مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لم يكترث أي من أولئك الذين كانوا يسددون ركلاتهم وضرباتهم للسيدات الآمنات، لعدسة الكاميرا التي كانت تصورهم وهم يعتدون على عائلة فلسطينية من يافا لجأت إلى أحد البيوت المهجورة بعد أن ضاقت بها السبل، بل لعلهم كانوا واثقين من أنفسهم عامدين لتوثيق فعلهم القبيح، حتى وإن وزع وظهر على شاشات الفضائيات العربية التي أزدحمت بصور العنف والاعتداءات التي تنفذها أجهزة القمع العربية، في رسالة إسرائيلية واضحة لتلك الأنظمة: "إنكم تحكمون كما نحكم بالحديد والنار.."وما في حدا أحسن من حدا"، فيما ينطلق رئيس وزرائهم المتطرف اليميني بنيامين نتنياهو زاعماً أن إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، أما رسالتهم للفلسطينيين فهي ترهيبية كما هو معروف، "فانظروا كيف هو مآلكم بيننا".

وكما هم مستوطنو الكيان الاحتلالي الإسرائيلي يمارسون عنصريتهم وعنفهم غير المنقطع على ما هو عربي وفلسطيني في الضفة الغربية من بشر وشجر وحجر، فلا يعتقون من نيرانهم مسجداً ولا شجراً ولا بيتاً، هي كذلك دولتهم التي ينتمون إليها دولة العنصرية والوحشية والهمجية فهاهم عناصر الشرطة الاحتلال الإسرائيلية يعتدون بالضرب المفرط على أسرة فلسطينية داخل منزلها في مدينة يافا المحتلة 1948، كما أظهر شريط الفيديو الذي كشف عن اقتحام عناصر من شرطة الاحتلال منزل الأسرة الفلسطينية لاعتقال أحد أفرادها، قبل أن تتدخل الأم في محاولة لإنقاذ ابنها وحينها تعرضت للصفع واللكمات العنيفة من أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية، كما أظهر الفيديو اقتياد شرطة الاحتلال الابن إلى خارج المنزل واعتقاله وسط صرخات الأم وباقي أفراد الأسرة، في صورة وحشية تتنافى مع كل القيم الأخلاقية والإنسانية دون مراعاة للنساء ولا حتى وجود أطفال في المكان ومنهم الطفلة ديانا التي فقدت سمعها بعد أن طالها الضرب وهي متشبثة بوالدها، في مشهد ترك في النفس غصة ووجع على حالنا الفلسطيني في مواجهة هذا التنكر الإسرائيلي لحقوقنا وذاتنا.

فالمستوطنون وتحت حماية ومباركة من جيش الاحتلال الإسرائيلي يستقبلون موسم الزيتون بقطع أشجاره، ويواصلون نهبهم للأراضي الفلسطينية، ويعتدون على المساجد بالحرق والكتابات العنصرية، كما حدث في مسجد قصرة قضاء نابلس الشهر الماضي، رداً على إخلاء البؤرة الاستيطانية "مجرون" كذلك رداً على إخلاء بؤرة أخرى هي "معاليه عاين"، أحرقوا مسجداً في قرية المغير قضاء رام الله في 6/6/2011، وغيرها من المساجد التي أحرقت أو دمرت أو اعتدي على المصلين داخلها سواءً في الضفة الغربية أو في الداخل، عدا عن الكتابات العنصرية التي تحرض على قتل العرب وإبادتهم، وغيرها من التصرفات التي بدأت تتخذ منحى جديداً من التنظيم والتأطير لتصبح منهجاُ ينتهجونه بل ويضعونه في إطار حملات واضحة ومحددة تدعو لقتل الفلسطينيين والتحريض ضدهم.

كل ما سبق يقابله بالتوازي حملة شرسة ضد فلسطيني الداخل عام 48، وبشكل أكثر تنظيما ً ورسمية، حيث أن العنف لم يكن يوماً وسيلة في يد المستوطنين وحدهم، بل هو منهج عام تنتهجه دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد مواطنيها العرب الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، لكنهم في حقيقة الأمر فلسطينيو الهوية والمنشئ وهم أصحاب الأرض الأصليين، وهاهم اليوم يطردون منها بأيد من يفترض أنهم حماة الأمن والأمان، بل وأمام عدسة الكاميرا.

حتى الأموات لم يكونوا بمنأى عن أيد الحقد الصهيونية التي طالت شواهد قبورهم في المقبرة المسيحية والمقبرة الإسلامية في يافا، حيث اعتدوا على حرمتهم ودنسوا شواهدهم بالعبارات العنصرية والحاقدة التي تسيء للعرب وتحرض على قتلهم، وهذه أيضاً ليست المرة الأولى التي يُعتدى فيها على الأموات في دولة عنصرية تعتدي على كرامة الفلسطيني وإنسانيته حيا ً كان أو ميتاً، وعليه في كلا الحالتين أن يدفع ثمن صموده وبقاءه وتشبثه بأرضه، التي تشكل مجتمعه لائحة اتهامه الدائمة، ولتبقى هذه تهمنا التي لن نكف عنها أبداً مهما اشتدت بنا النوازل وعصفت بنا عُصي الظلم والاستبداد.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required