مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

برز اهتمام واضح في الفترة الأخيرة بقضية ذوي الاحتياجات الخاصة أصبحنا نتابعه في وسائل الإعلام المحلية حول خطط حكومية تستهدف هذه الفئة لدمجها في المجتمع. وبالرغم من التصريحات الهامة التي جاء آخرها على لسان رئيس الوزراء سلام فياض الذي أفرد حديثه الإذاعي الأسبوعي لتسليط الضوء عليها، إلا أن واقع أصحاب الإعاقة أصعب من مجرد تنفيذ خطط ومشاريع.

ففضلا عن قلة المؤسسات التي يمكن أن توظّف من استطاع التعلم منهم، فإن أصحاب الإعاقة وخاصة الحركية منها يجدون صعوبات في الوصول إلى مبتغاهم وقضاء احتياجاتهم باستقلالية. فلا المركبات العمومية جاهزة لاستقبالهم، ولا الشوارع والبنايات مؤهلة لاستخدام كراسيهم المتحركة، ولا أماكن خاصة لركن مركباتهم.

قصة المصور الصحفي أسامة السلوادي الذي عاد من مقر نقابة الصحفيين وعيناه تكادان أن تدمعا بعدما عجز عن صعود درج عمارتها، هي واحدة من قصص كثيرة يعاني أصحابها الألم يوميا.

السلوادي الذي أجبرته رصاصة طائشة على الجلوس على كرسي متحرك، هو صحفي استطاع أن يعبّر عن مشكلاته اليومية ومعاناته مع الإعاقة في فلسطين من خلال مقالات موجعة، لكن كثيرا من القصص المشابهة تبقى في أدراج أصحابها.

كما أن التغطية الإعلامية النادرة التي يحظى بها هؤلاء الأشخاص غالباً ما تكون من باب الشفقة على ما فعل الاحتلال بهم، أو قصص نجاح لهم رغم إعاقتهم. حتى أن قصص زواج فتيات من مصابي حرب يعانون الإعاقة الجسدية عادةً ما تكون قصصا بطولية يهتم الإعلام بها.

وهكذا تغيب المتابعة الإعلامية عن تلك القضايا، فما أشار إليه رئيس الوزراء عن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذي صدر عام 1999 والمجلس الأعلى الإعاقة الذي شُكّل لمتابعة تنفيذ هذا القانون والرقابة عليه، يطرح تساؤلات كثيرة حول الصمت عن هذه القضية طيلة السنوات الماضية.

وما دام الحديث عن الخطط الحكومية الداعمة لهم، فإن الناظر إلى حملة تجديد البنية التحتية في شوارع رام الله الرئيسية قرب دوار المنارة مثلاً، يدرك أن هذه البنية التحتية والتي ستخدم المدينة على الأقل مدة عشرين عاما قادمة، لم تأخذ في الحسبان أصحاب الاحتياجات الخاصة وإمكانية استخدامهم لهذه الطرقات.

فكيف يستطيع "المواطنون كاملو المواطنة" الإحساس بمواطنتهم عندما يتعذر عليهم ركن سياراتهم، أو استخدام الشوارع والأرصفة. لا شك أن إعفاءات جمركية لبعضهم أو مساعدات مادية لآخرين تسهم في تحسين واقعهم، لكن أكثر ما يريده أصحاب الإعاقة هو الشعور بإنسانيتهم، والتمكن من ممارسة مواطنتهم عبر تفعيل دورهم في المجتمع. ما يحلم به ذوو الاحتياجات الخاصة يفوق مجرد مساعدات.

ولذا، فالخطة الإستراتيجية للأشخاص ذوي الإعاقة التي طرحها رئيس الوزراء طموحة ومبشرة، وهي تتضمن إدخال لغة الإشارة في المرافق الحكومية والبرامج التلفزيونية، وتهيئة البنية التحتية الملائمة لاستخدام الأشخاص ذوي الإعاقة، سواءً في أماكن العمل والسكن والمواصلات. ويبقى الرجاء بأن يحسن استغلالها، وأن تشدد الرقابة على تنفيذها.

أما مجتمعيا، فتبدو الحاجة ملحة -لشعب يفوق عدد ذوي الاحتياجات الخاصة فيه 5% لمعاناته من الاحتلال- لأن ننظر إلى تجارب الدول المتطورة التي أنهت مسؤولياتها تجاه مواطنيها، وتفرغت لبحث أنسب تسمية لهم؛ فبدلا من المعاقين، أصبح التعبير الملائم هو ذوي الاحتياجات الخاصة. ومهم لنا أن ننتبه أن كلمة "معاق" نطلقها على ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يستخدمها البعض كإحدى كلمات الشتم.

لكن احترام الفئة الأكبر من الفلسطينيين لأصحاب الإعاقة، وخططا طموحة كتلك، وقصصا فردية نقرؤها كمبادرة شاب عربي كرس وقته وسيارته لنقل أصحاب الإعاقة الحركية مجانا كلما احتاجوا، ترسل بارقة أمل بأن المستقبل أفضل.

نداء ابراهيم هي كاتبة في دائرة الإعلام والمعلومات في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح. يمكن الاتصال بها عن طريق البريد الالكتروني:mid@miftah.org

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required