مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

استضافت قرية بلعين غرب رام الله العشرات من الوفود والشخصيات المحلية والدولية الذين جاءوا للمشاركة في مؤتمر بلعين الدولي الرابع للمقاومة الشعبية "دورة الشهيد باسم أبو رحمة" وهو الذي قضى بعد أن أطلق جنود الاحتلال عليه قنبلة غازية عن قرب، خلال تظاهرة شهدتها القرية الأسبوع الماضي، ضمن سلسة المسيرات الأسبوعية التي يشارك بها أبناء القرية والمتضامنون الأجانب ودعاة السلام الإسرائيليين.

استطاعت بلعين بأسلوبها الشعبي أن تلفت أنظار العالم بل وتستقطب حركات التضامن العالمية والإسرائيلية، التي أبدت إعجابها وساهمت في إنجاح تجربة المقاومة الشعبية في القرية، الأمر الذي أحدثت تأثيرا على مجريات قضية مصادرة أراضي القرية لصالح بناء جدار الضم والتوسع والفصل العنصري الإسرائيلي، بل وكانت عاملا ضاغطا على محاكم الاحتلال التي بشكل أو بأخر أقرت بتعديل مسار الجدار، وهو قرار وان كان باطل ويضفي شرعية على باقي أجزاء الجدار، إلا انه انتصار ولو معنوي لبلعين ومتضامنيها ونهجها.

وان كان هذا النهج الشعبي الذي اثبت نجاعته وجعل من بلعين محجا للمتضامنين والحركات الدولية، فان سلطات الاحتلال عبر جنودها لم يكن ليستوعبوا الدرس بعد، إذ نرى في كل تظاهرة وحشية وعنفا وهمجية إسرائيلية في مواجهة المواطنين في كل يوم جمعة تنطلق فيه مسيرة بلعين التي أصبحت حدثا أسبوعيا للتذكير وللاستمرار في مقاومة الجدار والاستيطان.

وان كان جنود الاحتلال لا يتورعون عن مقابلة المتظاهرين العزل بمن فيهم الأجانب والإسرائيليين بالرصاص والقنابل فان إصرار المشاركين في مقاومة بلعين الشعبية وإيمانهم بحقهم وبقدرتهم على الانتصار لم تكن لتجعل من قنابل الاحتلال ورصاص القاتل رادعا لهم.

ولأن هذا النهج الذي انعكس إيجابا على صورة المواطن الفلسطيني في الخارج وتحول إلى عامل جذب للتضامن مع الشعب الفلسطيني في أرجاء العالم كافة، فان ما اتخذته الحكومة من خطوات لدعم صمود القرى المتضررة من الجدار ودعمها للحركات الشعبية المقاومة له وللاستيطان، يعد توجاه ايجابيا لا بد وان يعزز بمواقف عملياتية أكثر تجاه تبني هذه الحركات الشعبية بل وتشجيع المواطنين على الانخراط بها، وتبنيها ونهجها على المستوى الرسمي، وإسناد التحركات الشعبية المناهضة للجدار في هذه القرى بل وتعميمها على مختلف القرى والمخيمات والمدن المتضررة من الجدار الأفعى.

وربما جاء حديث رئيس الوزراء د.سلام فياض خلال مهرجان بلعين دليل على التوجه الرسمي الهام لدعم وإسناد نهج بلعين الشعبي، إذ قال د.فياض لأهل بلعين والمتضامنين معهم: ما تقدمونه من نموذج، إنما يمثل رواية شعب مصمم على التمسك بأرضه، وعدالة قضيته، وكفاحه المشروع الذي يُمكِّن من استعادة تجنيد وحشد الدعم الدولي لحقوقه الوطنية، بل والتأثير على الرأي العام، بما في ذلك داخل إسرائيل نفسها.

ولأن الواقع الفلسطيني الداخلي الحالي المتشرذم لا يمكن أن يساعد على تحقيق الحقوق والأهداف الوطنية، اذ لا يمكن أن تحقيق الأهداف هذه دون وحدة حقيقية تتفق على الحد الأدنى من النهج الواجب إتباعه في مواجهة الاحتلال، فان بلعين وما حققته من انجازات على صعيد الرأي العالم العالمي جديرة بان تكون مثالا لما يجب على الشعب الفلسطيني أن يتبناه كنهج في التصدي للاحتلال وممارساته خاصة في ظل حكومة يمينية إسرائيلية لا تعمل إلا على توسيع الاستيطان وتكثيفه وقمع الشعب الفلسطيني.

والى جانب الوحدة الوطنية الواجب أن تنجز ضمن البرنامج الوطني المتفق عليه فلسطينيا، فان الأسلوب الأمثل لمقاومة الاحتلال، والذي يجب أن تشارك فيه جميع القطاعات الشعبية، يجب الاتفاق عليه وعلى زمانه ومكانيه وكيفيته، وما قامت به بلعين الا مثال على ما يمكن القيام به وتبنيه من نهج يمكن أن يعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية شعب تحت الاحتلال يسعى لتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، سيما وان هذه الصورة هي التي تستقطب التعاطف الدولي مع شعبنا وتعجل من زوال الاحتلال، سيما وان الظروف الدولية تبدو الآن مناسبة في ظل إدارة أمريكية تقول أنها ملتزمة بخيار الدوليتن وحل الصراع في الشرق الأوسط.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required