مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد طول انتظار، وبعد أشهر من الشد والجذب والأقاويل والشائعات التي حامت حول ما سُمي بصفقة زين، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من التحقيق، خاصة بعد انتشرت إعلاناتها في شوارعنا -والتي غُطيب إلى حين-.

أخيراً "ذاب الثلج وبان المرج" كما يقولون، ولكنه لم يكن مرجاً أخضراً، حينما أعلن مجلس إدارة الاتصالات الفلسطينية عن أن صفقة زين لم تعد قائمة.

وحسب ما كشف عنه رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات الفلسطينية- بال تل صبيح المصري فإن اتفاقية صفقة الاتصالات – زين أصبحت غير نافذة المفعول ومنتهية حسب ما نص عليه الاتفاق، لأسباب وصفها المصري بالأسباب "الحقيقة" وراء عدم اكتمال الصفقة، والتي تلخصت في انقضاء المدة المتفق عليها والمتاحة لإتمام الصفقة لكل من الاتصالات وزين حسب الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين دون التمكن من الوفاء بالمتطلبات والشروط الأساسية المطلوبة لإتمامها.

لكن وفي الوقت الذي أشار فيه الدكتور سمير حليلة عضو مجلس إدارة بالتل، إلى أن مشكلتين أساسيتين أدتا إلى إلغاء الصفقة قائلاً: "أن هناك متطلبات وشروط من وزارة المالية الأردنية يستوجب الوفاء بها كما أننا لم نتلق موافقة رسمية من الرئيس محمود عباس على الصفقة"، أنكر المصري أن يكون ما ورد على لسان سمير حليلة حول تأخر الموافقات الرسمية صحيحاً، "فهو غير دقيق ولا يعكس حقائق الأمور" على حد قوله، مشيراً إلى إن الصفقة كانت قد حصلت على جميع المباركات اللازمة من الجهات الرسمية سواء كان ذلك من قبل الحكومة الأردنية أو الحكومة الفلسطينية، بما في ذلك المباركة الشخصية من قبل الرئيس محمود عباس، مشيداً بتعاون السلطة والأردن وسياستهما الداعمة والمشجعة للاستثمار، وسارعت بدورها السلطة الوطنية على لسان وزير الاقتصاد د.حسن أبو لبدة إلى التأكيد أنه لا علاقة لها بإلغاء صفقة زين وأنها عملت كل ما باستطاعتها لإنجاحها، مؤكداً أن السلطة والحكومة لا تعلمان بالضبط الأسباب التي أدت إلى فشل المفاوضات بين زين والاتصالات الفلسطينية ومن المنتظر أن تقوم زين بتوضيح الملابسات حول ذلك.

وفي كل الأحوال وأياً كانت هي الأسباب لإلغاء الصفقة، فلا شك أن هناك أسباباً غير معلنة لن تخرج للعيان، وستبقى طي الكتمان، والأيام القليلة القادمة كفيلة بولادة الكثير من الأقاويل والشائعات، فقد يكون صعباً على المواطن أن يصدق ما طفا على السطح من أسباب وُصفت بأنها "حقيقة"، لكنه يدرك تماماً أنها بتلك "البساطة" لإلغاء صفقة عملاقة كهذه، فهي صفقة توقفت عليها الكثير من المصالح والمكاسب، وربما الكثير من آمال المواطن، الذي ظن أنه كان بإمكانه الاستفادة شخصياً والتواصل مع الدول المجاورة التي تعمل بها زين بسعر التكلفة المحلية، لكن وكما هو دائماً سيكون المواطن أحد أكبر الخاسرين، حيث سيبقى محصوراً بين خدمات محدودة لشركتين متنافستين، -وإن كان البعض ممن لا يفضلون التغيير يرون أن هذا الأمر أفضل للجميع-.

وهكذا أُغلق الباب في وجه هذه الصفقة التي كانت بمثابة القفزة، أو نقطة التحول في الاقتصاد الفلسطيني، في صورة تثبت يوماً بعد الآخر، بأن اقتصادنا لا ينفك بصورة أو بأخرى عن الحسابات الشخصية، والسياسات الحاكمة، بغض النظر عن أيٍ من الأسباب المعلنة، التي كان واضحاً من تضاربها، بأن كلاً من السلطة الوطنية والقطاع الخاص، يحاولان أن ينأيا بأنفسهما عن تحمل اللوم عن هذه الخسارة الكبيرة، فهما على علم ودراية بما كان سيجلبه دخول مستثمر عربي كبير على الاقتصاد الفلسطيني الذي ما فتئ يلتقط أنفاسه من جديد، وما ستعود به مثل هذه الصفقة بالنفع المادي والعملي على قطاع الاتصالات الفلسطينية.

على كل حال لا بد من سماع الرأي الآخر، من وجهة نظر "زين"، حتى تكتمل الصورة، وإن كانت قتامتها بدت واضحة، على مستقبل الاقتصاد الفلسطيني، وكل ما يرتبط به من حسابات شخصية، وتوجهات سياسية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required