مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

"يتوجب المضي إلى المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لأن الوقت مناسب والفرصة سانحة" استوقفتني كلمات الرئيس الأمريكي باراك أوباما السابقة والتي نُشرت في إحدى الصحف الفلسطينية قبل أيام، لما تثيره من تساؤلات واستفهامات لا يمكن للجانب الفلسطيني تجاوزها.

أهمها أين النتائج والمخرجات التي تمخضت عن المفاوضات غير المباشرة، و هل قدم خلالها الإسرائيليون خطوات بسيطة للإيفاء بمتطلبات العملية السلمية أو على الأقل بوادر حسن النوايا، ليتحتم بالمقابل على الفلسطينيين بالضرورة الانتقال من مفاوضات غير مباشرة إلى أخرى مباشرة؟، وأي وقت ذاك "المناسب" الذي علينا استغلاله بالذهاب للتفاوض مباشرة مع حكومة نتياهو التي تواصل بناء المستوطنات، وتستمر في الاعتقالات وهدم المنازل والقرى عن بكرة أبيها وتواصل فيه حملات التراسفير والتطهير العرقي بحق السكان الفلسطينيين، وانتهاك الحريات الفلسطينية بكافة الأشكال؟ وغيره من ممارسات عدوانية وتعسفية يومية، يمكن من أن نستشف من خلالها أن حكومة الاستيطان والعدوان لا يمكن لها أن تكون حكومة مفاوضات تسعى للسلام؟.

هناك في الأخبار القريبة على الآذان والبعيدة عن التطبيق ما يهدم أي بذرة أمل ليبني عليها الفلسطينيون خطوطهم العريضة لتحقيق أهدافهم التي يتوجب التفاوض عليها في هذا "الوقت المناسب"، الذي تنسجم فيه الأهداف الإسرائيلية مع الدعاية الأمريكية لترويج أفكار باستخدام مسميات لفظية لتحقيق أهداف مدروسة تحت الطاولة، فأوراق اللعب الإسرائيلية الأمريكية باتت معروفة "فالسياسة مصالح وليست هبات وعطايا".

ولو عاد الفلسطيني بنظره إلى أولى الاتفاقيات التي تبعدنا عنها سنين واقترب إلى أخبار اليوم لن يجد فرقاً كبيراً، ولا تحسناً ملحوظاً لكنه سيدرك المسيرة المعتادة المرافقة لكل عملية تقارب أو تفاوض، وما أشبه اليوم بالأمس، ففي المرحلة الأخيرة ذهبنا إلى مفاوضات غير مباشرة بعد أن أعلنا رفضنا الواضح لمبدأ التفاوض دون وجود مرجعية واضحة وسقف زمني ودون وقف الاستيطان كشروط للعودة من أجل التوصل للحلول لقضايا الحل النهائي، وها نحن بين خطوة للخلف وأخرى للأمام لمفاوضات مباشرة، وفي خضم هذه الدوامة سنعود إلى نقطة البدء ذاتها، فأين المخرج من هذه الدائرة، ما لم نراجع أنفسنا ونعيد حساباتنا ونقيم وضعنا؟؟ في الوقت الذي صادر فيه الإسرائيليون ما وقعت عليه أيديهم من أراضٍ وبنوا ما استطاعوا من مستوطنات، وجملوا للولايات المتحدة الأمريكية قوانينهم وسياستهم المفروضة على الأرض، فكان لهم الكلمة العليا والسيطرة المطلقة، معتمدين بلا شك على المصالح المتبادلة والمشتركة.

ما يصوره الواقع من رحم هذه العمليات التي لا يخطئ من يطلق عليها لعبة الألفاظ والمسميات والمصالح، هو مستقبل سوداوي يكتنفه الغموض سيفرض نفسه على الأرض إذا ما عدنا لمفاوضات مع حكومة يمينية متطرفة مثل حكومة بينيامين نتياهو، لا ترى في طريقها سوى مصادرة مزيد من الأرض وبناء مزيد من المستوطنات، ولن تسعى بأي شكل من الأشكال إلى حل سلمي عادل قائم بالتحديد على حل الدولتين.

ولا تأتي الكلمات من فراغ بل تتمخض من رسالة تحتم ميلاد نقطة تحول وبداية سطر جديد يخدم الشعب الفلسطيني ويدعمه ويترجم أولوياته والتي من أهمها توحيد الجبهة الداخلية، وإيجاد حلول وبدائل لتحقيق المصالحة بين شطري الوطن، ورسم إستراتيجية لتحسين البنى التحية، وحل مشاكل الشعب، وتوفير متطلبات الحياة الكريمة له، وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لرفع معنوياته النضالية والإنسانية، بعيداً عن الجري وراء سراب مفاوضات مباشرة وغير مباشرة، ما عادت تلقى حتى الحد الأدنى من القبول لدى المواطن الفلسطيني، وإلا سنعود لإضاعة سنوات جديدة من عمر القضية دون الالتفات لغيرها من القضايا والملفات الوطنية وسنعود لحالة "مكانك سر".

 
 
اقرأ المزيد...
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required