مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

أي كان شكل الحكومة الإسرائيلية الجديدة القادمة، فإنها لا بد وان تضم في تركيبتها أحزابا يمينية متطرفة، هذا إن فرضنا جدلا أن حزب كاديما ليس حزبا يمينيا. فحتى وان تمكنت زعيمة كاديما تسيبي ليفني من تشكيل حكومة ائتلافية، فإنها لا بد وأن تضم في صفوفها أحزاب من اليمين المتطرف، الأمر الذي يعني أنها ستخضع لابتزاز المتدينين واليمينيين، الذين سيضغطون عليها لتوجيه سياسات حكومتها في الشؤون الداخلية والخارجية، وخاصة العلاقات مع الفلسطينيين وفيما يتصل بالمسيرة السياسية، بما ويتوافق ومنطقهم.

ورغم ضبابية شكل الحكومة القادمة في تل أبيب حتى الآن، إلا أن الواضح أن الإسرائيليين صوتوا في انتخابات الكنيست الأخيرة لصالح التطرف والأحزاب التي لا يمكن أن يكون على أجندتها سوى المزيد من الحرب والعدوان والابتعاد عن التسويات السياسية، وبرز ذلك جليا في تبوء حزب المتطرف افيغدور ليبرمان "إسرائيل بيتنا" صاحب فكرة تهجير العرب، المرتبة الثالثة بعد حزب كاديما، الذي يدعى انه حزب الوسط رغم أن غالبية قادته قدموا من الليكود اليمني ومارسوا القمع والحرب والعدوان وخاصة العدوان الأخير على قطاع غزة، وحزب الليكود نفسه زعيم اليمين.

وفي كلتا الحالتين فان على العالم العربي والمجتمع الدولي، وقبل ذلك الفلسطينيين أن يكونوا مستعدين للتعامل مع حكومة لا يمكن أن تتقدم في مسيرة سياسية جدية في حالة كانت ليفني رئيسة للائتلاف لأنها سترتبط بنزوات وابتزاز أحزاب اليمين المتحالفة معها، وحكومة غير راغبة ومقاومة لأي عملية سياسية، عرابها نتانياهو.

فلسطينيا، لا يوجد أوهام بان هذه الانتخابات التي أنتجت يمينا إسرائيليا قويا مما سيتمخض عنه تشكيل حكومة متطرفة، يمكن أن ينجم عنها أي تحرك جدي تجاه التسوية، بل في أحسن الأحوال ستنتهج حكومة ليفني أو نتنياهو سياسية اللاسلم واللاحرب، في وقت من المؤكد أنها ستستمر بانتهاج سياسة التوسع الاستيطاني، هذا إن لم تكن أولويات هذه الحكومة حربا جديدة على الشعب الفلسطيني.

وأمام هذه المعطيات الجديدة، التي ستستمر لوقت حتى تجرى الانتخابات الإسرائيلية التالية، خاصة وأن استمرار هكذا حكومة لوقت طويل أمر مستبعد، فان على الشعب الفلسطيني وقياداته الفصائيلية والسياسية، التركيز على هدف استعادة الوحدة وإنجاح جهود المصالحة على قاعدة المصلحة الوطنية ولمواجهة التحديات التي ستفرضها وجود حكومة فيها الليكود أو حزب "إسرائيل بيتنا" أو الاثنين معا، وما لذلك من انعكاسات متوقعة على الوضع الفلسطيني والمنطقة، والعمل على انتهاج سياسة وإستراتيجية دبلوماسية وسياسية وإعلامية على المستوى الدولي لفضح ممارسات حكومة اليمين التي ستضع تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية على سلم أولوياتها، كي لا نكون في المواجهة منفردين.

وكما هي الوحدة الوطنية الفلسطينية مطلبا ملحا الآن قبل أي وقت كان، فان الإجماع والتضامن والعمل العربي المشترك، لا يقل أهمية وإلحاحية، وخاصة في ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيلية، إذ أن الدور العربي لمواجهة القادم هام جدا، فهذا الدور لابد وان يكون عبر العمل بشكل جماعي وفاعل في المحافل الدولية وخاصة تجاه الضغط على دول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية، لجهة عدم مجاراة أهواء اليمين الإسرائيلي، فيما على المجتمع الدولي إلزام أي حكومة إسرائيلية قادمة بأسس العملية السياسية.

فأمام القوى الدولية، في حال لم تكن ترغب برؤية اشتعال جديد في الشرق الأوسط، خيار الانخراط في عملية سياسية تضمن أن تنفذ إسرائيل متطلباتها، لتنتهي بنتيجة واحدة تتمثل بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي أصبحت مطلبا وقرارا دوليا ينتظر التنفيذ.

أما إن تلكأ المجتمع الدولي تجاه الوضع في الشرق الأوسط، وترك المتطرفين في إسرائيل يقودون المنطقة نحو مزيد من التدهور، فان تكرار مشاهد العدوان على قطاع غزة، لن تكون مستبعدة، وهذه المرة ربما يتوسع حجم ومساحة العدوان، فالآن تقع على العالم مهمة ضبط اليمين في إسرائيل وإلزامه بتنفيذ القرارات والمتطلبات الدولية، قبل فوات الأوان.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required