مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

هاهي دولة الاحتلال اليوم تسارع للمطالبة وبكل جرأة بفتح تحقيق في حادث مقتل مستوطن وجرح أربعة آخرين بالأمس عندما اقتحموا قبر يوسف في نابلس دون تنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية، وتطالب باتخاذ كافة الإجراءات ضد من أطلق النار مدعية أن النيران أُطلقت من أحد أفراد قوات الأمن الوطني، فيما شكلت السلطة الفلسطينية لجنة تحقيق رسمية بالحادث برئاسة جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية وعضوية كل الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالمحافظة.

ورغم أن الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي صرح كما ذكرت المصادر الإخبارية أن الحادث وقع إثر دخول المستوطنين دون تنسيق مسبق كما هو معتاد ومعروف مع قوات الأمن الفلسطينية إلى منطقة قبر يوسف، إلا أن الدعاية الإسرائيلية حولت الموضوع وكأنه "قتل لمؤمنين كانوا متوجهين للصلاة"، على حد تعبير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذا تخصص هم رواده ومبتكروه، فيما أدان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إطلاق النار، معتبراً أنه "لا يمكن تبرير إطلاق النار على أبرياء حتى وان كانت هناك مشكلة تنسيق بين الجيش والشرطة الفلسطينية"، لكن أي أبرياء هؤلاء الذي يتحدث عنهم باراك؟ هؤلاء الذين يقتحمون المناطق الفلسطينية وهم عادة مدججين بالسلاح!!.

وما زلت أذكر الخبر الذي تناول حادثة قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي لأحد عشرة فلسطينياً أعزلاً، من بينهم خمس نساء وأربعة أطفال رغم عدم وجود مقاتلين فلسطينيين في المنطقة التي تواجدوا بها، ورغم حملهم للرايات البيضاء التي كما يبدو كانوا يلوحون بها لجند الجيش الذين لم يكترثوا لها، كما لم يكترثوا لوجود النساء والأطفال عند تسديدهم مع سبق الإصرار ومع كامل وعيهم لرصاصات الموت التي أردت هؤلاء جميعاً، وهم جزء من ما مجموعه أكثر من 1400 شهيد، في عملية الرصاص المصبوب على غزة التي بدأت في نهاية عام 2008.

ولم نجد بالطبع أياً من قادة جيش الاحتلال أو ضباطه يطالبون بمحاكمة ومحاسبة هؤلاء الجنود وغيرهم ممن نفذوا عمليات إعدام صريحة ومباشرة بصورة أبعد ما تكون عن الإنسانية، وأقرب ما تكون للعقلية الإجرامية والعدوانية التي يتسم بها هذا الجيش، بل على العكس من ذلك تماماً فدولة الاحتلال وقفت بكل قواها أمام تقرير "غولدستون" الذي كان من المفترض أن يلقي باللوم عليها ويحملها مسؤولية دماء الأبرياء الذين قٌتلوا بصورة متعمدة في العدوان على غزة، ولم تنفك حتى غير "غولدستون" أقواله، وتراجع عن اتهاماته لها، فأضحى التقرير مجرد حبر على ورق في ملفات مجلس الأمن.

مطلب إسرائيل بمحاسبة قاتل المستوطن مثير للسخرية فالكيان الذي يكيل بمكيالين ويتجرد من الإنسانية ويقتل دون وجه حق، ومن ثم يدير ظهره لجرائمه فلا يُحاسب ولا يُحاكم ولا يُساءل يأتي اليوم ويطالب بمحاسبة الفلسطينيين على تصرف فعلوه هم مئات المرات وكانوا سيقدمون عليه إذا ما كانوا هم في الجانب الآخر من الصورة مع العلم أن الجانب الفلسطيني أطلق النار في الهواء أول مرة لكن المستوطنين لم يستجيبوا، فهل لدينا أدنى شك بالرصاصات التي كان سيوجهها جيش الاحتلال إذا ما أقدم الفلسطينيون على اقتحام أحد الحواجز أو الدخول عنوة أو بدون تنسيق إلى المناطق الإسرائيلية؟.

ليس هذا فحسب، بل كم من المزارعين الفلسطينيين كانوا ضحية للجيش، وهم في أراضيهم المتاخمة للجدار أو المواقع العسكرية أو الحواجز، بدعوى أنهم حاولوا التسلل أو الدخول إلى المناطق الإسرائيلية أو حتى للاشتباه بهم، بل ومنهم أطفال وطلاب مدارس ضلوا الطريق وهم يلعبون في الحقول.

وهاهم المستوطنون منذ الحادثة التي وقعت في ساعات مبكرة من صباح أمس يعيثون فساداً في الضفة، ويعتدون على المواطنين الفلسطينيين ويحرقون ممتلكاتهم ويتوعدونهم بالانتقام، فقد أقدموا حتى الآن كما تشير الإحصاءات على تحطيم أكثر من180 سيارة على مفرق حوارة ومفرق بورين وعورتا والمفرق الواصل بين ياسوف وزعترة في نابلس ومفرق جبع بالقرب من رام الله.

إن سياسية حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة هي وحدها المسؤولة عن تصرفات المستوطنين الذين يعيثون فساداً بين المدن الفلسطينية، فهي بتأيدها للاستيطان واستمرارها في البناء في المستوطنات، تعطيهم الضوء الأخضر للمضي قدماً في اعتداءاتهم اليومية بحق السكان الآمنين وبحق أراضيهم وممتلكاتهم، وبدلاً من المطالبة بالتحقيق وإنزال العقوبات بالفلسطينيين، فالأولى أن نطالب نحن بمحاكمة الاحتلال على جرائمه، ومحاكمة مستوطنيه وجنود جيشه الذين لا يمانعون في قتل الأبرياء العزل، ولا يتورعون عن نشر الفساد والخراب.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required