مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في ظل أوضاع صحية واقتصادية واجتماعية متدهورة وأمام هموم جمة أثقلت كاهل الغزيين، وصلت الليلة الماضية قافلة المساعدات الإنسانية الأوروبية 'أميال من الابتسامات4' عبر معبر رفح البري إلى قطاع غزة، حاملة معها 20 سيارة إسعاف مجهزة، و3 طن أدوية ومستلزمات طبية وبعض المساعدات لأهل القطاع علها تزيل الغم والهم والكدر من على وجوههم على أقل تقدير إن لم تستطع رسم الابتسامة التي أصبح تحقيقها صعب المنال، في مثل هذه الظروف القاهرة التي يعيشونها، بسبب حصار مستمر منذ خمس سنوات.

فبعد أن سيطرت حماس على قطاع غزة في العام 2007، يعاني القطاع من حصار مجحف فرضته دولة الاحتلال، وشاركها فيه المجتمع الدولي بصمته وتقاعسه، فمعاناة سكان قطاع غزة مستمرة بل متفاقمة يوماً تلو الآخر، بسبب الحصار الإسرائيلي وعلى جميع الأصعدة، ومن أهمها وأسوءها الأوضاع الصحية، حيث كان الدكتور أشرف القدرة مدير وحدة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الصحة المقالة، قد أكد خلال الشهر الحالي لوسائل الإعلام أن الوضع الصحي في قطاع غزة يشهد حالة من التدهور المستمر جراء استمرار أزمة الدواء غير المسبوقة منذ مطلع حزيران (يونيو) الماضي.

وأشار القدرة إلى أن 163 صنفا من الأدوية و160 صنفا من المستهلكات الطبية وصل رصيدها إلى صفر ما يعني تعطل الكثير من الخدمات الصحية اليومية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية في قطاع غزة، وحذر من خطورة انهيار المشهد الصحي بالكامل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة في ظل وجود 50 صنفا من الأدوية و70 من المستهلكات الطبية مهدده بالنفاذ.

إن مثل هذه الأرقام هي مؤشرات مخيفة لخطورة الوضع الذي يجب أن يُعالج من جذوره ومن مسببات هذه الكارثة الإنسانية، التي يدفع ثمنها الآلاف من أطفال ونساء وسكان القطاع الذين يعيشون في أكبر سجن في العالم أوجدته دولة الاحتلال الإسرائيلي التي لا تدخر جهداً في تجويع وتعذيب قاطنيه، والتضييق عليهم فتقصفهم في أنفاقهم التي باتت مصدراً لتوفير احتياجاتهم ولا تسمح للمساعدات بالدخول وقد تابعنا جميعا ًكيف أنها تسخر كل أجهزتها العسكرية والبحرية من أجل التصدي لحملات كسر الحصار القادمة من دول العالم بحراً، فقتلت من قتلت وجرحت من جرحت من أسطول الحرية 1، قبل ما يزيد عن عام مضى ولم تتراجع عن موقفها هذا مع أسطول الحرية 2، فهاجمت إحدى سفنها واعتقلت المتضامنين الدوليين عليها الشهر الماضي.

وهذا إنما يدل على العقلية الحربية الإسرائيلية التي تستخدم العنف منهجا ً لها في التعامل مع كل شيء، فالمساعدات التي تحملها هذه السفن ليست أسلحة، ولا الأدوية قنابل أو مواد محظورة!، ولكنها مجرد مساعدات عينية لتخفيف معاناة أهالي القطاع الذين يتفرج عليهم المجتمع الدولي دون أن يحرك ساكناً، ناهيك عن اعتداءات دولة الاحتلال الإسرائيلي التي لا تعرف ليلاً ولا نهاراً ولا صيفاً ولا شتاءَ، ولا حتى رمضان والأمر سيان في القطاع أو في الضفة، حيث قتل جيش الاحتلال شابين صباح اليوم الذي يصادف الأول من شهر رمضان في مخيم قلنديا.

فلماذا هذا الصمت إزاء أرواح أهلنا في القطاع التي تذهب سُدى، ولماذا هذا التباطؤ في المؤسسات الحقوقية والصحية الدولية في التحرك لإنقاذ المرضى ومن هم على حافة الموت بسبب نقص الدواء والإمكانات، إن هذه لجريمة يشترك فيها كل من تكاسل قيد أُنمله عن إنقاذ من يمكن إنقاذه هناك؟، وليكن شهر رمضان فاتحة خير على الجميع فهو شهر التعاضد والتآخي والخير، وعلى المسؤولين البحث في كيفية إنهاء هذه المعاناة المستمرة عاماً تلو الأخر بشكل جذري وليس أنياً، لتنتهي هذه السنين العجاف، وحتى يحق لنا بالفعل أن نكون أصحاب دولة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required