مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

مع هدير الطائرات الإسرائيلية الظالمة فوق الأرواح في غزة، ومع نواح الأمهات و الصرخات الأخيرة للأطفال، كان المتبقون في العالم من ذوي الضمائرالحية يستصرخون المجتمع الدولي كلّه لوقف الهمجية العسكرية التي تفتك بأبناء القطاع و تهدم البيوت والمباني فوق رؤوسهم.

و كما في كلّ مرّة، نستصرخ أول ما نستصرخ الضمائر العربية والشعوب العربية والقيادة العربية وهي تحضّر للقمة العربية في دمشق، التي ستصدر حتماُ، وعلى عجل، بياناً آخر من بيانات الشجب والاستنكار سيئة الصياغة وعليلة المغزى. يكون حينها قد زاد عدد الذين ارتقوا من شهدائنا الأطفال، الذين لم تفد لهاثاتهم الأخيرة في استجلاب رد فعل عربي مشرّف، ليس لأن الأنظمة العربية لا تتعرّض لضغط شعبي من الشارع لإصدار ردّ جدير بكل تلك الدماء المراقة، بل لأنها فعليّاٌ لا تملك أن تفعل ذلك.

فعندما قررت دولة عربية مثل السودان مقاطعة المنتجات الدنماركية ومنع المواطنين الدنماركيين من الدخول إلى أراضيها رداً على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام، قررت الدنمارك إلغاء قرار إعفاء السودان من جزء من ديونها المستحقة للدنمارك، فكيف إذ كان الحديث عن ارتباطات سياسية واقتصادية قوية للدول العربية بالولايات المتحدة والدول الحليفة لها في المنطقة.

و إن كنّا ننتظر ردّ فعل دوليّ، فقد قال مجلس الأمن الدولي ما عنده وارتحل، دون أن يدين إسرائيل على ممارساتها التي تقتل الشرعية الدولية وحقوق الإنسان في مهدهما. وهكذا، لم يعد للجميع سوى الضجيج البروتوكلي الإعلامي بالتنديد والشجب والاستنكار على الفضائيات، على أمل أن تنهي إسرائيل عدوانها وتهدأ الخواطر والأنفس.

هذا ما كان عليه التاريخ الأقرب للتضامن الدولي والعربي عندما يواجه الفلسطينيون الأزمات و المحن أمام الألة العسكرية الوحشية للإحتلال، وعندما يقرر العدو الإسرائيلي أن يدخل في هجمة من هجماته المتكرّرة والمركزة للإبادة الجماعية في إحدى غيتوهات الفصل العنصري، التي تأتي ضمن مخطط منظم للتخلّص من سكّان البلاد الأصليين بحرقهم تحت الأنقاض دون تمييز بين طفل أو امرأة أو شيخ.

ولأننا وحيدون في هذه الأزمة، كما كنّا دوماّ، فقد أزفت ساعة الحقيقة التي توجبنا أن نقف نحن الفلسطينيون وقفة واحدة، وصموداً واحداٌ في مواجهة هذ التطهير العرقي المنظم الذي حصد 110 شهداء في خمسة أيام من العدوان، و أوقع 333 جريحاً ينتظرون أن ترأف بهم الحياة فتنقلهم إلى الجانب الآخر من معبر رفح، ليتلقوا العلاج.

فليضع الفلسطينيون كل الخلافات والعتاب والتأنيب جانباَ و لتتشابك الأيدي والقلوب معاّ لندفع كل الأرجل التي تريد أن تدوسنا وتنفي حقنا في الوجود على هذه الأرض.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required