مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

في إطار حركة جديدة يسميها أصحابها “Anti School” أو "ضد المدرسة"، ينشط عدة طلبة في المدارس الفلسطينية الخاصة والحكومية –عشوائيا- في تنفيذ عمليات شغب لتعطيل سير العملية التعليمية.

وإن كان التسرب من المدارس أحد الأساليب التي يستخدمها الطلبة للتعبير عن رفضهم للنظام التعليمي، فإن الأنشطة التي يقوم بها الطلبة تتعدى ذلك إلى التخريب والتدمير، ذلك لتعذر الهروب من المدارس الخاصة في معظم الأوقات لارتفاع أسوارها وتشديد الرقابة على بواباتها.

قبل فترة قصيرة، وضع طلبة إحدى المدارس قطعة من القماش في نظام التدفئة في المدرسة قبل بداية العطلة الأسبوعية بدقائق، تكتيك يهدف إلى ضمان غياب الرقابة على المدرسة كي ينفجر النظام ويصعب اكتشافه إلا بعد أن يحدث خسائر كبيرة. ولتدخل الحظ، اكتشفت إدارة المدرسة فعلة الطلبة قبل فوات الأوان.

قبلها بفترة ضرب طلبة زجاجات حارقة صنعوها بأيديهم على بيت أحد المعلمين الذين "لا يحبون"، وآخرون ثقبوا إطارات سيارة مُدَرَّسهم بعد انتهاء الدوام بدقائق، وغيرهم ركبوا صورة معلمتهم على جسد شبه عار باستخدام برامج على الكومبيوتر.

بعض الطلبة قالوا إن دوافعهم لتلك الأفعال تكون إما انتقامية من المعلم أو المدرسة، أو سعيا للتسلية بعد مللهم من الحصص والدوام والمنهاج. "نعرف أن ما نقترفه خطأ لكن المدرسة مملة والمدرسين منحازون، حتى أن مدير مدرستنا يفرق بيننا حسب انتماءاتنا الرياضية" هذا ما قاله نمر وهو أحد الطلبة الذين يتسربون بشكل شبه يومي من المدرسة مع أقرانه.

غياب العقاب وتحفظ الأهل

وكي لا "يضيع مستقبل الطلبة" تفصل إدارة المدرسة الطلبة المشاغبين مؤقتا أو بشكل دائم –حسب طبيعة فعلتهم- لينتقلوا إلى مدرسة أخرى يكملون فيها تعليمهم. ويعتبر هذا هو العقاب المتخذ بالعادة.

بعض الأهالي يلوم المدرسين وإدارة المدارس على ذلك، قائلين إن عنف الطلبة يعود لقلة اهتمام المعلمين بالطلبة وتأثير مشاكلهم الخاصة على تعاملهم معهم. إلاّ أن أحد المعلمين شكا عدم تعاون الأهالي في تأنيب الطلبة لردعهم عن أفعالهم.

"الأهل يصرّون على أن أبناءهم تربوْا التربية الصالحة والسليمة رافضين أي مساس بأطفالهم على اعتبار أنهم بذلك يشككون بقدرة الأهل على التربية". هذا ما جاء على لسان إحدى المعلمات في مدرسة ثانوية.

وتضيف المعلمة: "كل يوم آتي إلى المدرسة منتظرة اختراعا جديدا يقوم به الطلبة، فبالأمس احضروا مفرقعات تصدر صوت انفجار ولونا أحمر على الجدران كي يثيروا حالة من الفوضى، ومرةً أحضروا أفعى ووضعوها على مكان جلوسي في الصف، ما أدى إلى خروجي من الحصة خائفة".

وقالت المعلمة: "الطلبة يريدون حجة أو سببا لتعطيل الدوام، وهم لا يخشَوْن الطرد بل يسعَوْن إليه بطرق مبتكرة، حتى وإن كانت حرق المدرسة بما فيها.. العنف وصل إلى درجات عالية".

الإيجابية في التعامل.. خطوة للأمام

ردة الفعل على العنف المتزايد في المدارس تحمل وجهين نقيضين، أحدهما يلوم الأهل على التربية الفاسدة والدلع الزائد وشخصنة الأمور، والآخر يلوم النظام المدرسي بما فيه من خلل في المناهج وإعداد المعلمين والجو التعليمي المناسب.

لكن حريقا كان سيقع في إحدى المدارس يفترض أن يشكل إنذارا قويا، والأمل هو أن يبدأ المعنيون من وزارة وإداراتِ مدارس ومعلمين وأهالي بوضع الكبرياء جانبا وفهم توجه الأطفال للعنف ودراسة أوضاع المعلمين من أجل معالجة القضية التي تمس مستقبل الوطن وشبابه.

قد ننجح في إخماد حريق هنا أو تصليح سيارة هناك لكن الخوف الأكبر هو من ذلك الحريق غير المرئي الذي يمكن أن نُفاجأ بآثاره بعد مرور سنين.

نداء ابراهيم هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required