مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في الوقت الذي نتباهى فيه بوصول المرأة للمراكز القيادية، ومواقع صنع القرار، سواء بشغلها لخمس مواقع وزارية، أو في المجلس التشريعي أو على صعيد القيادات النسوية المجتمعية، ونكون في ذروة تفاؤلنا بأن يستمر هذا الوضع بل ويتطور، نفاجئ بفشل 7 مرشحات في غمار السباق نحو الفوز بعضوية اللجنة المركزية.

إقصاء مفاجئ للمرأة الفتحاوية التي كانت جنباً إلى جنب على امتداد سنوات العمل النضالي والثوري السابقة ورغم الأمل بانضمام عضوات جدد، إلا أن ذلك لم يحدث بل على العكس فقد خرجت انتصار الوزير أم جهاد، المرأة الوحيدة التي تولت عضوية اللجنة المركزية ل20 عاماً، وبالتالي تنحصر فرص فوز النساء في المجلس الثوري، حيث تتنافس خمسين امرأة من بين 617 مرشحا للفوز بثمانين مقعدا.

أن رفض أعضاء المؤتمر لتوصية تم رفعها من قبل لجنة المرأة الفتحاوية بتحديد كوته نسائية بنسبة 30% من عضوية المركزية والثوري، أدى لانخراط بعض المرشحات في كوتات بمشاركة الرجال، وبالتالي عدم فوزهن.

ويبقى المكان الوحيد الذي ستحظى به المرأة في اللجنة المركزية من خلال تعينها مباشرة من قبل الرئيس محمود عباس الذي يملك الحق في تعين أربعة أعضاء بموافقة ثلثي اللجنة المركزية ومع انتخاب تسعة عشر بدلا من ثمانية عشر بسبب تساوي أصوات مرشحين فانه سيعين ثلاثة فقط، ويرجح أن تكون من بينهم امرأة على الأقل إضافة إلى عضو مسيحي وثالث على الأغلب سيكون من قطاع غزة.

إن آخر ما كنا بحاجة له هو إحلال للضعف بضعف آخر، جيل جديد لكن لا مكان للمرأة فيه، كما لا مكان فيه للقيادات التي تمثل الفلسطينيين في الشتات، الأمر الذي سيترتب عليه كثير من النتائج غير المرغوبة.

وبعيدا عن الحيز المعطى للمرأة، فإن قائمة اللجنة المركزية أصبحت جاهزة، بعد انتخابات كان يُرجى تمتعها بالنزاهة والشفافية، لكنها انتهت وسط حالة من اللغط والتشكيكات من قبل كودار فتح، خاصة في غزة.

حيث شاعت حالة من عدم الرضا، نتيجة للطريقة التي صوت بها 400 شخص منعوا من مغادرة غزة لحضور المؤتمر من قبل الحكومة المقالة، فيما قدم عدد من المرشحين طعوناً في النتيجة التي أعلنت في وقت سابق بشكل غير رسمي مما اضطر لجنة انتخابات المؤتمر السادس لحركة فتح إلى إعادة فرز عدد من صناديق الاقتراع، الأمر الذي أضاف انقساماً داخل انقسام الحركة بعد أن تعالت الأصوات المتفائلة بنجاح المؤتمر وانتخاب قيادة جديدة.

وهذا آخر ما كانت تحتاجه فتح، فالفراغ الذي تركه انقسامها وضعفها وتفككها على مدى العقدين الماضيين، في مؤسسات السلطة والمنظمة لا محل له الآن بعد خروجها بحلتها الجديدة بل يجدر القول أنه لم يعد مقبولاً أو مبررا ً، والفراغ المقصود فيه ليس بحجم وجودها في السلطة بقدر ما هو بماهية مسؤوليتها.

القيادة الجديدة في الحركة ستلقى على عاتقها مسؤولية الإصلاح والتغير ومباشرة وضع الخطط والآليات لإصلاح ما أفسده الدهر وعوامل أخرى، من ترهل وفساد ومحسوبيات، في داخل الحركة، كما أُنيط إليها مسؤولية استرجاع غزة من سيطرة حماس، ومن بين أول القضايا التي تجدر مباشرة العمل عليها، هو مصير منظمة التحرير الفلسطينية التي هي في أشد الحاجة إلى إعادة هيكلتها السياسية والتنظيمية.

ولما كان إعادة تنظيم المنظمة، بالطريقة الجدية والمنطقية التي يجب أن يكون عليها، لن يتحقق إلا بالمصالحة والحوار مع حركة حماس، فإن فتح مطالبة الآن بعد انتهاء مؤتمرها وبعد أن أعادت ترتيب بيتها الداخلي، النظر بعين الجدية والمسؤولية اتجاه إنهاء الانقسام والحوار الذي قد يرى النور هذه المرة إذا ما أبدت فتح مرونة أكبر من ذي قبل، وهذا ما يجب أن يكون، فهي الآن موحدة، تحت راية قيادة شرعية جديدة، لتضمن بذلك نجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية، والتي لن تؤتي أُكلها إذا ما فشل الحوار الوطني، إذ ستعزز الانقسام ولن تعطي الشرعية المطلوبة للمنتخبين في الشق الآخر من الوطن.

وإن الأهم من بين كل ما سيتمخض عن المؤتمر من برامج سياسية للحركة وغيرها، هو أن تدخل حيز التنفيذ، وأن لا تبقى حبرا ًعلى ورق، وأن تترجم إلى سياسات وخطط عمل، بما يضمن لفتح أن تبقى حاضرة كحركة شعبية ووطنية.

فتح الآن وبعد انتهاء مؤتمرها في مواجهة مع تحديات كبيرة فيما يتعلق بوقف عمليات الاستيطان الإسرائيلي المتواصل في الضفة الغربية وتهويد القدس، واستئناف المفاوضات عملية السلام مع الجانب الإسرائيلي التي تبدو صعوبتها واضحة بعد التصريحات الإسرائيلية بتخييب مؤتمر فتح للآمال وأن فتح تنافس حماس في التطرف، وأن عناصر فتح قد أزالوا القناع عن وجههم كما ادعى ايهود باراك.

فهل ستستأنف القيادة الجديدة مسيرة المفاوضات مع الطرف الإسرائيلي كما كانت عليه سابقاً أم أنها ستعيد مراجعتها وتنطلق بها على أسس ومرجعية واضحة وملزمة، والأهم من ذلك أن لا تجعلها دون سقف زمني محدد.

وهل ستعتمد المفاوضات كخيار وحيد أم أنها ستمضي بها إلى جانب المقاومة كخيار أساسي، أم أنها ستدعو إلى كل التمسك بالثوابت التي تعتمد الكفاح المسلح منهجا ً وحيداً وأساسياً، وهذا مستبعداً عن سياسة فتح.

وبالتالي فالنهج الذي ستعتمده فتح سيحدده بشكل أساسي ما ستؤول إليه التحركات الأمريكية والدولية ومدى استعدادها للخيارات المطروحة أمامها في هذا السياق، خصوصا أن آفاق الحل غير واضحة ومفتوحة على كل الاتجاهات.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required