مفتاح
2024 . الثلاثاء 2 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


أخيرا توصلت الرئاسة والحكومة إلى وقف لإطلاق نار جديد بين حركتي فتح وحماس بعد موجهة جديدة من الاقتتال الدموي ذهب ضحيته أكثر من 30 فلسطينيا، أعقبت لقاء القمة الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق. وأريد للاتفاق أن يضع حدا لنزاع لا يصب على الإطلاق في مصلحة الشعب الفلسطيني أو حتى مصلحة الحركتين المتقاتلتين على سلطة تفتقر للسيادة وخاضعة للاحتلال.

اتفق الجانبان على سحب المسلحين من الشوارع وإزالة الحواجز وعودة كافة قوات الأمن إلى مواقعها وإنهاء كافة أشكال التوتر والوقف الفوري لإطلاق النار وتولي الحكومة القيام بمسؤوليتها بحفظ الأمن والنظام العام وسيادة القانون والإفراج الفوري عن جميع المختطفين من الحركتين ووقف كافة أشكال العنف والتحريض والحملات الإعلامية المتبادلة وقيام كلا الحركتين بتسليم العناصر التي يشتبه بتورطها في عمليات قتل إلى النيابة العامة للتحقيق معها طبقا للقانون وعدم نقل الصراع إلى الضفة الغربية.

ولا حاجة للتذكير بمدى الآثار السلبية التي يجرها هذا الاقتتال على القضية الفلسطينية التي بتنا نلحظ أنها أصبحت رهينة التجاذبات والمناكفات الإقليمية كما هو الحال للأسف في العراق ولبنان، بحيث زاد نفوذ وتأثير القوى الإقليمية والدولية على الأطراف المختلفة للصراع الداخلي، فالحكومة التي تقودها حماس صنفت على أنها ضمن محور الشر الذي يضم سوريا وإيران وحزب الله وهو المحور الذي تعمل أميركا جاهدة على إضعافه ومحاربته.

في حين أن الرئاسة مصنفة ضمن محور الاعتدال الذي يضم الدول العربية المعتدلة إضافة إلى إسرائيل!! وهو المحور الذي يستدعي تقويته ودعمه لتفويت الفرصة على قوى التطرف من السيطرة على المنطقة، وهو يحظى بالدعم اللا محدود من إدارة الرئيس بوش والدول الغربية ودول الاعتدال العربي.

وأمام هكذا واقع وهذا تصنيف، نجزم آسفين أن الهدنة المعلنة لن تطول في ضوء التدخلات الخارجية الآخذة بالازدياد بالأوضاع الداخلية الفلسطينية. فكلا المحورين لن يقبلا الهزيمة ولن يسمح كل منهما للآخر بالانتصار وسيبذلان أقصى ما بوسعهما للانتصار في هذه المعركة. وفي حالتنا الفلسطينية، يكون من تداعياته إزهاق المزيد من الأرواح والدماء الفلسطينية الزكية!.

وعليه، فإن أهم اشتراطات نجاح الهدنة ومن ثم تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، قيام الشعب الفلسطيني باتخاذ القرار الحاسم بعدم السماح للقوى الخارجية بالتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية وحتى وأن تطلب ذلك التضحية بالدعم المالي وغيره الذي تقدمه هذه القوى والذي يكون في ظاهره دعما للشعب الفلسطيني، وفي باطنه تغذية للفتنة والنزاع الداخلي الفلسطيني لتقوية فريق على حساب آخر. لهذا يتعين في هذه المرحلة رفع شعار القرار الوطني المستقل ورفض الدعم الذي يتعارض مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني. كما يتعين رفض الانخراط في أي عملية إقصائية لأي حركة أو فصيل أو فرد من أبناء الشعب الفلسطيني.

وبعدها فقط يأتي دور التوافق الفلسطيني الداخلي على كافة القضايا والتي من أهمها تعزيز سياسة القانون ومحاسبة كل المتورطين بجرائم القتل والخطف والتخريب ضد أبناء الشعب الفلسطيني وتعزيز الأجهزة الأمنية ونزع صفة الفصائلية عنها لتصبح أجهزة عموم الشعب الفلسطيني لتفويت الفرصة على كل فصيل أو حركة فلسطينية أو حتى عشيرة وعائلة من إمتلاك الأسلحة لغياب الحماية التي يفترض أن توفرها تلك الأجهزة التي وللأسف يتورط بعضها في الأحداث الدائرة، فدور الأجهزة الأمنية حماية عموم أبناء الشعب الفلسطيني والدفاع عن منجزاته ومكتسباته وليس الدفاع عن هذا الفرد أو ذاك الشخص أو المسؤول!!.

فهل ينتصر الشعب الفلسطيني وحركاته المتقاتلة للقرار الوطني الفلسطيني المستقل؟ وهل سيكون مصير إتفاق وقف إطلاق النار الأخير كسابقيه؟ فهذا ما ترد عليه أفعال الحركتين المتقاتلين على السلطة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required