مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بعد أيام قليلة على خبر تأجيل الانتخابات المحلية حتى إشعار آخر والذي كان مفاجئاً للبعض، ومتوقعاً للبعض الآخر، دعت القوى الوطنية والقوائم والمؤسسات المعارضة للقرار، ومنها مجموعة من المؤسسات الأهلية وممثلين عن القوائم المستقلة، والاتحاد الديمقراطي فدا، وقوائم الوطن للجميع وحزب الشعب الفلسطيني والمبادرة الوطنية الفلسطينية اليوم إلى اعتصام جماهيري أمام مقر مجلس الوزراء في رام الله اليوم الساعة 11 صباحاً، احتجاجاً على الإلغاء والذي نأمل أن يكون في المرحلة الحالية على الأقل، والذي لم تٌكشف رسمياً أسبابه الحقيقة ودوافعه، رغم سيل التكهنات والتوقعات المثارة والتي لم تكتف بحجة المضي نحو المصالحة في الوقت الراهن، وبغية إعطائها مزيدا ًمن الوقت.

وكان من المزمع عقد الانتخابات المحلية في الضفة الغربية يوم السبت 17 تموز – يوليو 2010 ، في 302 هيئة محلية لانتخاب 3.098 رئيساً وعضواً بالهيئات المحلية التي يتراوح عدد مقاعدها ما بين 9 – 15 مقعدا لكل هيئة محلية حسب تعداد عدد السكان.

والأكيد الوحيد وسط كل هذه التكهنات هو حجم الأزمات التي تعصف بالساحة الفلسطينية وبالفصائل والهيئات الرسمية، بل وحجم الارتباك المصاحب لخوض الانتخابات حتى وإن كانت على مستوى البلديات، فكيف سيكون الحال إذا ما كان هناك توجهاً لانتخابات رئاسية وتشريعية، وهو بلا شك وجل وارتباك مبرر خاصة لحركة فتح وهي التي لا تريد أن تلدغ من جحر مرتين، وتحشد كل الجهود والطاقات من أجل ضمان الفوز، وتبحث جاهدة عن كل المؤشرات والعوامل التي تؤكد لها النجاح، وذلك كله رغم منع الحكومة المقالة لإجراء الانتخابات في قطاع غزة، ورغم مقاطعة حركة حماس للانتخابات في الضفة الغربية، لكن بالطبع مقاطعة الحركة لا يعني بالضرورة تفرد حركة فتح بالساحة، وعلى ما يبدو أن هذه العوامل يُُضاف إليها عوامل أخرى، ومن أهمها عزوف الجمهور بشكل عام عن المشاركة في هذه الانتخابات إما جهلاً أو تكاسلاً أو مللاً أو كُفراً بكل ما تمخض عن الانتخابات وما جلبته عليهم.

وقد بدا واضحاً التخوف من ظهور العشائرية والعائلية في عملية الترشح للانتخابات، دونما اكتراث للمتطلب الديمقراطي والوطني ناهيك عن التمييز السياسي، ما أبعد الأمر برمته عن كونه وظيفة اجتماعية لتسير الخدمات للمواطنين، ناهيك عن غياب دور النخب الاجتماعية والثقافية أو عزوفهم عن الترشح للأسباب السابقة ذاتها.

على الأرجح فإن عملية تأجيل الانتخابات، هي حالة مؤقتة لمعالجة الوضع الراهن على جميع المستويات، وربما في حالة من كسب الوقت، الذي نتمنى أن لا يطول فكلما طال الوقت زادت معه المشاكل والأزمات و وفي كل الأحوال نأمل أن يثمر هذا التأجيل عن انشراح في عملية المصالحة والتي لم تطفو على السطح أي مؤشرات على انتهائها رغم تعاقب الأنباء حول المضي نحوها خاصة بعد الجريمة الإسرائيلية بحق أسطول الحرية الذي توجه لفك الحصار عن غزة، والدعوات الدولية والعربية لإنهاء الانقسام ورفع الحصار، حيث جاءت على إثرها الزيارة المفاجئة للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى غزة بالأمس، والذي طالب بفك الحصار ودعا طرفي الصراع الفلسطيني إلى ضرورة إنهاء الانقسام.

في كل الأحوال فإن هذا التأجيل قد يأتي بالمصلحة على الجميع، خاصة أن تأجيلها اختصر الإجابة على التساؤلات التي جابت مختلف الأروقة الفلسطينية، حول إمكانية الاعتراف بها فلسطينياً إذا ما جرت بمعزل عن غزة ومواطنيها، وبمعزل عن حركة حماس كوضع قائم لابد من مواجهته والتعامل معه، لا يمكن بأي حال من الأحوال إقصائه أو تهميشه، وهذا في خاتمة الأمر مدعاة للمضي قدماً نحو المصالحة التي لابد من إتمامها، إذا ما ارتأينا المضي قدماً بمصلحة القضية الفلسطينية، وإنهاء كل الأزمات العالقة، وبالتالي فإن أي مماطلة أو تأجيل لن يعود علينا جميعاً إلا بمزيد من تفاقم الأزمات وتدهورها، فيتوجب على الطرفين استثمار المرحلة الراهنة والدعم الدولي والعربي وتقديم المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية والحزبية.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required