مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

إن التغيير الحقيقي الفعال والمؤثر لا بد وان ينبع من داخل المجتمع، عبر عوامل عدة، أبرزها الرغبة في إحداث هذا التغيير سواء كان سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا. وحال المصالحة الفلسطينية المرجوة ليس استثناء، فأولى مقومات إحداث هذه المصالحة والوفاق الوطني تتمثل بالرغبة الذاتية لأطراف الخلاف الفلسطيني.

وعلى ضوء ذلك فان أي جهود عربية أم دولية كانت لأحداث هذه المصالحة لن تنجح أو في أحسن الأحوال ستصمد لفترة قصيرة، لتعود وتنتكس، وهو ما أثبتته التجربة وخاصة الانقلاب على النظام السياسي في قطاع غزة بعد اتفاق مكة.

إن العوامل الخارجية فعلت فعلها في الساحة الداخلية، فأفشلت محاولات المصالحة والجهود التي تقودها مصر، لتحقيق أهداف سياسية خاصة ترتكز على تجيير الورقة الفلسطينية، التي تكتسب أهمية قصوى للقوى الدولية وخاصة الولايات المتحدة، إذ إن القضية الفلسطينية هي عامل الاستقرار والتوتر في المنطقة وهي القضية التي يجمع عليها العرب شعوبا وحكومات وكذلك الرأي العام الدولي، لذا كان التحكم بالقرار الفلسطيني ولا زال مطمعا لأنظمة إقليمية فشلت سياسيا في تحقيق أهدافها.

وهذا التدخل، أو بالأحرى الضغط حال دون استمرار اتفاق مكة، وأدى إلى شق الصف الوطني ودفع إلى الانقسام الذي توج بالاستيلاء على قطاع غزة بقوة السلاح، بل وأجهض مؤخرا جهود مصر لإقامة جلسات جوار فلسطينية فلسطينية.

وأمام هذا كله، فان أي جهود عربية أو حتى دولية لتحقيق المصالحة الفلسطينية ستبوء بالفشل، لان هناك أطرافا فلسطينية لا تحقق المصالحة مصلحة ذاتية لها، وهي اعجز من إن تقاوم ضغوط المحاور التي ترى نفسها جزءا منها، وهنا فان العامل الذاتي والرغبة الذاتية في تحقيق الوفاق الوطني، غبر متوافر، على الرغم من الضغوطات الشعبية والمبادرات الخارجية والداخلية والتي كان آخرها "نداء الوحدة" الذي أطلقته شخصيات وطنية لتحقيق المصالحة والاحتكام إلى الشعب ليقول كلمته.

وأمام تعنت القوى الملحقة بتحالفات ليست فلسطينية الهوى والتوجه، فان ملامح انتهاء الأزمة الداخلية والانقسام الوطني قد لا تلوح بالأفق قريبا، مما يعني إن التحرك الضاغط هو الوحيد الكفيل بفرض المصالحة، وليس أي ضغط، فألاهم أن يكون داخليا، إذ أن المحيط العربي لن يكون بمقدوره إحداث التغيير الفلسطيني الداخلي، وذلك يعود لانقسامه هو الآخر بين محورين، أحدهما يستغل الساحة الفلسطينية ويسعى لاستغلالها واللعب على الخلاف الفلسطيني، بل الدفع باتجاه تعميقه لتحقيق مكاسب ليس اقلها إظهاره أمام اللاعبين الدوليين بأنه المتحكم باستقرار المنطقة، ومحور آخر في خلاف سياسي مع الأول.

وبما أن الحل لن يكون إلا بفعل عوامل ذاتية، فان التغيير والضغط على الرافضين للمصالحة والمستمرين في مشروع الانفصال وتأسيس دويلة في غزة على حساب المصالح الوطنية، يكون في أن يقول الشعب كلمته عبر تحرك السواد الأعظم والأغلبية الصامتة من المواطنين لرفض هذه المتاجرة بمستقبل القضية الوطنية ومنجزاتها بدءا بتدمير وحدانية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني أينما وجد، إلى المشروع الوطني ونواته، السلطة الوطنية، وليس انتهاء بالمتاجرة بدماء الشعب الفلسطيني والمقامرة به، كما كان الحال أبان عدوان إسرائيل على القطاع.

وعلى ضوء ذلك، في ظل فشل كل الدعوات والمناشدات، فان المهمة الآن تقع على عاتق الأغلبية الصامتة، التي يمكن أن تحدث التغيير، وربما قطاع الشباب هو المرشح الأقوى للعب هذا الدور والقادر على قيادة كافة الشرائح خلفه، على الرغم من تشتت صفوفه ووهن مؤسساته، وذلك ان وجد الآلية الصحيحة، وان استطاع ان يلملم صفوفه، في ظل ترهل القوى السياسية التي لم تحسم أمرها وأخرى متذبذبة في مواقفها، فهي جميعا اضعف من أن تفرض المصالحة الوطنية.

صحيح أن الخلاف بين حماس بشكل أساسي وحلفائها المحليين وان قل عددهم، مع القوى الوطنية الفلسطينية، يتمثل في الهدف والأسلوب والنهج السياسي، إلا إن الخلاف حول النهج الاجتماعي والاقتصادي كبير ابيضا، لكن ذلك لا يمنع من التوافق على برامج تحقق القاسم المشترك من ما يرديه الشعب الفلسطيني، لكن يجب أن تتوافر الرغبة في أن تكون فلسطين فوق الخلاف ومصالح شعبها فوق كل مصلحة.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required