مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بغض النظر عما ستسفر عنه نتائج الحوار أو جهود المصالحة الوطنية التي ترعاها مصر بمشاركة الفصائل الفلسطينية في القاهرة، سواء لجهة الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني من التكنوقراط أو الأحزاب نفسها تعهد إليها مهمة الإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية، أو لم تتفق، فان الأهم هو التفكير مليا في كيفية معالجة الآثار النفسية والجسدية التي نجمت عن هذا الانقسام، التي بلغت ذروته في الانقلاب في قطاع غزة وما رافقه من استهداف للمواطنين بسبب خلفيتهم الحزبية.

إن نتائج الاعتداءات التي طالت المواطنين في قطاع غزة، لا تزال ماثلة للعديد منهم، وخاصة من أصيبوا بإعاقات دائمة نتيجة بتر أرجلهم وأيديهم، فيما لن يستطيع أهل وأبناء وزوجات من تم قتلهم في شوارع غزة ومن عذبوا في السجون على أيدي مجموعات حماس المسلحة أن ينسوا ضحاياهم، وهو ما ينذر بمخاطر على النسيج المجتمعي الفلسطيني في قطاع غزة خاصة وان تطور ذلك إلى عمليات ثأرية وانتقامية.

ورغم أهمية ما يبحثه المتحاورون في القاهرة واللجان التي شكلت للاتفاق على ابرز أوجه الخلاف، فان عليهم أن يعوا جيدا أن اخطر أوجه الانقسام هو ما أصاب النسيج المجتمعي في القطاع من اهتزاز وشرخ في نفوس أهالي الضحايا والضحايا المصابين أنفسهم الذين من الصعب إقناعهم بان استهدافهم كان خطأ وعليهم أن ينسوا الأمر،، إذ لا يمكن أن يقنع اكبر مسؤول في أي فصيل ابن قتل والده على أيد فلسطينية بسبب انتمائه الحزبي أن ينسى، ولا يمكن إقناع مواطن فقد رجله برصاص أفراد حماس أن ينسى إعاقته.

إن السكوت عن الاعتداء على المواطنين الأبرياء أي كانت الأسباب والمبررات والتغاضي عنها وعدم معاقبة مرتكبيها هي إشارة وتصريح واضح بل وتشجيع للخارجين على القانون بان القوانين هي أخر ما تنفذ في فلسطين وان معاقبة المعتدين ليس له مكان في النظام السياسي والقانوني الفلسطيني، وبالتالي خلق وتعزيز المناخ والبيئة الخصبة من جديد للترعرع الفلتان الأمني والاعتداءات المسلحة على المواطنين، وذلك بحجة أن المعتدين هم مجموعات حزبية ولا يجوز المساس بها أو معاقبة أفرادها مهما ارتبكوا من ممارسات.

صحيح أن المصالحة الوطنية هامة وضرورة وملحة للشعب الفلسطيني، إلا انه لا يجوز تحت عنوان الحوار الوطني والمصالحة تناسي أو السماح بأن تمرر الانتهاكات التي شهدتها سجون وأروقة وشوارع مرور الكرام دون حساب لمرتكبيها ومرسليهم، وذلك كي لا تعود الساحة الفلسطينية من جديد إلى الفلتان الأمني، وكي تقتطع الطريق أمام من يريد أن يثأر لنفسه أو لأخيه أو أبيه أو ابنه الذي قتل خلال الانقسام، عبر اخذ القانون باليد، وهو إن حصل، فسيدخلنا في مسلسلات من الثأر الاجتماعي تكون عواقبها وخيمة على الشعب الفلسطيني أكثر من الانقسام السياسي نفسه.

إن المصالحة المجتمعية بين مكونات المجتمع تكون عبر تطبيق القانون ومحاسبة المعتدين أي كان موقعهم كي لا يضيع الحق العام، أما الحق الخاص للمتضرر أو ذويه فهو متروك للقضاء ولرغبة المتضرر نفسه بالعفو والسماح.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required