مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

كم فضائية فلسطينية ستنضم إلى زحام الفضائيات العربية؟؟ ربما أكثر من سبعة، ففي كل يوم نسمع عن نية بالانطلاق بفضائية فلسطينية جديدة، وفي كل مرة أحاول البحث عنها والتقاطها، أرقام وترددات يجب علي أن أبحث عنها لأصل إلى قنوات بدأت بثها التجريبي عبر الأقمار الصناعية، بعد أن كانت الفضائية الوحيدة الرسمية التابعة للرئاسة الفلسطينية هي "فلسطين"، أصبحنا الآن في انتظار أن يصل العدد إلى أكثر من سبع فضائيات فلسطينية.

يمكننا أن نعتبر أن هذا الحراك الإعلامي الفلسطيني جيداً إذا ما نظرنا إليه من باب التعددية الإعلامية، ولكن إذا نظرنا إلى نموذج آخر مثل النموذج العراقي يمكن لنا أن نتشاءم. ليس التشاؤم من باب أن كل فضائية سوف تتبع تياراً سياسياً أو مؤسسة اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو تكون مدعومة أجنبياً، ففي الإعلام لا يمكن لأحد أن يكون مستقلاً حتى ولو قال عن نفسه أنه مستقل وأهدافه وطنية بحته، ولكن التحدي يكمن في كيفية التعامل مع المشاهد الفلسطيني، أهو تعامل من باب احترام عقله ومخاطبة هموم سائر فئات المجتمع أم أنه مجرد إعلامي "دعائي" لمؤسسة أو حزب؟؟.

يثبت الإعلام يوماً بعد يوم أهميته على كافة المستويات، ومن المهم لشعب محتل أن يستخدم هذه الوسيلة خير استخدام، وأن لا تتناسى قياداته وأطره هذا المنبر، ولكن في المقابل أثبت الإعلام الفلسطيني خصوصاً في لحظات الانقسام الحاد خطورته أيضاً، ففضائية فلسطين الرسمية اعتبرها كثيرون أنها تحدثت باسم فصيل دون آخر وخدمت تأجيج الخلافات الداخلية حالها حال فضائية الأقصى والتابعة لحماس والتي اعتبرها آخرون مؤججة للاقتتال والاختلاف، فالساحة الإعلامية الفلسطينية تحتاج إلى نماذج مغايرة تماماً عن هذه وتلك، بإصلاح ما هو موجود وبأخذ تلك النقطة المهمة في اعتبار القائمين على القنوات الجديدة.

إذا ما نظرنا نظرة عامة إلى الفضائيات فإنها تبث من رام الله وغزة وبيروت وغيرها، فيما تُمنع فضائية الأقصى من العمل في الضفة، وفي المقابل مُنعت فضائية فلسطين من العمل في قطاع غزة، ومن يأخذ مركزاً إعلامياً لبثه أحدهما أو غيرهما يجب أن يكون على علاقة طيبة بالسلطة في الضفة أو الحكومة المقالة في القطاع، والبعض الآخر رأى أن من الأفضل له والأسهل عليه أن يذهب لأخذ التراخيص من لندن مثلاً ويباشر عمله من بيروت، وربما نرى مستقبلاً فضائيات فلسطينية من المدينة الإعلامية في دبي.

ولاشك أن اسم القناة ومكان بثها، سيؤدي بالمواطن للتفكير والتخمين عن انتماءها أو ميولها، لأن تجربته السابقة تقول له إن الإعلام لا بد أن ينطق باسم أحد، والأحاديث بين هؤلاء الناس تزيد (فهذه القناة لفلان..، وهذه القناة للحزب الفلاني..، هذه مدعومة من هؤلاء...)، هذا يبين أن المشاهد الفلسطيني ذكي ولا يمكن أن يُخدع بسهولة، أو يُصدق بسهولة، وهذا ما يتوجب على وسائل الإعلام والأحزاب والجمعيات الأهلية المختلفة أن لا تغفله وإلا فشلت كل رسائلهم الإعلامية، وراحت أموالهم سدى، إلا إذا كان هدفهم التوجه فقط إلى مناصريهم ومؤيديهم فابستطاعتهم أن ينجحوا.

مسؤولية كبيرة على الفضائيات وهي إلى الآن (فلسطين، الأقصى، القدس، الفلسطينية-أغلقت-، فلسطين اليوم، العودة، فلسطين الغد، المنتدى، فلسطين المستقبل- توقف بثها-، وهناك مشروع لإقامة فضائية كما أعلن أنور رجا المسؤول الإعلامي للجبهة الشعبية القيادة العامة في حوار تلفزيوني على قناة المنار)، مسؤولية لنجاحها ومسؤولية أخرى تجاه الشعب الفلسطيني بكافة اتجاهاته وأماكن وجوده، وتقديم رسالته العادلة للعالم من أجل استرجاع حقوقه الثابتة، فرصٌ لا يجب تضييعها، فلطالما كنا بعيدين عن الحرب الإعلامية الموجه من إسرائيل نحونا، وللأسف عندما أتقناها مارسناها أولاً ضد بعضنا، والعبرة أن الفكرة ليست في الكم وإنما في رسالة هذه الفضائيات وأهدافها الوطنية الهادفة والنبيلة.

فليكن الإعلام منبراً ووسيلة لإيصال الصورة الحقيقة عن واقع الشعب الفلسطيني وما يعانيه، خاصة أن الكفاءات الفلسطينية موجودة، والفضائيات العربية تزخر بأعلام من الإعلاميين الفلسطينيين.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required