مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ابرز ما دعت إليه ورشة عمل عقدتها المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية مفتاح في الخليل اليوم، حول الوعي المجتمعي تجاه المرأة وحقوقها، هو الدعوة لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيات، وهو التوثيق التي تعمل عليه العديد من المؤسسات المحلية والدولية الحقوقية، ليس فقط المتعلق بالاعتداءات والانتهاكات بحق المرأة، بل أيضا الانتهاكات والجرائم الممارسة ضد كل الشعب الفلسطيني، التي تمارسها إسرائيل ليل نهار سواء بالاعتداء المباشر على الإنسان الفلسطيني أو على أرضه عبر بناء المستوطنات وجدارن الفصل العنصري ومصادرة الأراضي وهدم المنازل.

وان كان مدعي عام المحكمة الدولية قد سارع إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر البشير، بتهمة الوقوف وراء ارتكاب جرائم حرب في السودان، فان الأجدر بالمحكمة الدولية العمل على مراجعة كافة الوثائق والأدلة التي تجمع في فلسطين كل يوم حول جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وان تطلع على ما تقوم به المؤسسات الحقوقية المحلية والدولي في هذا الإطار لتحصل منها على الأدلة الدامغة التي تدين قادة الاحتلال الإسرائيلي، لتصدر بحقهم مذكرات التوقيف وتسوقهم بعد ذلك إلى محاكمها.

إن تجربة الشعب الفلسطيني مع المجتمع الدولي وقدرته على إحقاق حقوقه وتنفيذ قراراته ليست مشجعة على الطلاق، وهو الأمر الذي ربما ادخل اليأس في نفوس الشعب الفلسطيني من قدرة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية على محاكمة المجرمين الحقيقيين الذين يتمترسون في دباباتهم بين منازل وعلى حدود وفي شوارع قطاع غزة وفي المستوطنات وفي السيارات العسكرية في شوارع ومدن الضفة الغربية ويحرسون المستوطنات والجدران التي تحيط بمدينة القدس المحتلة.

إن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بادية للعيان وأمام الرأي العام، بل هي ظاهرة بشكل يومي على شاشات التلفاز، إلا إن ذلك للأسف لم يحرك محكمة الجنايات الدولية ولا حتى الحكومات التي تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان، فالإنسان الفلسطيني هو الضحية اليومية الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يجب إن يحرك المؤسسات الدولية والمدافعين عن حقوق الإنسان والطفل والمرأة.

صحيح إن الحل السياسي المتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو الحل الأمثل والمنشود للصراع في الشرق الأوسط، إلا إن ذلك لا يعني أن من ارتكب جريمة بحق الشعب الفلسطيني وبحق الإنسان الفلسطيني من جنود الاحتلال وضباطه وقادته لا يجب إن يحاكموا، بحجة أن الحل يكمن في التسوية السياسية وليست القضائية، فالمجرم سيبقى مجرما حتى بعد زوال الاحتلال، فما يتعرض له الشعب الفلسطيني جريمة حرب وإرهاب دولة منظم يجب إن تحاكم عليه هذه الدولية وحكامها، بمعزل عما ستؤول أو يمكن إن تؤل إليه أي مساع سياسية أو تفاوضية، وان كانت هكذا مساع الآن في طريقها إلى الاندثار نهائيا في ظل حكومة يقودها بنيامين نتنياهو ويرأس دبلوماسيتها المتطرف افيغدور ليبرمان.

ولأن الدفاع أمام القضاء الدولي يحتاج إلى عمل قانوني وتوثيقي، فإن حصر وجمع الوثائق والصور والشهادات حول الجرائم الإسرائيلية، مهمة ليست صعبة وان كانت تحتاج لجهود كبيرة، وهو الأمر الذي على المؤسسات الرسمية وكذلك الحقوقية المحلية والدولية التعاون فيه، بما يشمل الشهادات وصور وأدلة ملموسة، والاهم هنا الإبقاء على الاستمرارية والمتابعة لهذه القضايا.

وجيد في هذا الإطار، قيام السلطة الوطنية بتكليف وزارة العدل وتشكيل لجنة لمتابعة قضية محاكمة مجرمي الحرب، إلا إن ذلك لا يمنع إشراك جميع المؤسسات والجهات الحقوقية وخبراء القضاء والقانون الدولي في هذه المتابعة للوصول إلى النتيجة المرجوة، ولبلوغ اليوم الذي نرى فيه ضباط وجنود الاحتلال ومن اصدر الأوامر لهم بارتكاب الفظاعات بحق العشب الفلسطيني خلف القضبان.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required