مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في الأيام القليلة الماضية اجتمعت سيدتان دون معرفتهما ببعضهما ودونما اتفاق مسبق أو معد، على قول الحقيقة في وجه إسرائيل، وتعريتها أمام العالم وكشف زيف ديمقراطيتها المُدعاة، وهما الصحفية الأمريكية من الأصل اللبناني هيلن توماس 89 عاماً، والناشطة السياسية، والنائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست الإسرائيلي الفلسطينية حنين الزعبي 39 عاماً.

فقبل يومين طالعتنا الصحف بصورة للسيدة هيلن توماس، الملقبة ب "السيدة الأولى للصحافة الأميركية"، حيث عملت لنصف قرن أو يزيد مندوبة لوكالة "يونايتد بريس إنترناشيونال" في البيت الأبيض، بعد أن اضطرت لتقديم اعتذار عن تصريح لها في احتفال الرئيس الأميركي بـ«يوم الذكرى اليهودي الأميركي» تكريماً لمن ماتوا في سبيل إسرائيل، رداً على سؤال أحد الصحافيين: ماذا لديك لتقوليه لإسرائيل فأجابت:"أقول لهم: أخرجوا من فلسطين هذا الشعب شعب محتل. والأرض أرضه"، وعندما سُئلت إلى أين يخرج اليهود الإسرائيليون؟ أجابت "ليعودوا إلى بلادهم إلى بولونيا، ألمانيا، أميركا، وأي مكان آخر".

لكن الاعتذار على ما يبدو لم يكن كافياً لمن كان وقع إجابتها عليهم كالصاعقة، نعم فالحقيقة مرة، والإسرائيليون ينطبق عليهم المثل القائل: "كذب الكذبة وصدقها"، حتى باتوا لا يقبلون الحقيقة مخرجين ورقتهم المعروفة أمام كل يواجههم بها "معاداة السامية"، مؤمنين بنجاح عمليات غسل الدماغ التي يجرونها لعقول العالم من خلال الإعلام.

للأسف وبعد الزوبعة التي أحدثتها تصريحات هيلين، لم يكف عنها مناصرو إسرائيل وداعمو المؤسسات الصهيونية حتى اضطرت لتقديم استقالتها من وظيفتها، وحتى فسخت إحدى دور النشر عقد نشر كتاب موقع معها.

أما حنين الزعبي الناشطة السياسية، والنائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست الإسرائيلي والتي كانت على متن أسطول الحرية المكون من ستة سفن ومن 48 دولة والمتجهة لكسر الحصار على غزة المفروض منذ أكثر من 3 أعوام، كانت شاهدة على الجريمة الإسرائيلية بحق المتضامنين الأتراك والعرب وغيرهم الذين سقطوا ما بين جريح و قتيل.

حنين أبت الصمت في جلسة الكنيست وضربت إسرائيل بالحقيقة في وجهها وفي عقر دارها، الأمر الذي لم يرق لأعضاء الكنيست الذين منعوها من الحديث وانهالوا عليها بالشتائم والاعتداء الجسدي، وبل وهجمت عليها نائبة روسية عن حزب "إسرائيل بيتنا" في محاولة لضربها، لكن ما كان من حنين إلا أن التفت إليها قائلة: "عودي إلى روسيا".

ولم يكتفوا بهذا فحسب بل طالبوا بسجنها وتجريدها من امتيازاتها السياسية كسحب جواز سفرها ونفيها وأكثر من ذلك، ما أظهر للعالم أجمع عنصرية هذا المجتمع وعقليته الإرهابية التهجمية.

والواقع أن هناك تشابة كبير بين كلتا الاثنتين هيلين وحنين، فكلتاهما نطقتا بكلمة حق عند سلطان جائر، رغم إدراكهما الكامل تبعاً لخبرتهما واطلاعهما على العقلية السياسية والإعلامية السائدة في مجتمعهما، للعواقب الوخيمة المترتبة على مثل هذه التصريحات والأفعال الجريئة التي تعد محرمة وشيطانية في العالمين العربي والإسلامي بل والدولي، وفي حالة هيلين بدا واضحاً أنها أرادت أن تلخص تجربتها وسنين عمرها الطويلة وتخرج راضية عن نفسها ومُرضية ضميرها، وأن تقول ما لم تستطع أن تبوح به في أيام شبابها وانطلاقها، وتماماً كما يقولون "يا رايح كتر ملايح".

وهاتان الواقعتان إنما يعريان كل الأنظمة المنافقة والمرائية التي تتملق أمريكا وإسرائيل، ويكشفان زيف الديمقراطية التي تدعيانها "فهذا الشبل من ذاك الأسد"، في صورة تظهر حقيقة العنصرية والعنجهية التي تمارسانها بحق حرية الشعوب وديمقراطيتها، سواء تلك التي تدعي أنها تمنحها لشعبها، أو الأخرى التي تدعي أنها تسوق الجيوش من أجل منحها للشعوب المضطهدة.

فمتى تُقال كلمة الحق دون أن يدفع ثمنها غالياً!؟؟.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required