مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم يكن جديداً عليها أن تكون المناضلة والأسيرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والصابرة أمام ارتقاء شهيدها وأسيرها، وأن تكون القيادية في ساحة الميدان، والمدافعة عن الأرض والبيت في وجه الاستيطان، لذا ليس غريبا ً أن تكون هي الآن وفي هذا الوقت وفي يومها العالمي (الثامن من آذار) مبادرة ومنادية بإنهاء الانقسام.

إن تاريخ المرأة الفلسطينية عبر الثورات والانتفاضات الفلسطينية شاهد على نضالها المنقطع النظير والذي لم يتوقف يوماًَ ولم يخب عبر السنين، ولم وتيرة التصعيد الإسرائيلي وعدوانيته الدافع الوحيد لاستمرار عطائها، وتقوية عزيمتها وشوكتها، بل تعمق الصراع الفلسطيني الفلسطيني، وانقسام أهل الوطن على أنفسهم.

وحيث لا يمكن المزايدة على دور المرأة الفلسطينية في النضال والدفاع عن الوطن، ولا حتى على دورها في المطالبة بإنهاء الانقسام، خرجت العديد من المبادرات النسوية المنادية بالوحدة والحوار للحفاظ على القضية الوطنية، لمواجهة انتهاكات الاحتلال، سواءً بالتظاهرات أو المبادرات الوطنية لتأكيد دورها في الحفاظ على السلم الأهلي، وإنهاء الانقسام.، لكن المتغيرات الحاصلة عربياً، تستوجب الاطلاع على مشاركة المرأة فيها بل واستلهام دورها في ثورات التغيير الأخيرة وخاصة التجربة المصرية.

فهناك الكثير من النساء اللواتي كن محركا ً فاعلاً في الثورة وصناعة التغيير في مصر،.. والسؤال..هل لنا مثلهن؟ وأين نحن من نساء مصر؟

لا ريب أن المرأة الفلسطينية كانت على الدوام مبادرة وقادرة على التغيير، وتاريخنا الوطني والنضالي والإنساني شاهد على ما قدمته المرأة الفلسطينية وعلى دورها في معركة التحرر الوطني وفي معركة البناء الحالية، وهو دور قائم ومستمر في تحد جديد يواجه شعبها ووطنها، وهو تحدي مواجهة الانقسام ووضع حد له. وإذا بحثنا عن حجم مشاركتها في المجموعات الداعية لإنهاء الانقسام على المواقع الاجتماعية وأهمها الفيس بوك، كالمبادرة الشبابية الداعية لإنهاء الانقسام والتي دعت إلى تظاهرات حاشدة في 15 من آذار الحالي، وقياس مشاركاتها على أرض الواقع أيضا، فسنجدها واسعة وكبيرة بلفي طليعة هذه المبادرة .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: أي دور تسعى إليه المرأة الفلسطينية في هذه المبادرات والحملات؟ وماذا بعد تحقيق الانتصار فيما لو تحقق؟ وهل ستهمش المرأة الفلسطينية كما حصل بعد الانتفاضتين الأولى والثانية، فلا تعطى نصيبها من كعكة النظام السياسي التي حرمتها منه فصائلها وأحزابها السياسية، ولم تنصفها كما يتطلب الإنصاف؟.

إن هذه التساؤلات تحفز على ضرورة عدم إهمال المرأة وتهميش دورها في الإصلاح والبناء، وهو ما كانت نادت وطالبت به النساء المصريات وظهر واضحاً في الإعلام وفي المنتديات الثقافية والشبابية والمواقع الإلكترونية، وهو ذاته الذي عانت منه المرأة الفلسطينية بعد أن أعطت وبذلت الغالي والنفيس في الانتفاضتين الأولى والثانية واقتصر دورها فيما بعد على الحراك الشعبي والعائلي والجمعيات الخيرية والمجتمعية، وإن كان مطلوباً على تلك الأصعدة.

ومع ذلك لا يمكن أن ننكر وجودها في مواقع صنع القرار السياسي والقانوني والاجتماعي، وهو تطور ملحوظ رغم كونه بطيئاً فهي موجودة في المؤسسات والوزارات وغيرها، وإن كان حجم هذه المشاركة ليس كافياً، كما أن المراد أن لا تكون هذه الاستحقاقات مجرد مناصب شكلية، بقدر ما يجب أن تكون مؤثرة وفاعلة في صنع القرار الوطني.

إنه استحقاق دفعت المرأة مقابله، من زهرة شبابها في الكفاح والنضال والدفاع عن قضية شعبها ووطنها، فمن باب أولى أن تجد الدعم والأطر التي تتبنى عملها، حتى يكون المردود حقيقيا خالصاً وقابلاً للانتفاع به ولتسخيره في خدمة الوطن والمواطنين، وأن لا يقتصر على وجودها في الوظائف الرسمية أو في تقلد المناصب البلدية والخدمية ، لأن المرأة قادرة على التغيير، وهي تسعى لذلك وتسعى لانتزاع مكانتها، وحتى يتحقق ذلك لا بد من إزالة العقبات الملقاة في طريقها.

هذه المرأة الفلسطينية...فليكن دورها الحالي تغييراً حقيقيا نحو المستقبل، فهي التي خطت الماضي ورسمت الحاضر وهي التي تكتب المستقبل. وهي أولا وقبل كل شيء محرك فاعل في عجلة التاريخ وفي صناعة التغيير.

آلآء كراجة هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required