتزيد من سوء معاناتهم الصحية والنفسية والاجتماعية وغيرها التي يعيشونها.

ويبدو واضحا ً أن هذه هي السياسة الجديدة التي تتبعها إسرائيل، فهي تحاول ما استطاعت ابتداع القوانين والتشريعات التي تسلخ المواطن عن وطنه وأرضه وأهله وانتمائه، وكان هذا جلياً عندما أقرت القانون العسكري رقم 1650 لمنع ما أسمته "التسلل" وإعادة مواطني غزة الذين يقطنون في الضفة الغربية إلى القطاع، وقد طبقت بالفعل هذا القانون على كل من تطاله يداها، وها هي اليوم تقر قانون شاليط وقانون لسحب جنسية كل مواطن من عرب ال48 تتم إدانته بالقيام بإعمال "إرهابية"، على حد تعبيرها، وهنا يكمن بيت القصيد، حيث أنها تحت هذا المصطلح تستطيع إدخال ما تشاء من الأفعال التي تصنفها حسب رؤيتها على أنها أعمال إرهابية.

وفي كل الأحوال فإن على جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية، ومؤسسات المجتمع المدني العمل على مناهضة هذا القانون، واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بعدم تطبيقه، مستندة على القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، التي تكفل للأسرى حقوقهم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على قضيتهم العادلة ومعاناتهم التي لم يسبق لها مثيل لدى السجان الإسرائيلي، وعدم التنازل أو التهاون أبداً عن حقوقهم ومطالبهم المشروعة، فهم يستحقون أكثر من ذلك، لما قدموه من تضحية وما مازالوا يقدموه.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required