مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تابعنا باهتمام واستغراب في الأيام القلية المنصرمة، إصدار الحكومة البريطانية تعليمات لمحلاتها التجارية بوضع ملصقات على البضائع والسلع القادمة من الضفة الغربية لتمييز ما هو منتج منها بالمستوطنات الإسرائيلية وما هو منتج بالأراضي الفلسطينية, كي يتسنى للمشتري مقاطعة سلع المستوطنات إن رغب في ذلك.

وإن كانت هذه الخطوة لا تعني إطلاقاً دعوة لمقاطعة إسرائيل، حسب ما صرح به المتحدث باسم الخارجية البريطانية، وأنها حسب قوله: "أن للمستهلك الحق في اختيار المنتج الذي يشتريه, وقد أوضحنا بصورة علنية أن المستوطنات غير شرعية وتمثل عائقاً في وجه السلام"، إلا أن مثل هذه المواقف لا تحدث كل يوم خاصة في من الحكومة البريطانية.

وقبل يومين قررت السلطة الوطنية تنقية السوق الاستهلاكية الفلسطينية من منتجات المستوطنات خلال العام 2010م، ورغم أن هذا الخطوة كان من البديهي أن تكون "تحصيل حاصل" للمعركة السياسية الفلسطينية القائمة على الرفض الكامل والأبدي للاستيطان غير الشرعي، ولكل ما يترتب عليه من مصادرة للأراضي والحقوق الفلسطينية، وما ينتج عنه، إلا أنه لا يسعنا الآن القول سوى أنها خطوة رسمية بالاتجاه الصحيح، تستوجب حشد المساندة والدعم من كل من السوق الفلسطينية والتجار، والمستهلكين، وكافة المؤسسات وشرائح المجتمع، بالإضافة إلى الدعم العربي والدولي، لا سيما أن الالتزام بهكذا قرار، يتطلب إيجاد بدائل أخرى نأمل أن تكون بمجملها فلسطينية، بعد تقديم الدعم الوطني بمختلف أشكاله من أجل تحسين جودة المنتجات المحلية لتكون بديلاً للمنتجات الإسرائيلية، والسعي نحو توفير منتجات عربية، بتسهيل استيرادها وتوزيعها في السوق الفلسطينية، الأمر الذي يتطلب قراراً وإرادة حقيقية لإنجاز ذلك، والالتزام به على المدى البعيد، وليس كسابقه من المحاولات التي لم يعدو الالتزام فيها سوى أيامٍ أو أسابيع معدودات.

بيد أن هذا كله لا يجب أن يقتصر على مقاطعة إنتاج المستوطنات وإن كانت هذه خطوة أولى، ولكن يجب أن يتعداه لمقاطعة البضائع الإسرائيلية على اختلاف أنواعها، وحاجة المواطن الفلسطيني لها، الذي لا ننكر أنه ما زال يعاني من ثقافة عدم الثقة بالمنتجات المحلية، وأن منتجات الغير دائما ًهي الأفضل، وهذه على كل حال، ثقافة المواطن العربي بشكل عام، وإنما هذا مدعاة لدراسة بل معالجة كل الأسباب التي تدعوه أي المواطن، بالاعتقاد بديمومة تفوق الآخر عليه.

فيما أن أكثر ما يصدمني هو المبلغ الهائل الذي قدرته الجهات المختصة والذي تدفعه السوق الفلسطينية سنوياً لشراء منتجات من المستوطنات، وهو ما يقارب الـ500 مليون دولار، فإذا كان هذا الرقم صحيحاً، فإنه يخلق معادلة لا يمكن أن تستقيم أبداً، فكيف تطاوعنا أنفسنا بدفع هكذا مبالغ، لمن لا يتوقفون أبدا ًعن سرقة بيوتنا ومياهنا وأرضنا، وطردنا منها رويداً رويداً!!!

نحن نشد أيدينا على موقف السلطة الداعم للمنتجات المحلية، فقد أعلن وزير الاقتصاد الفلسطيني حسن أبو لبده عن مقاضاة ومعاقبة التجار الفلسطينيين الذين يغرقون السوق المحلية ببضاعة المستوطنات. وقد جاء هذا الإجراء كنوع من مقاومة الاحتلال، فيما شدد د. سلام فياض خلال حفل افتتاح معرض الغذاء الفلسطيني 'غذاؤنا'، الذي نُظم في مدينة أريحا قبل يومين، على أن السلطة الوطنية تتابع وبكل جدية قرار تنظيف السوق الفلسطيني من منتجات المستوطنات، وأكد على عملية استنهاض القطاع الزراعي، حيث أن نصف الأراضي الصالحة للزراعة ما زالت غير مستغلة، معتبراً أنها مسؤولية جماعية ترعاها وتتبناها الحكومة مع القطاعين الخاص والأهلي، وبما يساهم في توفير الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية.

وهذه دعوة لكل الجهات والقطاعات بدعم هذا القرار الوطني والترويج له، ولقطاع الإنتاج الفلسطيني بالعمل الدؤوب على تحسين الجودة، فإن كانت بريطانيا قد أوضحت علانية أن المستوطنات غير شرعية وتمثل عائقاً في وجه السلام، فالأولى بنا أن نعلنها نحن ونتخذ موقفاً جدياً اتجاه ذلك، من أجل تحريرنا من قبضة الاعتماد على المنتجات الإسرائيلية، كخطوة أولى في طريق الخلاص من التبعية والدوران في فلك الدولة الإسرائيلية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required