مفتاح
2024 . الأحد 30 ، حزيران
 
مفتاحك إلى فلسطين
The Palestinian Initiatives for The Promotoion of Global Dialogue and Democracy
 
الرئيسة
 
 
 
 
 
 
 
 
English    
 
 

ها هي الأسيرة هناء شلبي تسير على خطى الأسير البطل خضر عدنان، الذي خاض خلال الشهرين الماضيين أطول إضراب عرفته الحركة الأسيرة، ليكسر بإرادته جبروت السجان، وينتصر بجسده على أدوات تعذيبه، فعندما تتقطع بالأسير السبل، وتتخلى عنه كل وسائل النصر، لا نعود نملك سوى الجسد لنضحي به من أجل أن نرغم السجان على احترامنا واحترام إنسانيتنا وكرامتنا.

الأسيرة هناء شلبي 28عامامن قرية برقين قضاء جنين، تدخل يومها 19 في إضرابها عن الطعام، وذلك احتجاجاً على قانون الاعتقال الإداري، وعلى المعاملة الوحشية والمذلة التي تعرضت لها عند اعتقالها والاعتداء عليها، حيث تعرضت للضرب والإهانة من قبل جنود الاحتلال وذلك أمام أفراد عائلتها، حيث قالت عن ظروف اعتقالها لمحامية وزارة الأسرى شيرين العراقي: " اقتادوني إلى معسكر سالم العسكري وأخذوني إلى إحدى الغرف، وحاول أن الجنود تفتيشي بشكل عاري، فرضت ذلك بشدة وأخذت أصرخ، ولكن الجندي استدعى خمسة آخرين من الجنود وبدأوا بضربي على جميع أنحاء جسمي، ووضعوا وجهي على الأرض ودعس أحدهم بحذائه على رقبتي وانهالوا علي بالضرب المبرح. وقالت الأسيرة هناء: إن أحد الجنود قام بوضع رأسي بين رجليه ليتمكن جندي آخر من تفتيشها بشكل عاري، وبالفعل تم ذلك بالقوة غير آبهين لآلامي وصراخي وطلبي بإحضار مجندة".

وأضافت: "بعد أن تم تفتيشي بطريقة مهينة وقاسية وضعوا ضمادات ولفافات على الجروح الموجودة في جسمي بسبب الضرب، وتم نقلي إلى سجن الشارون ووضعوني في قسم رقم (2) قسم السجينات الجنائيات كعقاب لي على إضرابي عن الطعام، وعاقبوني أسبوع في زنزانة انفرادية".

والمثير للعجب والدهشة أن هناء الشلبي تم الحكم عليها ب 6 شهور إداري تحت ذريعة وجود نوايا عندها لمقاومة الاحتلال، حسبما ذكر وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بات يحاسب الناس على نواياهم المكبوته، وما يضمرونه وكأنه يعلمها ويؤكدها، ففي أي عرف أو قانون إنساني أو دولي يحاكم المرء على نواياه حسنة كانت أم سيئة!!

وما يدلل على سياسة الاحتلال وإجرامه، ومنهجه التعسفي والقمعي وإدارة سياسييه والتي لا تعد أهلا ً للثقة، هو إقدامه على اعتقال الأسيرة هناء التي تم الإفراج عنها بصفقة التبادل الأخيرة بالأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، قبل عدة شهور، وهاهو يعيد اعتقالها بشكل همجي ووحشي بل ويحكما ب6 أشهر، وحجته في ذلك "نواياها السيئة ضد الاحتلال"، وكعادته الاحتلال فأنه لا يعير أي اهتمام لاتفاقات ولا لقوانين، ولا حتى لوسطاء، أمام تحقيق غايته في كسر إرادة الشعب الفلسطيني وإذلاله وتفويت أي فرصة عليه ليعيش لحظة فرح أو سعادة بنصر مؤقت.

لقد خاض الأسرى في سجون الاحتلال، إضراباً عن الطعام تضامناً مع الأسير خضر عدنان، بل وامتدت حملة التضامن إلى أفراد الشعب الفلسطيني الذين أضرب الكثير منهم عن الطعام تضامناً مع الأسير، وشُكلت حملات التضامن الدولية والمحلية من أجل تسليط الضوء على معاناة الأسرى في السجون، وعذاباتهم والتأكيد على عدم قانونية الاعتقال الإداري، وبالتحديد من أجل إنقاذ حياة الأسير خضر عدنان على كان قاب قوسين أو أدنى من الموت، ولا زال يعاني ما يعانيه من مضاعفات صحية نتيجة الفترة الطويلة التي بقي جسده بدون طعام، تركه من أجل حياة كريمة يعيشها بكرامة وعزة، لا بقهر وذل.

والآن وفي هذه الأيام، حيث يصادف الخميس القادم يوم المرأة العالمي، تخوض الأسيرة شلبي معركتها مع احتلال وحشي همجي لا إنساني، لا يعرف الرحمة وهي تمثل ما تعانيه المرأة الفلسطينية في ظل الاحتلال الذي لا يستثنيها من معادلته القاسية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وفي مختلف المجالات.

إن هناء بحاجة الآن، وفي أسرع وقت ممكن لتنظيم حملات التضامن الشعبي من قبل أبناء الشعب الفلسطيني، والمؤسسات الرسمية والحكومية والحقوقية الدولية وغيرها، من أجل تسليط الضوء على معاناتها ومعاناة كل الأسرى بسجون الاحتلال وحقوقهم وقضيتهم العادلة، وكذلك المحررين منهم الذين يتعرضون للإذلال والمضايقات اليومية من الجيش الإسرائيلي، كما لابد من حملة تضامن مع الأسيرة هناء من قبل الأسرى أنفسهم في السجون، وكل ذلك دون مماطلة أو تأجيل، لأن كل أن يوم بل كل ساعة مهمة في حياة الأسيرة شلبي، ولا يجب الانتظار أن تتدهور حالتها الصحية كما حدث مع الشيخ خضر عدنان، الذي لم يحظ إضرابه بتغطية إعلامية وتضامن ملحوظ إلا بعد مضي أكثر من شهر على إضرابه، فهل ستنتظر هناء كل هذه المدة من أجل تحظى على تضامننا .

 
 
اقرأ المزيد...
 
 
لنفس الكاتب
 
Footer
اتصل بنا
العنوان البريدي:
صندوق بريد 69647
القدس
عمارة الريماوي، الطابق الثالث
شارع ايميل توما 14
حي المصايف، رام الله
الرمز البريدي P6058131

فلسطين
972-2-298 9490/1
972-2-298 9492
info@miftah.org
للانضمام الى القائمة البريدية
* indicates required