مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ما هي إلا أيام قليلة على إعطاء لجنة المتابعة العربية، الضوء الأخضر للفلسطينيين للذهاب لمفاوضات مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية، حتى سارعت إسرائيل بالرد مباشرة على هذه الموافقة بقصفها لغزة واستهدافها الفلسطينيين من أفراد المقاومة ومن ينتمون لحركة حماس، كما لم تتوقف عن هدم المنازل ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وكأن لسان حالها يقول للعرب: سواءً أدعمتم الفلسطينيين في الذهاب لمفاوضات مباشرة أم لا، فهذه هي سياستنا وطريقتنا الوحيدة التي نعرف.

وبموافقتهارفعت الدول العربية المسؤولية عن كاهلها وألقت بالكرة في ملعب القيادة الفلسطينية التي مازالت تطلب موافقة عربية وضمانات أمريكية قبل الذهاب للمفاوضات، لكن ما لبثت هذه الضمانات أن تحولت إلى رسائل ضغط على السلطة حيث دعا الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس الأول إلى إطلاق هذه المفاوضات في أسرع وقت، وواصل المبعوث الأمريكي جورج ميتشل اتصالاته مع الأطراف ذات العلاقة، وأعلن نتياهو أن المفاوضات المباشرة ستنطلق في منتصف الشهر، فيما شدد الرئيس المصري مبارك في لقائه مع بيرس بالأمس على ضرورة أن تكون هذه الـمفاوضات جادة ومستمرة وذات إطار زمني محدد ومرجعيات واضحة، وأكد بيريس بدوره لـمبارك التزام إسرائيل بالسلام.

لكن أي سلام هذا الذي تلتزم به إسرائيل، إلا إذا كانت حكومة نتنياهو اليمنية تعتبر قصف المنازل والاغتيال وطرد السكان الآمنين من منازلهم وهدمها سلاماً تبرهن به على حسن نواياها، والتي تبعاً لها يتعين على الجميع عرباً وفلسطينيين تقدريها والذهاب لمفاوضات مباشرة، ولا أدري حقاً ما الذي ستحمله تلك المفاوضات بعد انهيار الثقة لدى الفلسطينيين خصوصاً بجديتها وماهية ما ستجلبه علينا؟!، وأمام التهاون الإسرائيلي بكل الاستحقاقات المطلوبة، التي لا يجب أن تُقتصر على رفع حاجز هنا أو هناك، والتي هي حق مكتسب "وتحصيل حاصل"، وإنما تتعداها لرفع يدها عن أراضي المواطنين ومنازلهم وممتلكاتهم في كل مكان في الضفة الغربية وخاصة في القدس والنقب، وإنهاء حصار ومعاناة مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة، وتقديم إجابات حقيقة على قضايا الحل النهائي والقدس واللاجئين.

إن العودة على ذي بدء والانطلاق من نقطة الصفر بالذهاب إلى مفاوضات مباشرة دون سقوف محددة، ودون ضمانات واضحة، لن يدمر الموقف الفلسطيني فحسب، بل إن الذهاب لمفاوضات مباشرة يعد انتحاراً كما وصفه المحلل السياسي هاني المصري في مقاله الأخير "المفاوضات المباشرة انتحار سياسي"، والحقيقة أن الأمر لا يتوقف على ضمانات أمريكية أو غيرها، فكما يُقال "المكتوب واضح من عنوانه"، وإسرائيل لم تتوقف في الفترة الماضية عن إعطائنا مبررات لعدم الذهاب وليس "ضمانات" كما نطالب.

ومن الواضح أن الجانب الفلسطيني قدم الكثير من التنازلات والكثير من بوادر حسن النية والفرص، وبات واضحاً للجميع الآن أن المفاوضات استنفدت فرصها جميعها، ومن العبث المضي أكثر في هذه الدوامة المفرغة، لأنها تشتت الجهود عن النوايا الحقيقة لدولة الاحتلال والتي تترجمها يومياً على الأرض.

بل ومن الضروري الآن أن تقف اللجنة الرباعية الدولية والولايات المتحدة موقفاً واضحاً تجاه الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية على الأرض، خاصة عند تحديد موعد إطلاق المفاوضات، فمن غير المعقول أن تستمر إسرائيل بهما بالتوازي متخذة المفاوضات غطاءً لممارساتها العدوانية.

وفي كل الأحوال لم تعد المسألة مسألة تحديد الموعد البدء، فقد تُرك موعد بدئها غير واضحاً، وأوكلت الجامعة العربية للرئيس محمود عباس مهمة تحديده بناء على التقييم الفلسطيني للموقف الإسرائيلي ولما يجري على الأرض، وإنما ماهية الأسس والمبادئ الجوهرية التي ستقوم عليها هذه المفاوضات المباشرة، وما ستختلف فيه عن سابقتها غير المباشرة، وهذه هي التساؤلات التي تحوم دون إجابة ومن حقنا على القيادة الفلسطينية أن تفصح عنها وأن توضحها.

وفي كل الأحوال فإن إسرائيل تثبت يومياً أنها غير معنية بالسلام، في المقابل فإن الولايات المتحدة بدورها ثبت أنها هي الأخرى ليست مستعدة لتغير سياستها مع إسرائيل بتعاقب أو اختلاف رؤسائها، وعليها أن تقرر ما إذا كانت تريد من الفلسطينيين أن يكونوا مجرد دمى على مسرح المفاوضات..أم أنها تسعى لأن يكونوا لاعبين حقيقيين جديرين بالشراكة؟.

ونبقى نحن الحلقة الأضعف، إلى أن نغير ما بأنفسنا أو تتغير الأحوال ويخلق الله ما لا نعلم.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required