مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في كل يوم تتكشف المزيد من مخططات دولة الاحتلال الإسرائيلي التوسعية، وتردنا في سيل غير منقطع من الأخبار أحدثها كان اليوم حيث كشف موقع صحيفة "هآرتس" عن استعداد المستوطنين لبناء 2700 وحدة استيطانية في أيلول في مناطق مختلفة من مستوطنات الضفة الغربية، بعد انتهاء قرار تجميد الاستيطان الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية مع نهاية شهر أيلول القادم.

وتأتي هذه المخططات في الوقت الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال مفاوضات مباشرة، حيث لم تحرز المفاوضات غير المباشرة أي تقدم، في ظل تصعيد الحكومة الإسرائيلية التي يبدو واضحاً أنها تسعى لإفشال أي تقدم في المفاوضات لقطع الطريق لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، التي تعاني ما تعانيه من تهويد دولة الاحتلال التي تعلن بين الفترة والأخرى عن مخططات توسعية تهويدية كان آخرها ما تم الكشف عنه قبل أيام قليلة، حول تقديم بلدية الاحتلال أوسع خارطة هيكلية هي الأولى من نوعها منذ 50 عاماً للمصادقة عليها، وتوحّد الخارطة من الناحية التخطيطية شرق المدينة وغربها، وتشمل بالإضافة إلى تسوية مبادئ التنظيم والبناء في المدينة المقدسة توسيع أحياء يهودية وإقامة أحياء جديدة في القدس الشرقية، وهذا بالطبع على حساب منازل وأحياء الفلسطينين.

وإن مثل هذه الخارطة من الخطورة بمكان حيث أن المصادقة عليها ما هو إلا تعجيل إسرائيلي في تهويد القدس وتفريغها من أهلها من أجل الاستيلاء بالكامل على المدينة، التي تقضمها شيئاً فشيئاً بوتيرة متصاعدة، ومن هنا لا يجب التعاطي مع الموضوع وكأنه موضوع مصادقة على توسيع الأحياء اليهودية وهدم أو بناء منازل فحسب، بل أنه يندرج ضمن مسلسل الطرد والتطهير العرقي لأهالي المدينة، الذين يعانون بدورهم من العزل والإبعاد عن مدينتهم وسحب الهويات والتضييق اليومي والترحيل الجماعي، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي لبناء المستوطنات الإسرائيلية، كما يحدث مع أهالي حي سلوان المهدد بالإزالة، وكل ذلك بصورة يومية وعلنية وضمن مخطط بات واضحاً للجميع.

وجاءت هذه الخريطة قبل يومين من وصول ميتشل إلى المنطقة لبحث سبل التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في تحد صارخ وعنجهية غير مسبوقة من حكومة الاحتلال فهي ثبت في كل مرة أنها لا تضع اعتباراً لأي كان، وهي ماضية في تنفيذ نواياها دونما أي تخف أو استحياء، في تحد صارخ للشعب العربي والفلسطيني والمجتمع الدولي بأسره.

وها هي تواصل أشرس الحملات بحق الفلسطينيين والمقدسيين دون إدراك لتداعيات مثل هذه المخططات التي تتعارض مع كل المواثيق والقوانين الدولية والتي تتحمل هي وحدها كامل المسؤولية عنها، فها هي تواصل طرد النواب المقدسيين لنزع أي تمثيل سياسي عربي فلسطيني للمدينة المقدسة، ولاستئصال طابع المدينة العربي تمهيداً لعملية إحلال لأهلها الفلسطينيين، مسؤولين ومواطنين، لتملئ المدينة بمن تريد من المستوطنين واليهود.

وأمام هذه التجاوزات والانتهاكات الخارقة لا بد من وقفة جادة في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، وعلى المجتمعين العربي والدولي تحمّل مسؤولياتهما في الدفاع عن المدينة المقدسة، وقبل كل ذلك علينا كفلسطينيين تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام كأولوية فلسطينية في سياقها الصحيح لمواجهة هذه الحرب الهجومية التي تشنها إسرائيل، ولتفويت فرصة تحقيق هذه الخارطة على حكومة الاحتلال، قبل فوات الأوان وقبل أن تصبح واقعاً على الأرض، كما أصبح غيرها الكثير، مما ضيعناه وسط مناكفاتنا ومشاداتنا الكلامية في انقسام كلفنا الكثير ومازلنا ندفع فاتورته، وسنفاجئ بحجم الخسائر التي كبدنا إياها أثناء انشغالنا به وبتبعاته، فقد كان فرصة لا تعوض بالنسبة لإسرائيل يُضاف إليها، فرصة ضعف الدول العربية وتبعثرها، وضعف الولايات المتحدة الأمريكية.

فهل ستبقى القدس وحدها في مواجهة هذه الحملات التهويدية، أم أن لها منا نصيب؟.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required