مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يصادف اليوم الخامس من حزيران الذكرى ال 43 على الحرب التاريخية التي لم تعد الدنيا بعدما كما كانت، في مثل هذا اليوم كانت الحرب الفاصلة والمصيرية بين العرب وإسرائيل عام 1967، وعلى إثرها وقعت فلسطين كاملة بما فيها عاصمتها القدس في قبضة الإسرائيليين وجزء من سوريا ومصر ولبنان، الأمر الذي وقع كالصاعقة على آذان كل متفائل بالمؤشرات الزائفة التي كانت تقول بانتصارنا على العدو، فيما سمي لاحقاً بالنكسة، النكسة التي أطفأت في حينها الأمل في قلوب أجدادنا الذين كانوا شباباً، وتركتهم لرياح الاستلام للهزيمة والخيبة، التي اجترتها الأجيال اللاحقة على مدى 4 عقود ويزيد من الزمن.

اليوم وبعد مرور 43 عاماً على الحرب، لم يتغير المشهد على ساحة الصراع، ورغم المحاولات الجاهدة والحثيثة لإحقاق السلام مع هذا الكيان مثل اتفاقات السلام المتعددة مع مصر والأردن وإقامة العلاقات الدبلوماسية بينها وبين إسرائيل، إلا أنه وفي كل مرة كانت إسرائيل تثبت للفلسطينيين والعرب والعالم أجمع، أنها لم تكن يوماً معنية بالسلام، فما أخذته بالقوة والحرب التي بدأتها وأشعلت نيرانها بالمنطقة لن تعيده لنا بالسلام والمفاوضات، التي كانت غطاءً لها على مدى سنوات لتحقيق مطامعها التوسعية والاستيطانية في كامل الأراضي الفلسطينية، وخاصة في القدس التي تعزلها عن محيطها، وتهودها شيئاً فشيئاً، وتفرغها من أهلها، بطردهم من منازلهم وسحب هوياتهم والتضييق عليهم، ومصادرة أراضيهم لبناء المستوطنات في القدس، وترفض إدراجها في أي قائمة للمفاوضات أو غيرها.

اليوم وبعد 43 عاماً، مازال الصراع مستمراً بل ومحتدماً ليس فقط مع الفلسطينيين بل أيضاً على الجبهة السورية بعد استيلائها على الجولان السورية في الحرب والجنوب اللبناني الذي مازالت تسيطر على بعض المواقع فيه، وعلى مدى السنوات الماضية ازدادت إسرائيل غطرسة وعنجهية وعنصرية وصلافة، وعلى مدى حكوماتها المتعاقبة كنا نجد ترجمة هذه الصفات إلى أفعال على الأرض، فلم تتوقف يوماً عن ممارساتها العدوانية تجاه الفلسطينيين أو غيرهم والتي كان أخرها الجريمة التي ارتكبتها بحق عشرات المتضامينن القادمين على متن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات، فقتلت وجرحت منهم ما استطاعت، وبررت فعلتها بالدفاع عن أمنها وأمن مواطنيها، وأن الحصار الذي تفرضه قانوني لأنه يمنع تهريب الأسلحة لمن تسميهم ب"الإرهابيين" الذين يسكنون القطاع في إشارة إلى مقاتلي حماس.

تمر هذه الذكرى علينا، وقد تغيرت ملامح القضية وأثقلها انقسام بين شقي الوطن على مدار أكثر من ثلاث أعوام، يقف كالشوكة في حلقنا التي تعترض أي فرصة لتحرك سياسي مثمر، رغم كل المساعي الفلسطينية والعربية الجاهدة لتحقيق المصالحة وتوحيد صفوف شعبنا، الذي استنفذت كل قواه و بات يتجه نحو المقاومة الشعبية والسلمية لجلب اهتمام الرأي العام الدولي بقضيته ومعاناته، وإعادة مركزيتها في المحافل الدولية، ومن ثم السعي لتعرية إسرائيل وإظهار الوجه الحقيقي لها أمام العالم، وخاصة بعد جريمتها الأخيرة بهجومها على أسطول الحرية، واستمرارها في حصار قطاع غزة، وما ينتج عنه من ضحايا يومياً.

وفي النهاية فإن هذا الشعب الذي خسر أرضه ووطنه وقدم الغالي والنفيس في سبيله، منذ النكبة ومروراً بالنكسة ومازال وحتى الآن، من أجل الدفاع عن حقوقه الثابتة وقضيته العادلة، وهو ينشد السلام، السلام العادل والشامل، فإذا ما كان هناك إمكانية لحل فيجب أن يكون متفق عليه دولياً وعربياً ويلبي الحقوق الفلسطينية، وحتى ذلك الحين فهو مستمر بنضاله وصموده على أرضهكما ضحى من قبله على مر عشرات السنين، حتى يأتي اليوم الذي تمر عليه ذكرى حرب حزيران وهو عائد إلى وطنه ورافع علمه.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required