مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

من على تخوم الشام في الهلال الخصيب، وصل أربعون لاجئاُ فلسطينيا إلى تشيلي اللاتينية، هم الدفعة الأولى من 117 فلسطيني، عالقين على الحدود السورية- العراقية، الذين لم يجدوا إلا في سنتياغو ثم لاكاليرا مؤطى قدم وأهل جاؤوا لاستقبالهم، بعد كل تلك المعاناة بين الحدود العربية.

لطالما راودنا هاجس توطين اللاجئين في الدول العربية ودول الشتات الأخرى خوفاً من أن ينفي هذا حقهم في العودة إلى الوطن الأم، ولطالما تقلّبنا قلقاً من شعورنا المتعاظم بضرورة أن يعيش الإنسان الفلسطيني بكرامة أينما كان ليتعلّم ويزدهر ويتمتع بحياة كريمة وعيش هانىء كغيره من المواطنين في البقاع المختلفة، دون أن يمس ذلك حقه المقدّس في العودة. انظروا إلى الجاليات الفلسطينية في دول العالم إلا الدول العربية، ستجدونهم قد ازدهروا بالفعل وتوالدوا لإنتاج أسماء مهجّنة الجزء الأول منه ينتمي إلى دولة الإقامة والثاني فلسطيني حتى النخاع.

لا خوف على الإنسان الفلسطيني من النسيان، فهناك ذاكرة جماعية لا تنفكّ تجذب الفلسطيني إلى جذوره، لأن هناك قضية، وحلم ووطن ما زالان ينتظران أن يتحقّقا. وخلال هذا الانتظار، الذي طال بعد أكثر من 60 عاما من التشرّد، لا زالت الأجيال الناشئة في الشتات، تلك التي من المرجح أنها لم تزر فلسطين ولم تر بياراتها وخضرتها إلا في حكايات الفلاحين الأجداد، لا زالت هذه الأجيال تجود علينا بإبداعات جميلة تزيد الذاكرة الوطنية لمعاناُ وتألقاُ في القرن الواحد والعشرين.

تشيلي التي تضم تحت جناحيها ما يقرب 300 ألف فلسطيني وصل أوائلهم القرن الماضي هرباٌ من اضطهاد العثمانيين، جلبت لنا ثلاثة محترفين إلى عالم كرة القدم: روبيرتو كاتلون، وفرانشيسكو علاّم وبابلو عبدالله، لاعب خط الوسط بالدوري التشيلي لموسمين متتاليين. لبس ثلاثتهم القميص الفلسطيني في تصفيات أمم آسيا 2006 ورفعوا رؤوسهم وهم يقفون للنشيد الوطني الفلسطيني- فدائي. ولا ننسى نيقولا شهوان، المدرب الفنّي للمنتخب، الذي جمع كل هؤلاء في خدمة العلم الفلسطيني، ومازال يجمعهم في نادي المحترفين الفلسطينيين " بالستينو" في تشيلي والذي يطمح إلى تصدير محترفي الكرة الفلسطينيين إلى النوادي الأوروبية.

يتكلّم الفلسطينيون كل لغات الأرض وينتمون إلى كل المدن، لكن عيونهم تتجه إلى فردوس الوطن الجميل، ذلك الحلم الذي يأبى أن يكتمل إلى دولة وتمزقه الصراعات الداخلية والاحتلال. ومع هذا، فهو لازال يوجّه ويلهم الملايين الفلسطينيية في الشتات كي تلملم معاناتها وتسطع بمزيد من المثقفين والمفكرين والعلماء ورجال الأعمال واللاعبين والنجوم.

شكراُ أمريكا اللاتينية شكراُ تشيلي.

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required