مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ماأن انتهت بالأمس فترة تجميد البناء في المستوطنات التي كان قد أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتياهو ولمدة عشرة أشهر بعد ضغوطات أمريكية، حتى سارع آلاف المستوطنين اليهود وأنصارهم الاحتفال بهذا الانتهاء وبدء عمليات البناء الجديدة في مستوطناتهم، وقد تناقلت وسائل الإعلام بالأمس صور احتفالهم المستفز وهم يطلقون الأبواق ويصبون الأسمنت إيذاناً بعودة البناء.

وفي الوقت الذي يحاول فيه الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني التوصل لحل في مفاوضات مباشرة بوساطة أمريكية تجري حالياً في الولايات المتحدة، لم يعط المستوطنون أي اكتراث لهذه المحاولات، وكأن ما يهمهم هو انتظار انتهاء الفترة المحددة فحسب ففي احتفال كبير كما ذكرت مصادر صحفية قال داني دانون النائب اليميني من حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع إطلاق بالونات في الهواء عند غروب الشمس في مستوطنة ريفافا بالضفة الغربية" تجميد البناء انتهى اليوم نحتفل باستئناف البناء في يهودا والسامرة". كما قال مستوطنون إنهم سيبدءون قريباً بناء نحو ألفي منزل في شتى أنحاء الضفة الغربية صدرت تراخيص لها قبل دعوة نتنياهو لتجميد جزئي لعمليات البناء العام الماضي.

ولا شك أن هذه الاحتفالات المستفزة، والتوعد غير المسؤول من قبل المستوطنين باستئناف البناء، وكأن شيئاً لا يعنيهم فيما يجري في محادثات السلام الجارية، وضع نتياهو في موقف محرج ما دعا به في محاولة عابثة لحث المستوطنين على ضبط النفس في نداء يبدو أنه يهدف إلى إقناع الفلسطينيين بعدم الانسحاب من محادثات السلام، التي لا يريد أن يتحمل هو وحكومته اللوم على فشلها، على إثر مثل هذه التصرفات، وبعد أن عمل جاهداً من أجل تحسين صورة إسرائيل أمام الرأي العام الدولي، خاصة في الفترة الأخيرة التي عاشت فيها حكومته عزلة وانحداراً، بسبب تشددها (مع متطرفي الليكود وحزبي إسرائيل بيتنا وشاس وضغوط المستوطنين) في التعاطي مع مواضيع التسوية الفلسطينية، ورفضها تمديد تجميد البناء في المستوطنات في الضفة الغربية وخاصة في القدس.

وبالفعل فقد ذكر الرئيس محمود عباس أن استمرار المفاوضات في ظل استئناف الاستيطان مضيعة للوقت، على الرغم من ما أعلنته مصادر إسرائيلية اليوم الاثنين أن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قد اتفقا بوساطة أميركية على مواصلة التفاوض لأسبوع آخر للتوصل إلى "حل وسط" حول البناء الاستيطاني يسمح باستمرار محادثات السلام المباشرة التي تم إطلاقها مطلع الشهر الجاري، فيما توقعت مصادر إسرائيلية أن يبدأ البناء اليوم بعدد من الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، وبالفعل فالمستوطنون لم يضيعوا الوقت وباشروا صباح اليوم بتوسيع مستوطنة 'يتسهار' جنوب نابلس، وكانوا قد أقاموا مساء أمس بؤرة استيطانية جديدة غرب نابلس قرب بؤرة 'شفوت رحيل'، كما ذكرت مصادر صحفية أن وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس أوعز اليوم، إلى المسؤولين في وزارته بشق طريق جديد بين مستوطنة 'كريات أربع' ومدينة الخليل بكلفة قد تصل إلى 20 مليون شيقل. وأقدم مستوطنون من مستوطنة 'أفرات' المقامة على أراضي بلدة بيت أمر في محافظة الخليل، على تجريف أراضي آل أبو عياش في البلدة بحماية قوات الجيش،وأفادت المحطة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أنه يتوقع أن تستأنف أعمال البناء في ثماني مستوطنات أخرى على الاقل بينها كريات أربع المتاخمة لمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية.

والحقيقة أن المعطيات على الأرض، وسعي نتياهو لكسب الوقت، بعدما أظهر نواياه المبطنة نحو إرساء السلام في المنطقة وعدم إعاقة المفاوضات بما يمكن حكومته من الاستمرار في فرض واقعها على الأرض، وذهاب القيادة الفلسطينية إلى مفاوضات مباشرة، تكون فيها الطرف الأضعف وتبدو في غاية الوهن والإرهاق هذه المرة، أكثر بكثير من السابق، كلها مؤشرات لا تبشر بنجاح هذه المفاوضات، خاصة في ظل التجاذبات المحلية والتحركات الدبلوماسية الدولية والعربية، حيث يجب أن لا ننسى عودة المحادثات مؤخراً فيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، وتأثرها بسير العملية التفاوضية مع الجانب الإسرائيلي، وما سيترتب عليها من أبعاد وآفاق.

فهل سيغلب تحدي استئناف البناء في المستوطنات على سير المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟، وكيف سيكون موقف القيادة الفلسطينية من عدم تمديد قرار التجميد، وهل ستمضي بالمفاوضات؟ وما دور الإدارة الأمريكية في التوصل لحل وسط بين هذا وذاك؟.....تساؤلات ستحمل إجابتها الأيام القلية القادمة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required