مفتاح
2024 . الإثنين 1 ، تموز
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

لا تدخر حكومة الاحتلال الإسرائيلي أي جهد يٌذكر من أجل تهويد المدينة المقدسة، وإثبات الحق اليهودي فيها حتى وإن كان هذا الجهد بالغناء والهتاف احتفالاً بما يسمونه "يوم القدس" الذي يصادف الذكرى السنوية لاحتلال الجزء الشرقي المدينة في حرب حزيران عام 1967 في محاولة مستمرة من أجل استفزاز الفلسطينيين والسكان المقدسيين في المدينة بشكل مباشر وتذكيرهم بأحقيتهم المزعومة في المدينة، وأن يوم احتلالها وتوحيد شرقها مع غربها في أعينهم ما هو سوى تحرير لها ومولد جديد رأت فيه عيون الحرية والانعتاق من الحكم العربي.

وفيما يجوب قطعان المستوطنين أحياء المدينة القديمة وهم يغنون ويهللون احتفالاً بهذه الذكرى، ويعمدون بجولاتهم وغنائهم لاستفزاز السكان الذين يؤثرون التزام منازلهم على رؤيته مثل هذه الممارسات التي قد تؤدي إلى صدامات كما تسعى هذه الجماعات التي لا تمنع نفسها عن تأجيج مشاعر المواطنين واستثارة غضبهم و"صب الكاز على النار" كما يقولون، من أجل دفع الشباب للاشتباك معهم ومواجهتهم.

وفي مقابل هذه التصرفات تتواصل الأعمال التهويدية في القدس التي تسعى لتفريغ المدينة من سكانها وأهلها وتجبرهم على الرحيل من خلال التضييق عليهم، ومنعهم من البناء والتوسع وفرض الغرامات العالية وغير المبررة، بل والاستيلاء على منازلهم وطردهم منها، وتهويد وهدم منازل أحياء بأكملها كما في سلوان، واقتناص الفرص المواتية لسحب الهويات المقدسية لحساب مضاعفة الوجود اليهودي في المدينة الذين يجدون كل التسهيلات اللازمة من أجل البناء والإقامة.

وها هي اليوم تعزل المدينة عن باقي المدن في الضفة الغربية وتشرع في تطويقها بحزام استيطاني خانق من كل الجهات بعد أن استولت على الأراضي الفلسطينية المحيطة بالمدينة والتابعة في معظمها للقرى القريبة، من حصر المدينة ومنع امتدادها، ومن ثم تسعى لتثبت يهوديتها بكل السبل رغم أن سنين القدس تثبت أنها مدينة عربية وحاضنة للديانات السماوية الثلاثة.

وفي كل مرة تعود إسرائيل لتضع القدس في سلم أولوياتها لتعلن مجدداً أنها "ليست قابلة للتقسيم" وأنها "قلب الشعب اليهودي"، وهذا ما تثبته على الدوام بممارساتها على الأرض والتي كان آخرها الأسبوع الماضي حين تم تدشين حي استيطاني جديد في حي رأس العمود في قلب القدس المحتلة بمشاركة عدد من أعضاء حزب "ليكود"، فيما ذكرت المصادر الإخبارية مصادقة حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة في جلستها على تخصيص مئة مليون دولار "لتعزيز مكانة القدس" أيضاً في مجالي السياحة والأبحاث الصناعية، وهي التي (القدس) ستظل مكاناً دائماً لمواصلة البناء اليهودي كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أكد على أن مسألة بقائها موحدة تحظى بدعم الكونغرس الأمريكي.

وهذه هي مخططات نتنياهو الذي زعم في خطابيه أمام الكونغرس والكنيست الإسرائيلي الأسبوع الماضي أنه يمد يده ل"السلام الحقيقي مع جيراننا" على حد زعمه، فيما هو يمد يده الأخرى لبناء المستوطنات، ويؤكد بثقة مطلقة أن "وحدة المدينة هي أحد أسس وحدة الشعب"»، ثقة تأصلت في نفسه بعد الدعم المطلق من قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما له ولمخططاته ونواياه، وراحة بال اجتاحته بعد إعلان الرئيس الدوري للأمم المتحدة قبل يومين بأنه ينبغي على الفلسطينيين الحصول على موافقة مجلس الأمن للاعتراف بدولة لهم، ومن ثم مؤخراً إجهاض كندا بطلب من نتانياهو، مشروع قرار مجموعة الثماني بأن تقوم التسوية الدائمة بين الفلسطينيين على أساس حدود عام 1967، الذي كان بإيعاز من نتنياهو.

وأمام هذا يقف المجتمع الدولي عاجزاً عن ردع هذا المد الإسرائيلي المتطرف الذي لا يرى سوى نفسه ومصلحته التي يتفانى في فرضها على الأرض بما ملكت يداه من قوة وجبروت، وبشكل أحادي وفي إطار ممارسات غير مشروعة دولياً، لذا ورغم ليل الاحتلال فإن الفلسطينيين سيظلون يحلمون بدولتهم وعروسها القدس، وسيسعون لنيل الاعتراف بها في المحافل الدولية وإن كانت خطوة أحادية لا تلق الاعتراف ولا حتى الترحيب من دولة الاحتلال المتجبرة، وستنفي سنين القدس العربية يومها الإسرائيلي.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required