مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بقدوم موجة البرد الشتوية في نهاية هذا العام، عمت مظاهر العيد الفرحة على محافظات الوطن، احتفالاً بأعياد الميلاد المجيدة حسب التوقيت الغربي يوم السبت الماضي، والتي أعطت أجواء من الدفء والمحبة والألفة والسلام بين الأهالي المحتفلين بعيد الميلاد المجيد، بل وجميع أبناء الوطن. ما أبهاكِ يا قدس، ما أبهاكِ يا بيت لحم، ما أبهاكِ أيتها الناصرة، وما أبهاكِ يا فلسطين في مواسم أعيادك. فعيد الميلاد في أرض الميلاد يتميز بخروجه من نطاق كونه احتفالاً دينياً مسيحياً إلى عادة سنوية تضفي أجواء السلام وتبعث رسائل المحبة بين جميع أطياف الوطن، صغاره قبل كباره.

أُضيئت أشجار الميلاد في ساحات المدن وبيوتها، ونُقشت أماني صغار فلسطين وكبارها على ورق شجر الزيتون، لتجوب قلوب كل المحتفلين بهذا العيد في العالم وتعود لفلسطين لتلقَ من يحققها يوماً، إن لم يستطع "بابا نويل" أن يحققها كما يحقق أماني أطفال العالم. فاحتفالاً بالعيد وانطلاقاً من العادة السنوية، زُينت ساحة المهد وأزقة مدينة بيت لحم بأضواء العيد وأُنيرت شجرة عيد الميلاد، واحتشد الأهالي والزوار والسياح من مختلف محافظات الوطن وبقاع الأرض في شوارع المدينة التي اكتظت بالناس ما بين حاج وضيف. وفي مدينة الناصرة، عمت أجواء البهجة بالعيد على شوارع وأحياء المدينة، حيث انطلقت من كنيسة البشارة مسيرة عيد الميلاد المجيد بقيادة فرق الكشافة التي جابت شوارع المدينة، وحشدت الأهالي – مسيحيين ومسلمين – والسياح في موكب احتفالي شعبي ضخم لم تشهده المدينة منذ زمن طويل. في حين اقتصرت احتفالات العيد هذا العام في مدينة القدس على الحي المسيحي، الذي انطلقت من بيوته ومحاله بعض ترنيمات وأغاني أعياد الميلاد، إلى جانب ارتداء بعض شبان المدينة لزي "بابا نويل" ليجوبوا به شوارع القدس ويوزعوا على الأطفال الهدايا، كما كان الحال في مدينة أريحا.

فاحتفال القدس هذا العام بعيد الميلاد جاء متواضعاً وحزيناً جراء ما تشهده المدينة من حملة تهويد واضحة وعلنية. فبالإضافة إلى جدار الفصل العنصري الذي وضعه الاحتلال الإسرائيلي على أراضينا، وعزلت به القدس، والحواجز التي قطّعت أوصال مدننا وقرانا عن بعضها؛ تشهد المدينة المقدسة حملة غزو المخدرات على شباب المدينة وأطفالها في المدارس والمعاهد والجامعات. فوسط تقاعص سلطات الاحتلال، التي تدعي سيطرتها على الوضع الأمني الداخلي في المدينة، عن فرض سيطرتها المزعومة وتحكمها بهذه القضية الخطيرة، فإن المجتمع المقدسي يتفكك وينهار شيئاً فشيئاً. فهؤلاء الشبان الذي من المفترض أن يكونوا قادة دولة فلسطين المستقبلية ها هم ينحدرون إلى الهاوية في ظل عدم وجود رقابة وبالأخص مجتمعية وحكومية على ما يتعاطونه ومع من يتعاملون. هذه القضية يغذيها الاحتلال بغض نظره عنها وعن خطورتها لأنه يدرك أن انهيار المجتمع الفلسطيني وخصوصاً المقدسي يأتي في صالحه.

حتى بعيد الميلاد المجيد تستمر الانتهاكات الإسرائيلية وهجوم المستوطنين وتحركاتهم الاستفزازية للسكان الفلسطينيين، كمسيرتهم التي جابت القدس صباح هذا اليوم. لم يأتِ عيد على الشعب الفلسطيني دون أن تنغص عليه دولة الاحتلال فرحته. فمنذ الأزل وهو يقاوم هذا الاحتلال التي ينهب أراضيه ويطرد سكانه ويقتل أطفاله كل يوم، ولكنه صامد. حمل العيد هذا العام رسالة أمل تنطلق لجميع أرجاء العالم، وهذه هي الرسالة التي لا زال يتمسك بها الفلسطينيون وسط كل أزماته ومحنه. فبالأمل والمحبة والسلام والأخوة، نحن الفلسطينيون، نختم عاماً ونطوي صفحاته المؤلمة، لنبدأ عاماً جديداً وبصفحات بيضاء نخط عليها جميع أمانينا بالتحرر والاستقرار والأمل.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required