مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

شهدت ساحات جامعتي بيرزيت وبولتكنيك فلسطين بالخليل يوم أمس مشهدا ديمقراطيا متجددا أبطاله طلبة الجامعات الذين حافظوا على استمرارية الحياة الديمقراطية في جسم الحركة الطلابية في فلسطين، فيما توقفت هذه الحياة والنهج التجديدي في كثير من الأحزاب والأطر والاتحادات والنقابات والمؤسسات.

وان كانت نتائج الانتخابات التي أظهرت تقدما ملحوظا للأطر الطلابية الوطنية وتراجعا ملحوظا للأطر الطلابية التابعة لحماس هي تعبير وانعكاس لتراجع شعبية الحركة نفسها في الشارع الفلسطيني وخاصة بين أوساط الطلبة، الذين يمثلون نبض الشارع وتوجهاته واتجاهاته، إلا أن الأهم هو استمرار العملية الديمقراطية وانتظامها في الجامعات التي يجب أن تعود لتكون ساحة للتغير والمبادرات الاجتماعية والسياسية والإبداعية والاهم منبرا لحرية التعبير والديمقراطية.

وبغض النظر عن نتائج عملية الاقتراع التي يتأثر موقف المشاركين فيها بالأوضاع السياسية العامة، على أهميتها في قياس توجهات الشارع الفلسطيني السياسية، إلا أن الترحيب والإشادة لا بد وان تكون بالعملية الديمقراطية نفسها واستمراريتها وحفاظ طلبة الجامعات عليها، في ظل انقسام سياسي أحدثه الانقلاب في قطاع غزة على الشرعية، في وقت قليل من المؤسسات النقابية والاتحادات العامة والأحزاب تسعى إلى تجديد أطرها القيادية وتمكين هيئاتها وعناصرها وأعضائها وخاصة الشباب منهم الوصول إلى الهيئات القيادية العليا وضخ الدماء الجديدة فيها.

ولأن التغيير والتجديد عنوان من عناوين التطوير والتنمية، فان أهم أولوية على هذه الأحزاب والنقابات العمل على عقد مؤتمراتها العامة واختيار قيادات جديدة لها تعبر عن طموحات قواعدها، وما الحراك الذي يدور في أوساط كوادر وقواعد حركة فتح التي تتهيأ لعقد مؤتمرها العام السادس بعد طول انتظار إلا خطوة صحيحة على هذا الطريق، على أمل أن يشكل ذلك انطلاقة وحافزا لتجديد الحياة في هياكل ومؤسسات الأحزاب والنقابات والاتحادات، لإتاحة الفرصة للشباب للوصول إلى الهياكل القيادية لإحداث التغيير ولتمثيل نفسه، خاصة وان هذا الشباب اثبت انه صاحب تجربة عريقة وغنية في انتهاج الديمقراطية أسلوبا ونهجا وفكرا، وما يحدث في الجامعات من تمسك بالعملية الديمقراطية على الرغم من الأجواء السياسية التي تعصف بالساحة الداخلية إلا اكبر مثال على قدرة الشباب على الحفاظ على الديمقراطية وحرية الرأي والمشاركة البناءة في محيطة .

وقد يكون تعديل القانون الانتخابي لجهة إلزام الأحزاب التي تنوي خوض الانتخابات البرلمانية إلى انجاز عقت مؤتمراتها العامة وانتهاج التغيير أسس ديمقراطية لتختار قواعد هذه الأحزاب من تراه ممثلا حقيقيا لها ليقودها، حافزا إضافيا وأسلوبا حاسما في تجديد دماء الأحزاب وتطوير عملها.

كما أن الاتحادات والنقابات التي فقدت دورها الريادي عندما تخلت عن التجديد عبر النهج الديمقراطي وتحولت إلى مؤسسات جامدة بعيدة عن قاعدتها التمثيلية وبالتالي فقدت الصفة التمثيلية لأعضائها فيما فقد أعضائها الإيمان بقدرتها على التغيير والتعبير عن مصالحهم، هي الأخرى تحتاج إلى أن تنظم صفوفها وتنفض الغبار عنها عبر إشراك الدماء الجديدة في إدارة دفتها.

أما مشاركة الشباب والمرأة في صنع القرار داخل الأحزاب والنقابات فهو لا يرتقى إلى المستوى المطلوب ولا حتى لمستوى حجمهم الحقيقي، إذ أن هذه الأحزاب والأطر والنقابات تدار وكأنها شركات خاصة لا يحق إلا لمالكها اتخاذ القرار فيها، فيما حرية التعبير في هذه المؤسسات آخر ما يمكن أن نشهده داخلها.

وللأسف أصبحنا لا نرى مشاركة الشباب المرأة في اتخاذ القرار وانتهاج التجديد والنهج الديمقراطي إلا داخل أسوار الجامعات، لذا فحري بالأحزاب والقوى والنقابات والمؤسسات التي شاخت وتجمدت الدماء في عروقها أن تتخذ من الحياة الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير داخل الجامعات مثالا لها وصورة عليها أن تقلدها وتتبعها.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required