مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لا يخفى على أحد أن العقلية الإسرائيلية التي سرقت الأرض ونهبت تراثها وتاريخها، تتصرف اليوم وكأنها المالك التاريخي لهذه الأرض وتوزعها دونما حق على رعاياها وسكانها، تماماً كما فعلت الوكالة الصهيونية "الهسخنوت" التي منحت لأحد ضباط الإدارة المدنية 50 دونما من أراضي شمال الضفة الغربية مقابل شيقل واحد في السنة ولمدة 25 عاما.

حيث كشفت صحيفة "هآرتس" يوم الجمعة الماضي 26 آب عن أن ما سمتها المحكمة العليا الإسرائيلية وأثناء نظرها في التماس تقدم به فلسطيني ليؤكد ملكيته الشخصية لـ 16 دونما من بين الخمسين التي منحها "حارس الأملاك المتروكة والحكومية" للضابط الذي يقيم في مستوطنة "ريحان" شمال الضفة الغربية. وفي التفاصيل تقع الـ 50 دونما التي منحت للضابط ضمن مساحة إجمالية بواقع ألاف الدونمات حولها حارس الأملاك المتروكة والحكومية إلى "الهسخنوت" الوكالة الصهيونية التي سمحت بدورها لمستوطني "ريحان" استغلالها ما يهدد مستقبل قرية برطعة الفلسطينية وقرية أم الريحان وغيرها من القرى ويحرمها من الأراضي مستقبلا.

وأضافت الصحيفة إن الادعاء العام الإسرائيلي كان من المقرر أن يجيب الأسبوع الماضي عن السؤال، لماذا تم تخصيص هذه الأراضي لضابط الإدارة المدنية دون مناقصة؟ وتزويد المحكمة بإجابات رسمية لم تأت حتى اللحظة.

أي أن العقلية الاستيطانية لم تكتف بالاستيلاء على الأرض من أجل البناء والتوسع بل أيضاً بالاستيلاء على كل ما استطاعت أن تمد يدها إليه من أراض مجاورة، وكأنها سرطان لا يقوى أحد على إيقافه، والأدهى والأمر أن الضابط المعني بالأمر قال في رده على ما كشفته المحكمة وبحضور محامية بأنه ليس الوحيد الذي تمتع بهذا الامتياز بل هناك الكثيرين في مستوطنات المنطقة ممن خصصت لهم أراض بهذه الطريقة وذلك في إطار صلاحية تخصيص أراض للاستيطان "الريفي" التي منحتها الحكومة لوحدة الاستيطان في "الهسخنوت" الوكالة الصهيونية.

حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة التي واجهت في الفترة الماضية الاحتجاجات والمظاهرات المطالبة بالعدالة الاجتماعية على خلفية أزمة السكن التي تعاني منها، والتي صدرتها للضفة الغربية بمزيد من المباني والوحدات الاستيطانية، وهي التي توفر للمستوطنين كل ما يلزمهم بل ويزيد عن حاجتهم وتمنحهم ما لا تملكه بل تدعي ملكيته زوراً وبهتاناً وتوزع ما تشاء من الأراضي على من تشاء، وهذا عوضا ًعن كونه جريمة حرب لا تُغتفر واعتداء صارخ على كل الأعراف والقوانين الاجتماعية بحق الفلسطينيين أصحاب الأراضي التي تزعم كذباً أنها متروكة، فإن هذا الترف الذي تصبه على المستوطنين نكاية في الشعب الفلسطيني ومن أجل توفير المغريات لهم للبقاء والتشبث في أرض لم تكن يوماً أرضهم هو ما أحدث الخلل الاجتماعي.

وهذا الخلل الاجتماعي يرافقه فساد اقتصادي وسياسي وقانوني على كل المستويات، فهذه ليست المرة الأولى التي تحكم فيها ما يسومنها "محكمة العدل العليا الإسرائيلية" بمثل هذه القرارات التي لا تمت للعدالة بصلة ليس فقط على مستوى الاستيطان بل على جميع المستويات الاعتدائية، فهي التي لطالما اعتبرت مجرميها بحق الفلسطينيين مجانين ومرضى نفسيين حكمت عليهم بالخدمة الاجتماعية أو بدفع أغورة أو غيرها.

وبالفعل فقد ذكرت المصادر أن منح الأراضي بهذه الصورة ليست حالة فريدة من نوعها، فقد وقعت "الهسخنوت" بواسطة وحدة الاستيطان اتفاقاً مع المستوطن "يتسحاق بوحنيك" من مستوطنة ريحان في آذار 2010 يقضي بتخصيص 50 دونما للمستوطن بهدف استخدامها في أعمال الزراعة وهي جزءا من 3500 دونم تلقتها الهسخنوت الصهيونية من حارس الأملاك المتروكة عام 1994 لاستغلالها لمدة 49 عاما بهدف تطوير وترسيخ وتعزيز الاستيطان.

إن هذا الاستهتار بمصالح الشعب الفلسطيني، وتبديد مقدراته بعد سرقتها وكأنها غنائم توزع على المقاتلين هو جريمة لا يجب السكوت عنها، وتؤكد على العقلية الإجرامية التي تنتهج السرقة والاحتيال حتى تحقق مرادها بمصادرة الأراضي الفلسطينية كافة وتطرد سكانها، وهذه التصرفات تؤكد على كيفية التصرف بأملاك الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وفي حدود الأراضي المحتلة عام 1967 والتي استولت عليها بذات الطريقة وبذات المنهج وهو منح ما لا تملك لمن لا يستحق.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required