مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

حرصت إسرائيل منذ نشأتها على الترويج في أوساط المجتمعات الغربية بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهي تعيش وسط غابة من الديكتاتوريات العربية، وأنها مستهدفة من هذا المحيط العربي، وهي الدعاية الإسرائيلية ذات التأثير الأكبر في المجتمعات الغربية، والتي بموجبها حظيت إسرائيل بتعاطف قطاعات واسعة أوروبية وأميركية، على اعتبار أنها دولة ديمقراطية تعاني من استعداء محيط عربي ديكتاتوري يفتقر إلى الديمقراطية.

إن الديمقراطية الإسرائيلية المزعومة، لا تنطبق على غير اليهود، إذ علاوة على أنها دولة عنصرية لا زالت تحتل ارض الشعب الفلسطيني وتمارس بحقه أبشع أساليب القمع وتستهتر بأدنى حقوقه الإنسانية والسياسية، وتبني على أرضه المستوطنات وجدارن الفصل العنصري، فان إسرائيل ونظام الحكم فيها لا يتوانى عن قمع مواطنيه من غير اليهود، وخاصة الفلسطينيين، وما حماية الشرطة الإسرائيلية لتظاهرة اليمين المتطرف في بلدة أم الفحم العربية داخل إسرائيل أول أمس، إلا مثال على زيف ادعاء إسرائيل بالديمقراطية، فدولة تقمع مواطنيها وتدافع عن متطرفيها وتوفر الحماية لهم، لا يمكن أن تكون ديمقراطية، بل هي عنصرية بامتياز.

فالشرطة الإسرائيلية، المفترض بها توفير الأمن والحماية لجميع مواطني دولتها، لم تكتفي بحماية التظاهرة الاستفزازية لليهود المتطرفين في بلدة أم الفحم بهدف رفع علم إسرائيل داخل البلدة وعلى مقر البلدية فيها، بل شرعت في قمع التظاهرات التي قام بها الفلسطينيون داخل إسرائيل والتي ضمت أعضاء كنيست عرب ويهود من أنصار السلام، فيما اعتقلت العشرات من المتظاهرين وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع عليهم، في اثبات جديد على اناسرائيل ليست دولة لكل مواطنيها، بل لليهود منهم فقط.

وعشية حلول يوم الأرض الذي كان أيضا يوما تجسدت فيه العنصرية الإسرائيلية وعلامة واضحة على النظام العنصري الإسرائيلي، فان حجم العنصرية ضد الفلسطينيين داخل إسرائيل أشارت إليه جمعية "مساواة" في حيفا في تقرير أصدرته بين أن الاعتداءات على خلفية عنصرية ضد العرب في إسرائيل زادت بنسبة 52% في سنة 2008 (166 اعتداء) مقارنة بسنة 2007، وفي سنة 2009 وحدها نفذت 104 اعتداءات كهذه، وان غالبية هذه الاعتداءات نفذت من الشرطة والمخابرات، ولكن اعتداءات المواطنين اليهود على عرب تضاعفت تسع مرات في هذه الفترة، خصوصا في المدن المختلطة، أي تلك التي يسكنها اليهود والفلسطينيون مثل عكا ويافا واللد والرملة وحيفا ونتسيرت عيليت وطبريا وكرمئيل.

هذه المعطيات دليل آخر على استشراء العنصرية في المجتمع اليهودي ي إسرائيل، أما المثال الحي الأكبر على تفشي العنصرية وحالة الاتجاه نحو اليمين التي تسود إسرائيل على المستويين الرسمي والشعبي، تمثلت باختيار الناخبون الإسرائيليون الأحزاب اليمينية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وتتويج العنصري اليميني جوزيف ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" في المرتبة الثالثة بعد حزب الليكود اليميني الرافض لأي مشاريع تسوية سياسية وسلمية.

إن إسرائيل تواجه الإرادة الفلسطينية والعربية والدولية برفضها إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وتتحدى الشرعية الدولية وحقوق الإنسان التي تنص على أن لكل شعب الحق في تقرير مصيره، فيما على الجبهة الأخرى تواجه مواطني الدولة من غير اليهود وخاصة الفلسطينيين الذين يطالبون بحقوقهم كمواطنين، فهي تشن حربا عنصرية ضدهم ولا تزال تعاملهم كمواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة، وتسعى لاقتلاعهم من أرضهم عبر التضييق عليهم والالتفاف على حقوقهم، بل والتصريح علنا بضرورة طردهم كما يحلم بذلك عتاة اليمين الإسرائيلي.

إن من لا زالوا مقتنعين في المجتمعات الغربية، سواء سياسيين كانوا أم أفراد، بان إسرائيل هي دولة ديمقراطية، عليهم أن يصحوا من غفوتهم ويلتفتوا إلى هذه الدولة التي تزعم الديمقراطية، كيف تتجسد فيها العنصرية رسميا وشعبا، والآن مهمة المجتمع الدولي لا تنحصر بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ليتسنى للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، بل إن عليه واجب أخلاقي أيضا برفع الظلم عن الفلسطينيين داخل إسرائيل وتطبيق مواثيق حقوق الإنسان هناك أيضا.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required