مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

يبدو واضحاً أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة في سباق مع الوقت لتطبيق مخططاتها التوسعية والتهويدية في كل شبر في الضفة الغربية وبالتحديد في القدس، والتي كان أخرها قرار شرطة الاحتلال إبعاد النواب عن دائرة القدس محمد أبو طير وأحمد عطون ومحمد طوطح عن كتلة الإصلاح والتغير، وكذلك وزير شؤون القدس السابق خالد أبو عرفة، حيث سلمتهم إشعاراً بمغادرة المدينة خلال شهر من تاريخ 19/5/2010، معتبرة إقامتهم في المدينة لاغيه بعد انقضائه، وهددتهم بتنفيذ إجراءات الأبعاد القسري، في حال عدم استجابتهم.

وكانت مصادر إسرائيلية تحدثت في وقت سابق عن مخطط إسرائيلي لتهجير وإبعاد (300) شخصية سياسية فلسطينية من كافة الانتماءات والاتجاهات عن مدينة القدس المحتلة، ضمن سياسة دولة الاحتلال لتفريغ المدينة من أهلها، وها قد اتجت نحو القيادات والنخب السياسية، ما سيسهل عليها لاحقاً تهجير العائلات المقدسية وعموم أهل المدينة باعتبارها العاصمة الأبدية لدولتها، تحت المظلة الأمريكية وفي ظل الصمت والمباركة الدولية، خاصة في الوقت الذي تتجه أنظار العالم لملاحقة كرة كأس العالم، وكأنه بحاجة لما يلهيه أكثر عن معاناة المقدسيين التي تتفاقم يوماً بعد الآخر.

ولاشك أن هذه الممارسات والقرارات لا تنفصل بشكل أو بآخر عن سلسة القرارات التعسفية السابقة بحق الفلسطينيين وعن سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها، وعلى رأسها القرار العسكري (1650) والذي بموجبه ستقوم سلطات الاحتلال بتهجير ما يزيد عن 70 ألف فلسطيني كدفعة أولى من الضفة الغربية بذريعة أنهم لا يملكون الحق في الإقامة، مدعية أنهم متسللون.

ويبدو واضحاً أن سياسية دولة الاحتلال بدأت تدخل منحدراً خطيراً من التمادي والغطرسة والعنجهية غير المسبوقة في تعاملها مع الفلسطينيين، دونما أدنى اكتراث للرأي العام الدولي، ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تضمن أبسط حقوق الإنسان، وقد أثبتت ذلك بكل وضوح وصراحة للعالم أجمع عندما هاجمت سفينة مرمرة التركية ضمن أسطول الحرية، وقتلت تسعة من أفراده وجرحت آخرين، دون أن تقيم أدنى اعتبار للمتضامنين القادمين من أكثر من 47 دولة من مختلف أنحاء العالم، ومن ثم عادت لتتجلى عنصريتها وهمجيتها كدولة ومجتمع وأفراد، عندما اعتدى أفراد من الكنيست الإسرائيلي بالضرب والشتائم على النائب العربي عن التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست الإسرائيلي الفلسطينية حنين الزعبي التي كانت على متن السفينة، ولم يكتفوا بهذا فحسب بل طالبوا بسجنها وتجريدها من امتيازاتها السياسية كسحب جواز سفرها ونفيها وأكثر من ذلك، في دلالة واضحة أن سياسة إسرائيل لا تستثني من ممارساتها الاعتدائية أحداً، لا في الضفة الغربية وخاصة في القدس أو غزة، ولا حتى في الداخل.

والخطير في هذه السياسات هو تجاوزها الأفراد لتطبق بشكل جماعي وعلى القيادات والعامة، ويبدو هذا جلياً في مدينة القدس التي يسعى الاحتلال لإلغاء ما تبقى من المعالم العربية للمدينة، ويطارد سكانها بالضرائب وسحب الهويات ومصادرة الأراضي بل وحتى تصفية شبابها كما حصل مع المواطن المقدسي زياد الجولاني يوم الجمعة 11/6/2010 والذي أُعدم بدم بارد، وكما التضييق في العيش وهدم المنازل، والتي لم تعد حالات فردية بل باتت تستهدف أحياءً كاملة، كما هو حال حي البستان في بلدة سلوان وغيره، وقد تم الكشف اليوم عن مخطط استيطاني إسرائيلي جديد (جاهز) يقضي ببناء 32 ألف وحدة استيطانية احتلالية جديدة في القدس العربية (الشرقية) المحتلة، لم يتم الإعلان عنها من قبل وهي، الآن، في مرحلة المصادقات إيذاناً بالبدء في بنائها، بالإضافة إلى ما كشفت عنه مصادر إعلامية اليوم أيضاً عن نية بلدية الاحتلال المصادقة على هدم 22 منزلاً في سلوان، الإثنين المقبل تمهيداً للشروع في إقامة ما يسمى "حديقة الملك" الأثرية أو "خطة تطوير سلوان".

إزاء هذه السياسات الخطيرة والمتفاقمة، والإجراءات المجحفة والظالمة بحق أبناء شعبنا وقياداته الوطنية، وفي ظل الاستهتار والصمت الدولي، لابد من التوحد والتراص الشعبي والقيادي لمواجهة هذه الحملة الإسرائيلية الشرسة بحقنا وبحق خيارنا الديمقراطي والوطني، وضرورة الدفع باتجاه إعادة اللحمة لشطري الوطن من أجل تكثيف الجهود لحماية القدس وأهلها ومقدساتها قبل فوات الأوان.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required