مفتاح
2024 . الثلاثاء 29 ، تشرين الأول
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد أن كان خيار الإبعاد الذي طرحته إدارة السجون في الفترة الماضية على الأسرى المضربين عن الطعام، مرفوضاً جملة وتفصيلاً من قبل الأسرى وممثليهم، وافق الأسير أيمن الشراونة بعد 260 يوماً من إضرابه عن الطعام على إبعاده إلى غزة لـ10 سنوات، وبما لا يجحف بوضعه القانوني بعد قضاء المدة، وبالفعل فقد وصل مساء أمس الأحد، إلى قطاع غزة.

والشراونة (37 عاما) من سكان بلدة دورا في محافظة الخليل وهو متزوج ولديه تسعة أبناء، أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى بشاليط أو صفقة "وفاء الأحرار" كما تُسمى، التي أفرج بموجبها عن أكثر من ألف أسير، لكن قوات الاحتلال أعادت اعتقاله في كانون الثاني من العام الماضي وكان محكوما عليه بالسجن 38 عاما، وقد بدأ إضرابه عن الطعام منذ 1-8-2012؛ واستمرّ سبعة أشهر احتجاجا على إعادة اعتقاله.

وعلى الرغم من أن قرار الإبعاد الإسرائيلي يشكل مخالفة لقواعد حقوق الإنسان كونه يستند إلي إجراء الإبعاد القسري المرفوض جملةً وتفصيلاً من قبل القوانين الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف والقانون الدولي الإنساني، إلا أن إدارة السجون استغلت الوضع الصحي والنفسي للأسير شراونة للموافقة على هذه التسوية، بعد أن رفض اقتراحها بالإبعاد إلى خارج فلسطين.

وفي ظل أسفنا الشديد، وخيبة الأمل التي ترافقت مع هذا القرار الجائر بحق الأسير شراونة، إلا أن على الجميع احترام قرار الأسير، بعد أن سطر صموداً أسطوريا في مواجهة التعنت الإسرائيلي، فالثبات على الموقف ليس دوما هو الخيار الصحيح عندما تصبح الحياة على المحك، وكل الأقاويل التي تداولها البعض ممن رفضوا قرار الإبعاد وتساءلوا عن جدوى الوصول إلى المرحلة الصعبة التي وصلها الأسرى المضربون عن الطعام، إن كانوا في نهاية الأمر سيقبلون بالمساومة، نقول لهؤلاء الذين لم يشربوا من كأس الماء والملح التي شرب منها الأسرى، ماذا قدمتم أنتم أو حتى نحن لهؤلاء الراقدين على فراش الموت البطيء؟ وهل لنا الحق في أن نقرر عنهم أو لا نحترم قرارهم، ما دمنا لم نستطع أن نمنع المرض والعلل من التسلل إلى أجسادهم؟

لا يجب أن ننظر إلى الأمور من زاوية واحدة فحسب، تحت شعار "الكرامة أو الموت"، أو لم تكن 260 يوماً السابقات لشراونة موتا ًمع وقف التنفيذ!!! علينا أن نأخذ الأمور بأبعادها الحقيقة، ولا ننظر للمساومة على أنها ضعف بينما نتشدق بالقول بأن حياة الإنسان هي أغلى ما نملك، فهذا تناقض كبير. فالنسبة لياسر الخيارات كانت محدودة، إما الموت بين يدي السجان، أو العودة لقضاء 38 عاماً في سجون الاحتلال، أو الذهاب مبعدا ً إلى غزة ل10 سنوات قادمة، وهذا الخيار بلا شك أفضل سابقيه.

ولا ننسى في هذا السياق الإشارة إلى الأسيرة هناء شلبي التي وافقت في أبريل عام 2012، على فك إضرابها المفتوح عن الطعام والذي امتد إلى أكثر من 50 يوما مقابل إنهاء اعتقالها وإبعادها إلى قطاع غزة لمدة 3 سنوات، بعد أن مُنعت من التقاء والديها أو أيا من أهلها قبل إبعادها.

وأيا ً كانت الآراء حول الإبعاد، المسألة التي يجب طرحها كما ناقشها اليوم حديث القدس، هي وجود ضمانات لإعادة الأسير المحرر المبعد بعد انتهاء المدة المتفق عليها، وما هي الاعتبارات التي يجب تغلبيها هنا؟ إذ أن التجربة أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الجانب الإسرائيلي لا يحترم أي معاهدات ولا اتفاقات كما حدث في قضية مبعدي المهد، الذين عانوا أسوء الظروف في أماكن إبعادهم.

إن مجال العمل ما زال مفتوحاً للنهوض بواقع الأسرى، وخاصة الأسير ياسر العيساوي الذي دخل مرحلة خطيرة من الإعياء، فكيف سيكون مصيره؟

وما بين أيمن ...وسامر وغيرهما، فإن للأسرى أولوية ونصرتهم بحاجة للعمل بجد ودأب متواصل.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required