قد لا نحتاج نحن الفلسطينيين لإجابة هذا السؤال، فالاجابة معروفة مقدماً، فالرصاصة الإسرائيلية لا تفرق بين جسد امرأة أو رجل، والبلدوزر الإسرائيلي الذي يهدم البيوت في رفح وشعفاط ونابلس وطولكرم، لا يسأل عمن يعيل هذا المنزل أو ذاك، لا يسأل كم طفل ورجل وامراة يشرد في هذا الشتاء البارد. الطائرات الإسرائيلية التي تقصف المدن وتغتال القيادات السياسية لا تحصي عدد الأحلام والأمنيات التي تغتال إلى جانب الأجساد التي تحصدها في كل طلعة جوية. نحن الفلسطينين نعرف الإجابات، وبالأساس لا نحتاج ان نسأل "لماذا"، ولكن الغرب الذي يدعي أنه يعرفنا أحياناً وينكر معرفته بنا أحياناً أخرى، لا زال يسأل "كيف يتحول الجسد إلى قنبلة؟"، ويحتد السؤال عندما تكون هذه القنبلة هي جسد امرأة، هذا الجسد الذي يرمز للأرض، للخصوبة، للدفء، للعطاء، كيف يمكن أن يتحول من يمنح الحياة إلى قنبلة تنهيها؟ الغرب لا يوجه هذا السؤال لإسرائيل التي قتلت ما يزيد على ثلثمائة (300) امرأة فلسطينية في الأعوام الثلاثة الماضية، أي بمعدل مائة (100) امرأة في العام، الغرب لا يسأل اسرائيل كيف تحصد رمز الخصوبة والحياة وبمثل هذا المعدل المخيف! لسنا هنا في موقع الدفاع عن فعل المقاومة الذي ضمنته لنا الشرعية الدولية التي نحتكم اليها ونعتبرها المرجعية القانونية لحفظ الحق الفلسطيني، فهذه المرأة لم تحمل جسدها لتفجره في تل أبيب، ولم تفجره في حافلة مدنيين بل فجرته في مجموعة جنود يحتلون أرضها منذ عام 1967، ولسنا هنا في موقع الدفاع عن حق النساء في المشاركة في النضال ضد الاحتلال، فالمرأة الفلسطينية التي شاركت الرجل في النضال ضد الاحتلال منذ العام 1948، وشاركته في بناء السلطة الفلسطينية وصنع السلام أبت أن تترك له مفاضلة أن يكون هو وحده الذي يقدم جسده وحياته التي هي أغلى ما نملك، وأصرت أن تكون شريكاً كاملاً حتى في هذا الفعل، فمن مجموع ما يقارب 157 جسد ينفجر كان نصيب النساء ثماني أجساد أي ما يعادل تقريباً 5% من المجموع.
كما قلنا دائماً، نحن نثمن بشدة نضال المرأة الفلسطينية وبكافة أشكاله ولكن لنا حق السؤال أيضاً:
ونحن أيضاً لا نفهم لغة من يتغنى بضرورة عودة المرأة إلى بيتها لرعاية أطفالها، ومن يصر على أن النساء لا مكان لهن في العمل السياسي، وفي نفس الوقت يرسلهن في رحلة موت! "والمرأة الفلسطينية الشجاعة حارسة بقائنا وحياتنا وحارسة نارنا الدائمة" حسب اعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1988، تستحق الحياة وأكثر! اقرأ المزيد...
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
تاريخ النشر: 2013/4/10
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2013/4/3
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
تاريخ النشر: 2013/3/25
|