فشارون يبدو كمن استفاق صباحا بعد ليلة طويلة من التأمل والتفكير بواقع الحال مستنتجا أن القطاع لا لزوم له كمكان للاستيطان، وان لزم للمساومات والمقايضات، وأن العالم سيصفق فرحا بهذا الاستنتاج. فليكن، نحن الفلسطينيون سنسعد كثيرا في كل مرة يغيب شبح الاستيطان والاحتلال عن جزء من أرضنا وبعض مائنا وهوائنا وبقايا بحرنا. وسنسعد كلما استنتج محتل أن بقاءه على أرض الغير أمرا مستحيلا مهما كانت الاحلام والاطماع والايديولوجيا التي يحملها. ولكن الى ذلك حين، حين الفرح، سنبقى نشكك في نوايا شارون، وبما أن السياسة لا تقاس بالنوايا، فسنشكك على الاقل في قدرته على تحويل أقواله الى أفعال، خصوصا وهو يمر بأكثر لحظات حكمه ضعفا. اليوم تحديدا هو على موعد مع المحققين بشأن قضايا فساد داخلي، وبعد أيام هو على موعد مع محكمة لاهاي بشأن جدار الفصل العنصري، والبيت الابيض بانتظاره أيضا في الفترة القادمة، والأمن الاسرائيلي ليس بمتناوله حتى الان وبعد سنوات من وعده بتحقيق الأمن للشعب الاسرائيلي وبعد سنوات من البطش بالفلسطينيين وتدمير كل ما لديهم وكل ما يحلمون بأن يكون لديهم. والان نتوقع من الناطق باسم البيت الأبيض الامريكي أن يدلو بمقولته الشهيرة ويطالب اسرائيل وشارون بالأفعال لا بالأقوال كما يفعل مع كل دول العالم، على أن تمتد الأفعال نفسها، اذا ما طبقت، لتشمل اخلاء كل أراضي الضفة الغربية من المستوطنيين، حتى لا يستغل شارون فرح العالم باستنتاجاته، ويعتقد أن تلك الخطوة قد تنقذه من أزماته الداخلية الحالية، وتخلي ذمته من باقي الاستحقاقات وعلى رأسها استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بعيدا عن التهديد والوعيد بخطوات الانفصال أحادي الجانب. فاحالة الموضوع الى أبعاد شارون العقائدية ورغبته في فرض حل للصراع من جانب واحد يثير الخشية بأن يتم استغلال اخلاء القطاع من المستوطنيين لتكريس الاستيطان في الضفة واضفاء شرعية عليه، وهو الأمر المرفوض من جانب الفلسطينيين الذين يأملون أن تكون تلك الخطوة سابقة لاخلاء الضفة الغربية أيضا من المستوطنيين. اقرأ المزيد...
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
تاريخ النشر: 2013/4/10
بقلم: مفتاح
تاريخ النشر: 2013/4/3
بقلم: آلآء كراجة لمفتاح
تاريخ النشر: 2013/3/25
|