مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

للسنة الثانية على التوالي يبث البرنامج التلفزيوني الكوميدي الساخر "وطن على وتر" على شاشة تلفزيون فلسطين كل يوم من شهر رمضان المبارك هذا العام، ويتناول البرنامج بشكل ناقد الوضع السياسي والاجتماعي للشعب الفلسطيني، وهو نوع من البرامج الناقدة التي تعرض على كثير من الشاشات العربية، وبدأ مؤخراً عرضها على تلفزيوننا الوطني فمن المطلوب أن يتواجد لدينا هكذا برنامج لأنه يعتبر أداة من أدوات حريات التعبير التي نناضل للحصول عليها.

وما يميز هذا البرنامج هو أنه من إنتاج فلسطيني وتمثله شخصيات فلسطينية وقد تم عرضه على قناة فلسطين وهذا يدل على التطور الذي يشهده إعلامنا الرسمي، وعلى الحرية في النقد والتعبير والوعي والرقي في طريقة التفكير، فالنقد السياسي والاجتماعي هو أداة من أدوات الارتقاء بممارسات وسياسات الحكومة وهو وسيلة لحماية حقوق المواطنين والدفاع عنها.

وقد تلقى البرنامج هذا العام الكثير من ردود الفعل السلبية على خلاف العام الماضي من كلا الطرفين فتح وحماس وغيرهما على ما احتواه من نقد مباشر لأشخاص بعينهما ما أثار حفيظة الكثيرين، لكنه في المقابل مازال يحظى باهتمام وترحيب من قبل المشاهدين، وفي كل الأحوال فقد حظي أيضا ًبنسبة مشاهدة عالية من مؤيديه ومعارضيه.

ونرى أن البرنامج يتناول بالنقد معظم الأحزاب الموجودة في فلسطين من فتح وحماس والجبهة الشعبية وغيرها، وهذا شيء طبيعي، بالإضافة إلى نقده جميع طبقات المجتمع الفلسطيني من بدو وفلاحين إلى أهل المدن والسياسيين، ونقد بعض العادات الاجتماعية مثل طريقة الزواج في مجتمعنا كالحلقة التي تناولت موضوع العرس الفلسطيني بالمقارنة مع العرس في اليابان، ربما أضحكتنا الحلقة لكن لا شك أن المبالغة في الموضوع كانت واضحة، ورغم تفهمنا لأن النقد بحاجة لمساحة من المبالغة لكن لا حاجة للتضخيم الذي قاد في كثير من الحلقات إلى الملل– خاصة أن العرس الفلسطيني يتميز بكثير من العادات الجميلة.

وفي الحقيقة فقد أعجبتني صراحة الممثلين ونقدهم وأضحكتني بعض الحلقات، ولا ننكر أن البرنامج يظهر العديد من الحقائق الموجودة في مجتمعنا ولكن ما نسيه هو أن السبب الرئيسي الذي أدى إلى إيجاد هذه الحقائق وهو الاحتلال الإسرائيلي الذي كان حريصاً منذ البداية على حبس المجتمع الفلسطيني وعزله عن العالم الخارجي وحرمه من الموارد والإمكانيات، وهو لم يظهر هذه الفكرة ولم يتطرق لها، فالشعب الفلسطيني قد خاض ويخوض الكثير ويجب أن نقدره ونكرمه على ذلك.

ولا ننسى أن الشعب الفلسطيني يتميز بالعديد من الصفات التي تميزه عن غيره من الشعوب فهناك العديد من المفكرين والكتاب والمثقفين أبناء هذا الشعب وهم من برزوا ونقلوا للعالم صورة رائعة عن الشعب الفلسطيني، ولطالما كنت افتخر بعاداتنا وتقاليدنا، فالإنسان بلا ماضي هو بلا حاضر ولا مستقبل، و "من هجر قديمه تاه"، ويتوجب علينا أن نحارب ما هو سلبي في هذه العادات لكن بالصورة المناسبة، فلا عيب في نقد ما نراه خطأًً وغير جيد في مجتمعنا ولكن يجب أن نحرص على أن لا ننسى ما يميز مجتمعنا وأن نقوم بعمل نقد بناء ذا هدف واضح.

وأنا لا أطالب بوقف البرنامج كما طالبت حركتا فتح وحماس ولكنني أشدد على أن يتم تطويره من عدة جهات، فيجب تحسينه من ناحية فكرية وفنية. فالشخصيات وطريقة التمثيل والإضاءة والتصوير والإخراج كل هذه الأمور بحاجة إلى تطوير وتحسين ولا ننسى أن يكون النقد بشكل حضاري وموضوعي وأن يظهر إيجابيات شعبنا في التفكير والتعليم، فنحن بحاجة إلى مثل هذه البرامج الناقدة الصريحة وإذا كان هناك شيء يتعارض مع وجهة نظرنا فلا يجب أن نوقفه بل أن نتقبل نقده بكل رحابة شرط أن يكون هذا النقد موضوعي وبناء.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required