مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

قبل خمسة وثلاثين عاماً انتفض الفلسطينيون ووقفوا أمام مصادرة حوالي 60 ألف دونم في منطقة الجليل، وعم الإضراب أغلب المدن والتجمعات في فلسطين المحتلة عام 1948، وسالت دماء الشهداء الست الطاهرة على أرضهم التي ذادوا عنها بروحهم ودمهم.

وبعد 35 عاماً على هذه الذكرى لم يتغير الحال كثيراً، فدولة الاحتلال الإسرائيلي ما زالت ماضية في ضمها وانتزاعها للأرض الفلسطينية، حتى أضحى هذا اليوم رمزا للتصدي للأطماع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، في كل فلسطين التاريخية، لذا فإن الفلسطينيين في كل مكان سواءً في الضفة الغربية أو في فلسطين المحتلة عام 48 يحيون هذه الذكرى لأنهم سواءً في استهداف سياسة الضم والتوسع الاحتلالية التي تسعى لإلغاء كل ما هو عربي وفلسطيني.

ومما لاشك فيه أن كلا الطرفين على إدراك تام لكون الأرض هي لب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهي قضية البقاء والوجود، منذ البداية وحتى الآن وإلى الأبد، لهذا فإن سلطات الاحتلال في سباق مع الزمن من أجل ابتلاع ما أمكنها ابتلاعه من الأراضي خاصة في الضفة الغربية، فهي لا تدخر جهداً من أجل ضم المزيد من المساحات وبناء المستوطنات حتى لو كلفها الأمر هدم القرى والبلدات العربية الفلسطينية كما فعلت مع قرية العراقيب التي هُدمت للمرة الثانية والعشرين وشُرد أهلها وساكنيها، وكما هدمت بالأمس مساكن في خربة أم نير، والتي تبعد نحو كيلو ونصف الكيلومتر إلى الغرب من مستوطنة "سوسيا" في منطقة الخليل، حيث أصيب 7 مواطنين هناك جراء اعتداء قوات الاحتلال على عائلات حاولت منع هدم خيام تقيم فيها منذ شهرين، بعد عملية هدم سابقة لمساكنها، وكل هذا يأتي في إطار التضييق على الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل عن أرضهم ومواطنهم، وضمها للمستوطنات التي التفت على المدن والقرى الفلسطينية لتجعلها عبارة عن كنتونات متفرقة ومعزولة الأمر الذي أخل بنسيجها العام، وغير طبيعتها الديمغرافية وألغى ملامحها الفلسطينية والعربية والتاريخية، فماذا بقي منها ؟؟؟ وكل هذا يأتي بالتوازي مع هجمات المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة.

وهذا لم يكن كافياً لدولة الاحتلال، التي لا يشبع شجعها ونهمها إلا المزيد والمزيد من الأرض الفلسطينية، فحتى الأمس ما زالت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء تبحث بناء 1608 وحدات استيطانية في القدس، وقد كشف جهاز الإحصاء المركزي بالأمس أن البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية ازداد بمقدار أربع مرات خلال العام الماضي مقارنة مع العام 2009.

والاستيطان لا يتوقف على البناء فحسب بل يتجاوزه إلى قطع الأشجار المثمرة، وضم الأراضي بمياهها وتاريخها وآثارها، فيما الأرض التي لم تصادره بعد دولة الاحتلال، تستخدمها كمكب لنفاياتها أو مياه الصرف الصحي لمستوطناتها، ولا تنأى بنفسها عن الاعتداء على أصحابها ممن يحاولون استصلاح ما بقي لهم من الأرض.

إسرائيل تدرك تماماً محاولات الفلسطينيين الجاهدة للدفاع عن أرضهم، ولذلك فهي تقابل إحياءهم لذكرى يوم الأرض بكل ما أوتيت من قوة ومن جبروت وبشكل مستفز، فتستنفر قواتها وتنشرها في كل مكان في الداخل وفي الضفة وبالأخص في أماكن التظاهرات والتجمعات.

لذا فإن هذا الدفاع المستميت عن أرضنا وعودة الأهالي إلى خيمهم بجوار منازلهم المهدومة، ما هو إلا دليل على تمسك هذا الشعب بأرضه والدفاع عنها والبقاء فيها إما حيا ً أو ميتاً، وهذه هي حاله على امتداد السنين الخمس والثلاثين الماضية بل على امتداد السنين الستين ونيف الماضية.

وفي هذه المناسبة نجدد عهدنا للأرض التي روتها دماء أبنائنا الطاهرة، ونجدد نذورنا بالدفاع والذود عنها، فهي مما تغيرت ملامحها ومعالمها ستظل أرضا ًعربية تلفظ كل من يحاول تغير ذلك، لكنها تنتظر من ينصرها، فمن لها؟.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required