مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

على مشارف كل عامٍ جديد، يبدأ معظم الناس بفتح ملف المراجعة والتقييم؛ يحصون الانجازات والخسائر، ويبلورون تصوّرات عما ستكون عليه السنة الجديدة، ويقطعون العهود ويرسمون الخطط لما يمكن تطويره مستقبلا سواء على صعيد شخصي أو بشكل أعم وأشمل.

ومع بداية هذا العام، تؤكد مراجعة سريعة للوضع الفلسطيني أنه شهد عقدا صعبا، هذا على أقل تقدير. فبدءا بالانتفاضة الثانية ورحيل الرئيس ياسر عرفات وما تلاه من انتخابات رئاسية وتشريعية فازت فيها حركة حماس، والانقسام الداخلي ومرورا بما شهده قطاع غزة من انسحاب إسرائيلي أحادي، وحرب عليه، وصولا إلى المفاوضات مع إسرائيل والتي جمّدت نهاية عام 2010.

لكن يبدو أن 2011 يحمل معه بشائر طيبة للفلسطينيين الذين شحن العام الجديد في بعضهم آمالا كانوا فقدوها بعد تأزم مسار التفاوض أواخر العام الماضي. فأيلول هذا العام يعد الفلسطينيين بـِ 3 استحقاقات هامة، وهي إعلان الرئيس الأميركي باراك اوباما في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة أيلول الماضي أن فلسطين ستكون دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة في أيلول المقبل، والثاني هو إعلان الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية أن المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية تنتهي في ذلك الشهر، أما الثالث فهو أن عملية بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية –التي يشيد العالم بها- ستستكمل في أيلول نفسه.

ولا شك أن ترابط تلك الاستحقاقات بموجة اعترافات دولية بالدولة الفلسطينية تصدرتها دول أميركا الجنوبية هي خطوة هامة، وذلك لما تمثله من التزام معنوي وأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية، ودورها في إعطاء القضية الفلسطينية دفعة جديدة، وتقوية الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية لتحويل هذه البادرة إلى بادرة دولية.

ومعلوم أن اعترافات دولية كتلك قد لا تكون لها آثار مباشرة وملموسة خاصةً في ظل تحليلات سياسية تربط بين الاعتراف بفلسطين ومصالح اقتصادية تسعى من خلالها تلك الدول إلى إبراز نفسها على الساحة الدولية، لكن انزعاج إسرائيل الواضح من تلك الاعترافات وهي الدولة التي تنتهك القوانين والاتفاقيات الدولية وإرادة المجتمع الدولي يوميا يقول شيئا –يؤمل أن نحسن استغلاله-.

واضح ٌ أن لا حقائق ملموسة على الأرض بعد، لكن إشارات ايجابية كثيرة ميزت هذا العام، وما دمنا في إطار الحديث عن المراجعة والقرارات، يبقى الأهم من تلك الاعترافات الدولية، هو سعينا لتنظيم بيتنا الداخلي استعدادا للاستقلال المنتظر. فالضغط الدولي هام وأساسي لكن مبدأ المفاوضات مع إسرائيل أمر لا مفر منه، بل هو تحصيل حاصل لا اختلاف على جدواه بل على توقيته والجاهزية الفلسطينية لمواجهته.

ربما يكون التفاؤل هو أبرز سمات السنة الجديدة؛ أمل بالاستقلال والتحرير، أو أقله السير في الطريق المفضية لذلك، لكن ما علينا العمل عليه هو الكثير، ويتطلب الصبر والنفس الطويل.

نداء ابراهيم هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required