مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 


صادف الحادي عشر من تشرين ثاني 2007 الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس الراحل والرمز الفلسطيني ياسر عرفات الذي قضى شهيدا، ليدفع ثمن تمسكه بالثوابت الفلسطينية ورفضه التنازل عن الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف. فرغم الضغوط الدولية المتكاثرة عليه لم يفرط بالحقوق وأصر على الصمود واختار حياة الحصار وبعدها الشهادة على الحياة الذليلة.

والجميع يذكر انه خلال محادثات كامب ديفيد عام 2000 تعرض الرئيس الفلسطيني لضغوط كبيرة من الأميركيين والاسرائيليين للقبول بالشروط الاسرائيلية في المفاوضات والتي منها القبول بسيادة اسرائيلية على مدينة القدس المحتلة وبخاصة الحرم القدسي الشريف، إلا انه ورغم عزله عن بقية اعضاء الوفد وعن العالم الخارجي لمنتج كامب ديفيد، أصر على الحقوق الفلسطينية في المدينة المقدسة.

الرئيس عرفات هو الذي أريد له وكما قال الصحافي الفلسطيني عبد الباري عطوان أن يكون مثل ذكر النحل الذي يلقح الملكة وبعدها يموت. فهم ارادوه للتوقيع على اتفاقات التسوية والتنازل والتفريط بالحقوق الفلسطينية والعربية والاسلامية في فلسطين ليموت بعدها. لكنه صدق ما ردده دائما "يريدونني طريدا.. يريدونني أسيرا .. لكن اقول لهم شهيدا شهيدا ."

الرئيس عرفات اكتسب رمزيته وشرعيته على المستوى المحلي والإقليمي والدولي من خلال فوهة البندقية المقاومة التي حملها على مدى اربعين عاما ثائرا مقاتلا مجاهدا لتحرير المقدسات واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهي الشرعية التي تعززت عبر صناديق الاقتراع من خلال انتخابات حرة نزيهة شهد لها العالم بنزاهتها، وبالتالي فهو لم يكتسب شرعيته بالوراثة او من خلال انقلاب عسكري كما هو حاصل مع العديد من القادة والزعماء العرب.

هذا العام، تكتسب ذكرى رحيل الرئيس عرفات معنى خاص بعد ان تعمق الانقسام والشرخ الفلسطيني ما بين القطاع والضفة، وهو الانقسام الذي ما كان ليحدث لو أن أبو عمار على قيد الحياة. وتستحق ذكرى هذا الرجل تجديد الوفاء لتراثه الغني من خلال اعادة الوحدة للشعب الفلسطيني ومواصلة مسيرة النضال للوصول لبر الأمان لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية بالعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وهذا يتطلب الاتفاق على برنامج عمل وطني يشكل الحد الأدنى الذي تجمع عليه جميع الفصائل والقوى السياسية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني، ليشكل البوصلة الهادية. كما يتطلب ذلك تكريس مبدأ المشاركة السياسية والعودة للحياة الديمقراطية من خلال اللجوء الى صناديق الاقتراع للاحتكام الى الشعب الفلسطيني للخروج من المأزق الراهن لمعاودة اللحمة الى الجبهة الفلسطينية الداخلية، والتي بدونها لن يكتب النجاح لأي محاولة لاشاعة السلام في المنطقة، طالما ان السلام يقام مع جميع فئات الشعب وليس مع جزء منه.

ويتعين في الذكرى ان تستنهض الهمم لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال إعادة هيكلتها لتضم كل القوى والفصائل والشرائح السياسية المختلفة، لتمثل بالفعل الإطار الجبهوي الذي يحتضن ويضم الجميع في كنفه. فهل يفي المخلصون والغيورون من أبناء الشعب لإرث زعيمهم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required