مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

بدأت أعمال 'المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس وحمايتها' الأحد 26/2/2012 في العاصمة القطرية الدوحة بكلمتين افتتاحيتين للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وأمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أكدا من خلالهما على ضرورة طرح قضية القدس على مجلس الأمن، وذلك بحضور لافت للكثير من القيادات والشخصيات العربية والدولية.

وركزت كلمة الرئيس محمود عباس على عدة محاور مهمة تخص مدينة القدس، والتي بدأت منذ احتلالها في عام 1967، وتحديداً فيما يتعلق بتغيير معالم المدينة، وإضفاء الطابع اليهودي عليها، وتغييب اسم القدس من الوجود جراء الهجمة الاستيطانية على المدينة، واستكمال خطط التطهير العرقي ضد المقدسيين، وضرب الموارد الاقتصادية للمدينة وبنيتها التحتية وإفقارها. وبهذا أعطى الرئيس في كلمته لمحة عن الممارسات الإسرائيلية بحق المدينة وأهلها من تهويد على مستوى الأرض ومستوى السكان، واللذان يمثلان تحدياً خطيراً للفلسطينيين والعرب كافة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.

وبذلك توجه الرئيس في كلمته إلى طلب الدعم المعنوي والمادي من دول العالم، وخاصة الدول العربية، لتعزيز صمود أهل القدس في وجه محتلّيها. فيتمثل الدعم المعنوي في زيارة العرب إلى القدس "وشدّ الرحال" لها كما جاء في كلمة الرئيس، حيث اعتبر سيادته أن هكذا خطوة تشد من عزم المقدسيين في مواجهة المحتل وتقف أمامه وقفة الشجاع، صاحب الحق في الأرض، فالقدس هي مدينة كل العرب قبل كونها عاصمة للفلسطينيين. أما الدعم المادي فاعتبره الرئيس أمراً مهماً لتنشيط مرافق المدينة الحيوية وتعزيز بنيتها التحتية، بما يساعد في إعادة إحياء المدينة وإنعاشها اقتصادياً واسترجاع الطابع العربي الخاص بها.

جاء هذا وغيره من الأمور في كلمة الرئيس محمود عباس، والتي بالطبع أجملت القضايا الخطيرة التي تعاني منها مدينة القدس. ويتزامن "المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس وحمايتها" مع الهجمة الإسرائيلية الشرسة والمتنامية التي تطال نواحي الحياة المقدسية كافة. فيومياً نقرأ في الصحافة ونسمع في نشرات الأخبار عن مشاريع إسرائيلية جديدة في المدينة تبدأ من سرقة ومصادرة أراضٍ فلسطينية وهدم أحياء عربية وتشريد السكان المقدسيين، إلى إقامة الحدائق التلمودية والمقابر اليهودية وإقامة وتوسيع الأحياء الإسرائيلية، إلى جانب تزايد التطرف اليهودي ضد العرب الفلسطينيين في مدينة القدس، هو الذي امتد على نحو خطير إلى الاقتحام شبه اليومي لباحات المسجد الأقصى من قبل المتطرفين اليهود وأفراد الشرطة.

والمدهش في الأمر، والمستفز بالأحرى، هو ردة فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على كلمة الرئيس عباس في المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس. فنتنياهو اعتبر أن ما قاله الرئيس عباس "ادعاءات وافتراءات" كاذبة وعارية عن الصحة، وذلك فيما نقلته المصادر الإخبارية عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، وأضاف في بيان له مساء الأحد: "آن الأوان لتوقف القيادة الفلسطينية إنكار الماضي وتخريف الواقع ... القدس هي العاصمة الأبدية للشعب اليهودي وستبقى تحت السيادة الإسرائيلية."

والأجدر هنا أن يُقال أن هذا الكلام هو تخريف نتنياهو وتحريفه للوقائع، التي ما انفك الإسرائيليون عن فعله منذ اللحظة الأولى التي خطت بها أقدامهم أرض فلسطين، وهذه هي الطريقة التي لطالما استعملتها إسرائيل والعصابات اليهودية المتطرفة لغسل أدمغة الجيل الناشئ الإسرائيلي والعالم الغربي أجمع، وبالتالي حصد تأييد يُشَرِّع احتلالها غير الشرعي.

وما تسعى إسرائيل له حالياً وعلى نحو فعلي، هو ما تقوم به مؤخراً من اقتحام لباحات المسجد الأقصى الذي أصبح متكرراً بشكل يذكرنا بسبب اشتعال الانتفاضة الثانية في العام 2000. وبذلك تسلك إسرائيل حالياً هذه الطريق للتمهيد لخطة أخطر وهي تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود كما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل، وهذا أمر في غاية الخطورة ولا يجب إغفاله. فمن خلال هذه الزيارات اليهودية لباحات المسجد الأقصى تسعى الحكومة الإسرائيلية لجعل هذا الأمر حدثاً اعتيادياً و"طبيعياً"، وبذلك تعويد العين الفلسطينية على مشهد قد يمهد لحدث أكبر وهو السيطرة على أساس الصراع العربي الإسرائيلي – وهو الصراع الديني على الأرض.

الزائر للقدس بعد عدة أعوام يُصاب بصدمة من التغيير الذي أطال بالمدينة، فمظاهر التهويد واضحة للعيان والطابع العربي في اضمحلال. ولهذا فإن مواجهة أي اعتداء مادي ومعنوي إسرائيلي ضد القدس هو من أركان مقاومة الاحتلال والتصدي له. القدس هي أساس الصراع وعنوان هويتنا العربية والفلسطينية، فإن ضاعت القدس؛ تفقد القضية الفلسطينية جوهرها الذي حملته على مدى عقود من الزمن.

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required