مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

تخطوا كل الحواجز والمعيقات التي يفرضها الاحتلال مراراً وتكراراً، ووسط احتفالات عمت أرجاء الضفة وقطاع غزة، زحف أهالي الأسرى المنتظر تحريرهم في الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي شاليط؛ ليستقبلوا أبنائهم المحررين من زنازين العدو وبراثن سجنه، فبعد مخاوف ظهرت منذ اللحظة الأولى لتوقيع أوراق الصفقة من احتمالية عدم التزام إسرائيل بالجزء الثاني من الصفقة أو إخلالها ببعض بنودها، أفرجت إسرائيل عن 550 أسيراً فلسطينياً يوم أمس الأحد، 18/12/2011، وهكذا تكون الصفقة قد تمت أخيراً.

وبالرغم من إتمام الصفقة، إلا أن ما سبقها من مماطلة دولة الاحتلال لموعد الإفراج عن الأسرى وتحكمها بتفاصيل القائمة الثانية للمنوي الإفراج عنهم؛ جعل الأهالي والأسرى داخل السجون في حالة قلق دائم من الآتي. فما الذي يمكن توقعه من دولة المحتل غير خلق أي واقع لاستفزاز الشعب الفلسطيني، واستغلال أي مناسبة لتنغيص فرحته؟

يعتبر إتمام هذه الصفقة إنجازاً وطنياً لا يمكن إنكاره، وهي التي تبدو في ظاهرها كسراً للتعنت الإسرائيلي، ولكن تحمل في طياتها شروطاً خطها العدو بخبثه، فمن الواضح من قائمة الأسرى المفرج عنهم والتفاصيل التي تحيط بهذه الدفعة، أن الغالبية العظمى من هؤلاء المحررين هم من الذين شارفت محكومياتهم على الانتهاء، فمنهم من بقي له سنتين، أو أشهر، أو أسابيع، أو أيام قليلة على التحرر. هذه الدفعة أيضاً لم تشتمل على اسم أي أسير من أراضي أل 48 المحتلة، ولا حتى على أي أسير مريض بالسرطان وغيره، ولا أي أسير من ذوي المحكومات العالية، واشتملت على ست أسيرات فقط، فيما ظل ثلاث أسيرات في السجون كما ذكرت بعض المصادر، فالمؤسف في هذه الصفقة أيضاً، أنها لم تكفل تحرير جميع الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال جراء خطأ حصل بين قيادة غزة وقيادة الضفة في إحصاء عدد الأسيرات.

كل هذه الهفوات والتي عزاها البعض لخلل في حنكة المفاوض الفلسطيني وضريبة للانقسام الداخلي الذي أضعف من قوة هذه الصفقة؛ جعلت من المحتل الإسرائيلي المتحكم الأول في التفاصيل الدقيقة للصفقة، والتي كانت من المفترض أن تسهم في تحرير جميع الأسرى القدامى وجميع الأسيرات الفلسطينيات على الأقل.

ولكن ها هنا مرة أخرى، تمارس إسرائيل ألاعيبها على الشعب الفلسطيني، ولولا الوساطة المصرية لما التزمت دولة الاحتلال بالجزء الثاني من الصفقة على الأرجح.

لا شك بأن تحرير أي فلسطيني من قضبان إسرائيل هو إنجاز للشعب الفلسطيني. فوراء كل أسير حكاية فلسطينية كانت سبب أسره، وبتحرره يتحرر حلم جديد بفلسطين. ولهذا لا يكمن نسيان أي فلسطيني قابع في السجون بالرغم من هموم حياتنا اليومية. وهنا يجب أن يستمر دعم الأسرى في السجون الإسرائيلية في أي خطوة يقومون بها وأي احتجاج نضالي على ظروف أسرهم.

بل والأجدر بالقيادتين اللتين تحكمان الشعب الفلسطيني أن تتوصلا لأسرع اتفاق لإنهاء مشاكلهما الداخلية فعلياً من أجل العمل على حل قضايا الشعب الفلسطيني وأهمها قضية الأسرى، الذين هم أول من يدفع الثمن، نتيجة أي تداعيات على الأرض خارج السجن وداخله.

بالإضافة إلى ذلك، لا بد من التنويه مجدداً إلى مصير هؤلاء الأسرى المحررين وشكل مستقبلهم بعد التحرر. فتضافر الجهود مهم في هذه الآونة من أجل العمل على مشروع وطني واحد والأسرى المحررين من ضمنه. فيتوجب على وزارة الأسرى أن تنظر لإعادة تأهيل جميع المحررين والمحررات على السواء لإعادة دمجهم في الحياة اليومية، بحيث يكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع ومنفتحين عليه وليس عالة على أهاليهم. وها قد مضى شهرين منذ تحرير الدفعة الأولى من صفقة التبادل لحد الآن، فما التطورات التي حصلت على حياة المحررين في الدفعة الأولى؟ ومن احتضنهم؟ ومن يعمل على إعادة دمجهم في مجتمعهم؟ كل هذه التساؤلات تؤكد على فكرة واحدة وهي أن جميع قضايا الشعب الفلسطيني الفرعية تستدعي إتمام المصالحة بين طرفي الشعب الفلسطيني، بحيث يسهل على الفلسطينيين أولاً والأسرى ثانياً أن ينعموا بحياة مجتمعية لا تتضارب فيها مصالح الشعب مع مصالح القائد.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required